0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

فلسطينية بعمر الـ85 تتخرج من كلية الشريعة (صور)

 

 

وكالة الناس – لم تطلب السيدة الفلسطينية جهاد بطو أم سهيل(85) من الناصرة العلم في الصين لكنها بحثت عنها وهي في ما بعد الثمانين وحققت أمنيتها بالجد والكد والمثابرة وتخرجت بالأمس من الكلية الشرعية لعلوم والاحكام.

وتوضح الحاجة أم سهيل، إنها كانت في صف رابع ابتدائي يوم رفعوها للخامس قبل نهاية العام الدراسي بفضل تجاوز أترابها في الفهم والدراسة لكنها فرحة ما تمت. وعن ذلك تقول” عندما كنت في الفصل الأخير من الصف الخامس مرضت أمي فـ أخرجني أهلي من المدرسة الابتدائية لـ مساعدتهم في تدبير شؤون البيت فبقيت حزينة ومقهورة لـ حرماني من استكمال التعلم ومن وقتها بقيت أبحث عن فرصة لاستكمال التعلم رغم أني كبرت وتزوجت.

وحيثما سمعت عن تنظيم دورة تعليم لغة أو رياضيات أو رياضة كنت أذهب كي استكمل تعلمي”. وتوضح الحاجة أم سهيل أن صديقة لها قالت إنها ترغب التعلم وإن هناك دورة لتعلم “اربعين النووية” – أي أحاديث النبي الكريم، وهناك قالوا لي انتِ لا تستطيعين دخول هذه الدورة، لكن هناك دورة تعلم القرآن الكريم فوافقت على الفور وهكذا بدأت بدراسة وتعلم القرآن الكريم.

وما لبثت أن سمعت من صديقة أخرى عن مسابقة في حفظ القرآن فانضممت لها وحازت على جائزة حفظة القرآن. وتتابع” تعلمّت الشريعة الإسلامية في العامين الأخيرين عبر تطبيق “زوم” لأنني كنت محبة للدين منذ طفولتي وكان الطلاب معي يستغربون لكن الأساتذة شجعوني وفاخروا بي ولاحقا تعلمت صقل وتنشيط القدرات العقلية وكان بعض المعلمين في “زوم ” يعتقدون أنني شاب وفوجئوا بل دهشوا عندما اكتشفوا أنني سيدة تجاوزت الـ 80 من عمري”.

وعن اختيارها لموضوع الشريعة الإسلامية وتسجيلها في الكلية، قالت جهاد بطو إن سبب اختيارها لموضوع الشريعة الإسلامية منبعه حبها للدين والتزامها به منذ الصغر. وعندما سجلت في الكلية وأنا في هذا العمر، قاموا باحترامي وتقديري ، وأحيانا كانت تحدث معي مواقف طريفة.

فمثلا : كان المحاضر يأخذني مثالا أمام بقية الطلاب ويقول لهم هذه الحاجة لديها قدرة عالية على الفهم اكثر منكم انتم الشباب، وهناك محاضر سألني عن عمري فقلت له 83 ، فقال لي 83 شهرا؟ فقلت له 83 سنة وليس شهرا، فسُرّ مني كثيرا وغيرها من المواقف”.

وتقول أم سهيل إنها بدأت تعّلم أصول الشريعة في جامع السلام في الناصرة ، لأن خير الناس من تعلم القرآن وعلمّه وردا على سؤال تؤكد أن رسالتها للشباب واضحة:” العزم الإرادة والمثابرة فهذه طريق النجاح”.

وتنوه أنها كانت تسهر لساعات متأخرة من الليل وتحفظ المادة بسهولة، حتى أنه في أحد الامتحانات تعطل حاسوبها، فاتصلت بالكلية وأجريت الامتحان عبر الهاتف. وعقب نجلها يوسف بطو على تخرج والدته بهذا العمر بالقول”.

وقد كان حلم أمي الكبير أن تتخرج من كلية وأن تلبس ملابس التخرج، لقد كانت أمي فرحة جدا ومنفعلة جدا من تحقيق حلمها، ولقد نزلت دموعي بسبب رؤيتي لفرحتها وانفعالها الكبير ووجودي وقت تحقيق حلمها الكبير. انا فخور جدا بـ أمي الغالية واحمد الله على إني ابن لهذه الإنسانة الرائعة المميزة، روحها عالية جدا، ومليئة بـ الإيمان.

لـ أمي الكثير من الفضل على تقدمي بالحياة بشكل مباشر أو غير مباشر، ورضاها علي قد فتح لي الكثير من الأبواب الروحانية، أحب أمي واشكرها من كل قلبي على كل شيء، ببساطة أمي هدية قيمة جدا بالنسبة لي.

اتمنى لكل شخص أن يحب أمه على الأقل كما أحب أمي الغالية، حقا هذا الحب من الصعب وصفه كم يملأ القلب والروح.