الإيطاليون يعثرون على أقدم معمل عطور في قبرص
وكالة الناس –
الملكة المصرية كليوباترا كانت تستخدمه لإغراء الرجال، وقد يكون الفرنسيون هم من أتقنوا تحضيره، لكن القبارصة هم وحدهم الآن الذين يمكنهم نسبة أقدم عطر في العالم لأنفسهم.
وسط أعشاب برية نامية على سفح جبل في قبرص يطل على منظر رائع للبحر المتوسط توجد حفرة بها رسوم دائرية الشكل تحتوي على قنينات عطر يعتقد علماء آثار أيطاليون أنها أقدم مصدر لصناعة العطور التي يبلغ حجمها الآن مليارات الدولارات.
وقالت عالمة الآثار الإيطالية ماريا روزاريا بليورنو التي تقود فريق بعثة التنقيب في موقع بيرجوس-مافروراكي الذي يبعد 90 كيلومترا جنوب غربي العاصمة القبرصية نيقوسيا “يبلغ عمره اربعة آلاف عام. وهو دون شك اقدم موقع انتاج للعطور في العالم.”
وتمكن العلماء من استخلاص الروائح من أقدم العطور في العالم وإعادة تحضير الروائح التي كانت تستخدم قبل اربعة آلاف عام من بقايا قنينات العطور الفخارية القديمة.
وتمكنوا من كشف الزيوت العطرية الموجودة داخل شظايا الفخار مما أعطى نظرة أكثر عمقا للعطور التي كان يستخدمها الاسلاف. واكتشف علماء الآثار أن العطور الحديثة لا تختلف كثيرا عن تلك التي كانت مستخدمة منذ أربعة آلاف عام. وقالت بليورنو وهي تكشف الغطاء عن سائل ذهبي قوي الرائحة في قارورة صغيرة “شممت هذه الرائحة وتذكرت على الفور عطر بينو سلفستر.”
وعثر العلماء من المعهد الإيطالي للتكنولوجيات التطبيقية على الميراث الحضاري روائح القرفة والغار والآس واليانسون والليمون بين شظايا الفخار وكلها من النباتات التي تنمو في المنطقة.
ومعمل العطور هذا جزء من موقع أكبر يرجع تاريخه الى 2000 عام قبل الميلاد ويضم مشغولات نحاسية ومعصرة نبيذ ومعصرة زيتون وينتج المكونات الأساسية للعطور.
وستبدأ أعمال بحث جديدة في المنطقة في سبتمبر ايلول المقبل. وتركت كليوباترا بصمة لا تمحى على العطر باعتباره منتجا يركع الرجال والنساء أمامه أو هذا ما يرغب منتجو العطور تكريسه في اذهان الناس.
تقول الأسطورة انها عزمت على إغواء مارك انطونيو في أول لقاء بينهما في طرسوس بالإبحار في مركب ذات اشرعة معطرة وزيوت عطرية توضع على النار ليتصاعد عبقها. ونجحت.
وتستخدم المواد العطرية كذلك في طقوس الدفن. وقالت بليورنو “جرام واحد من عطر خاص كان في بعض الأحيان يزيد ثمنه عن الذهب.” وتابعت بليورنو أنه لم يتضح من كان يشتري العطور من قبرص لكن السجلات تشير إلى أن الجزيرة كانت تبيع 576 لترا من زيت الزيتون النقي وهو حجم يشير إلى تجارة مزدهرة في ذلك الوقت. وأضافت “القبارصة تعلموا على الأرجح من المصريين فنحن نعلم بوجود علاقات وثيقة بينهم.”
وهذا الكشف مهم في إلقاء الضوء على أحد عناصر التاريخ القبرصي محي منذ فترة طويلة من ذاكرة السكان وقد يفسر اسمين غامضين ظهرا على قائمة تضم اسماء عشر مجموعات من العطور تقوم عليها الصناعة. منها اسمان فقط يشيران إلى منطقة جغرافية ويشبهان في النطق اسم قبرص منطوقا بالفرنسية.