"أسعد" .. جاء للحياة بنطفة مهربة لوالده من زنازين الاحتلال
“أسعد” هو الطفل الثاني الذي رأى النور حديثا وجاء للحياة الدنيا في قطاع غزة، بعملية حمل اصطناعي، بعد ان استطاع والده تهريب نطفة منه من داخل سجون الاحتلال لتزرع في زوجته من اجل انجاب طفل لهم والتغلب على قهر السجان الاسرائيلي.
وفي ذلك الاتجاه وضعت زوجة الأسير فهمي أبو صلاح من قطاع غزة مولودها أسعد في مستشفى الشفاء عبر نطفة مهربة.
وجاء “اسعد” بعد 6 سنوات من اسر والده في السجون الإسرائيلية، ليكون رقم اثنين بعد شقيقته “منى” التي لم تر والدها غير مرة واحدة منذ ولادتها، وذلك حين رافقت أمها لزيارة أبيها في 6 / 1 / 2014 وكان الاحتلال الإسرائيلي قد اعتقل والدها وعمرها 40 يوما فقط.
وعبرت زوجة الأسير في تصريحات صحافية لها امس عن فرحها بالمولود الجديد، مباركة لزوجها فهمي، داعية أن يتم الإفراج عنه في القريب ليستطيع ان يحمل نجله بين يديه.
وقالت زوجة الاسير انها سمت ابنها أسعد على اسم جده والذي كان معتقلا في سجون الاحتلال الإسرائيلي منذ 19 / 3 / 2008 وحكم عليه بالسجن مدة 25 عاما وأفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى في 18 / 10 / 2011 .
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت الأسير فهمي أبو صلاح في فبراير 2008 بعد مداهمة منزله المجاور للمناطق الحدودية شمال قطاع غزة، وحكمت عليه بالسجن 22 عامً.
وتعد ولادة طفل الأسير أبو صلاح الحالي الثانية عبر نطف مهربة لأسرى من قطاع غزة بعد ولادة الأول للأسير رزق تامر الزعانين من سكان بلدة بيت حانون، حيث تمكن من إخراج نطفة من داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وفيما يتواصل تهريب “نطف” من الاسرى وخاصة المحكومين في سجون الاحتلال باحكام عالية لزراعتها في زوجاتهم على أمل ان يرزقوا بابناء حتى وهم داخل السجون الاسرائيلية، بدأت تظهر مشكلة جديدة وهي ان سلطات الاحتلال ترفض الاعتراف بنسب هؤلاء الاطفال لاباءهم المعتقلين، حيث رفضت سلطات الاحتلال في الاشهر والاسابيع الماضية ان تسمح لبعض اطفال الانابيب لاسرى من الضفة الغربية بزيارة اباءهم بحجة انهم ليسوا من اقارب الدرجة الاولى للاسرى.
وفي الوقت الذي رزق فيه بعض الاسرى باطفال من خلال تهريب نطفهم “حيواناتهم المنوية” من داخل سجون الاحتلال، بات هؤلاء الاسرى يحترقون شوقا لضم اطفالهم الذين جاءوا للحياة وهم خلف القضبان، الا ان سلطات الاحتلال ترفض منح هؤلاء الاطفال تصاريح زيارة لاباءهم المعتقلين بذريعة انهم ليسوا من الاقارب من الدرجة الاولى ، حيث لا يحق لاي مواطن زيارة الاسير الفلسطيني، وتقتصر الزيارة على الاب والام والزوجة والابناء والاخ والاخت .
وتشتكي زوجات الاسرى اللواتي رزقن باطفال من خلال تهريب “نطف” من ازواجهن من عدم سماح سلطات الاحتلال لابنائهن بزيارة اباءهم في سجون الاحتلال بحجة انهم ليسوا من اقارب الدرجة الاولى للاسرى.
وكانت سلطات الاحتلال منعت زوجة الاسير عبد الكريم الريماوي المحكوم بالسجن 25 عاما من إدخال طفلها إلى السجن لرؤية أبيه بحجة أنه ليس مسجلا في الكشوف، منوهة إلى أن الاحتلال اشترط إجراء تحليل (DNA) للطفل لكنها رفضت ذلك.
واعتبرت في تصريحات صحافية رفض الاحتلال الاعتراف بنطفة زوجها المهربة دليلا على أن المحتل لا يروق له نجاح الأسرى في تهريب نطفهم إلى الخارج.
ودعت أم أمجد كل الفلسطينيين إلى التضامن ضد القرارات الجائرة التي يتخذها الاحتلال بحق الأسرى وعائلاتهم، مؤكدةً حق زوجها في مشاهدة طفله واحتضانه.
وكان مدير مركز أسرى فلسطين للدراسات رياض الأشقر اعتبر من جهته قرار منع الزيارات مزاجيا ويتخذه الاحتلال كسياسة عقوبة وحرمان بحق الأسرى وذويهم، مؤكدًا أن القرار يخالف الأعراف والمواثيق الدولية المعنية بشؤون الأسرى كافة.
يذكر أن الأسير الريماوي من سكان قرية بيت ريما قضاء رام الله وهو محكوم بالسجن 25 عامًا ومعتقل في سجون الاحتلال منذ 12 عامًا .