أكبر لوحة فسيفساء في العالم تعرض بعد ترميمها في أريحا (صور)

 

 

وكالة الناس – كشفت وزارة السياحة والآثار الفلسطينية النقاب عن إحدى أكبر لوحات الفسيفساء في العالم بعد خمس سنوات من العمل في ترميمها في موقعها في قصر هشام الأثري في مدينة أريحا في الضفة الغربية.
وافتتح الموقع أمام الجمهور بعد أن تكلف مشروع الترميم 12 مليون دولار.

وتبلغ مساحة الفسيفساء، التي كُشف عنها النقاب يوم الأحد الماضي والتي تعود للعصر الأموي 827 مترا مربعا. وتتشكل أرضيتها من 38 سجادة تشكل معا السجادة الكبيرة التي تظهر فيها العديد من الاشكال الهندسية والنباتات بألوان متعددة.

وجاء مشروع ترميم أرضية الفسيفساء والكشف عنها وعمل مظلة لها بتمويل من حكومة اليابان وفق أحدث الأنظمة التي تحافظ على درجة حرارة ورطوبة مناسبة للحفاظ على أرضية الفسيفساء وعدم إلحاق أي ضرر بها نتيجة العوامل البيئية.

وتم تركيب هيكل مقبب للحفاظ على الفسيفساء بعزلها عن درجات الحرارة العالية.

كما تم توفير ممرات معلقة بحيث يتمكن الزوار من الاستمتاع بجمال هذه اللوحة الفنية دون أن يدوسوها.

وقال إياد حمدان، مدير عام السياحة والآثار في محافظة أريحا«هذه القبة تمت فيها مراعاة أن تكون المواد صديقة للبيئة من جهة وأيضا أن تحافظ، كمواد مواد عازلة، على درجات الحرارة داخلها بحيث انها حتى في أعتى درجات الحرارة تكون مقبولة للحفاظ على أرضية الفسيفساء».

ومن المتوقع أن يتسبب افتتاح الفسيفساء للجمهور في زيادة عدد السائحين.

وعن ذلك قال حمدان«نتوقع إن شاء الله إنه بفتح أرضية الفسيفساء وهذا المشروع، تزيد أعداد السياح القادمين إلى أريحا بشكل خاص ولفلسطين بشكل عام، يعني نستذكر سنتي 2015 و2016 عندما كشفنا عن أرضية الفسيفساء فقط لمدة شهر، لاحظنا ازدياد كبير في أعداد السياح.»

وقال الزائر، خالد حلبية (20 عاما)«نحن نفتخر بافتتاح أكبر فسيفساء موجودة في العالم، إن شاء الله يزيد عدد السياح الذين يزوروننا من إخصائيين، من معماريين أو حتى سياح عاديين كالموجودين اليوم في الموقع».

وقالت الزائرة حنين أبو دعموس (19 عاما)«إنها لوحة مذهلة، ومثلما تعلمنا من العمارة الإسلامية الخصائص فيها تختلف عن الفسيفساء الأخرى لأنه ليس فيها حيوانات، كلها أشكال هندسية وتجريدية. ورأيت الدقة فيها، وكيفية استخدام الألوان والروعة في الأشكال الهندسية والتصميم وكم استغرق تنفيذها من تعب ووقت».

وكانت أرضية الفسيفساء في قصر الخليفة هشام الذي يقع على بعد كيلومترين إلى الشمال من مركز مدينة أريحا التي تعرف أيضا بـ»مدينة القمر» قد بقيت مغطاة بالأتربة للحفاظ عليها من العوامل الخارجية.

ويمتد القصرعلى مساحة عدة دونمات ويشير كتيب حول الموقع إلى أن اسم القصر يعود للخليفة الأموي هشام بن عبد الملك، استنادا إلى بعض الدلائل الكتابية الموجودة في الموقع.

وأدرجت منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم (ايسيسكو) في شهر أغسطس/ آب الماضي قصر هشام على قائمة التراث التابعة لها.

وتسعى وزارة السياحة والآثار لإدراج مدينة أريحا على قائمة التراث العالمي.