اغرب عادات المثقفين والعباقرة
هم مجموعة من العباقرة، بعضهم وضع أسس العلم الحديث، وبعضهم الآخر كان مرجعاً في الأدب أو الفلسفة أو الموسيقى، اختلفوا بتخصصاتهم، واتفقوا بأنَّهم من أصحاب العادات الغريبة.
في تحقيقنا الآتي نستعرض بعض عادات العباقرة غير المعروفة، والتي شكَّلت عند كثير منهم نمط حياة على الرغم من غرابتها.
«بيتهوفن وموزارت»
«بيتهوفن» هو «لود فينج فان بيتهوفن» الألمانيّ الجنسيّة، والمولود عام 1770م، أمَّا الثَّاني فهو «وولفغانغ أماديوس موزارت» الذي ولد في 27 يناير1756م في «سالزبورغ- النمسا». والجميل هو التوافق التام بينهما في التخصص، فكلاهما من أعلام الموسيقى، ولكنَّهما وعلى صعيد العادات الشخصيَّة ربَّما لم يكونا كذلك، فـ«موزارت» النمساوي كان يهوى العلم والتعليم، وكان يبدأ من بداية نهاره بإعطاء المحاضرات والدروس الموسيقيَّة، ويهرع لذلك من مكان إلى مكان ومن منطقة إلى أخرى، فيما كان زميله «بيتهوفن» يمضي نهاره كاملاً بالإعداد لتناول قهوته الصباحيَّة، فيقوم بعدِّ ستين حبَّة من البن؛ ليُعِدّ بها فنجان القهوة الذي اعتاد تناوله في الصباح، ثمَّ يبدأ العمل بعض الظهر.
«هاروكي موراكامي»
هو كاتب وروائيّ ومترجم يابانيّ، ولد في «اليابان» في 12 يناير من العام 1949م، وحصل على مجموعة جوائز أدبيَّة عالميَّة، وصنَّفته مجلَّة «الغارديان» على أنَّه أحد أبرز الروائيين على قيد الحياة في العالم. ولكن غير المعروف هو أنَّ «هاروكي» يبدأ عمله بالكتابة يومياً في الساعة الرابعة صباحاً، ويستمر لمدَّة خمس أو ست ساعات، ثم يقضي فترة ما بعد الظهر بعيداً عن العمل في الاستماع للموسيقى وممارسة الرياضة، ويخلد إلى النوم يومياً في الساعة التاسعة تماماً، وقد استمر على هذا النظام الدقيق لمدَّة 25 عاماً متتالية، ويشهد من حوله بأنَّهم لم يروه يكسر هذا النظام قط مهما كانت الظُّروف.
«مارسيل بروست»
«مارسيل بروست» روائيّ فرنسيّ، عاش في أواخر القرن الـ19 وأوائل القرن الـ20 في «باريس»، ومن أبرز أعماله سلسلة روايات تدعى «بحثاً عن الزمن الضائع»، والتي تتألَّف من سبعة أجزاء، نشرت بين عامي 1913م و1927م، وهي اليوم تعدّ من أشهر الأعمال الأدبيَّة الفرنسيَّة.
وبشكل عام فقد عرف عن كتاباته أنَّها تستعرض تأثير الماضي على الحاضر، ولرواية «بحثاً عن الزمن الضائع» قصَّة ظريفة، ارتبطت بعادات «مارسيل»، فالرواية تتكوَّن من 1.5 مليون كلمة، وتقع في سبعة مجلدات، وقد استمر في كتابتها فترة طويلة جداً، كان خلالها ينام نهاراً ويكتب ليلاً، وبشكل مستمر، وكان لا يغادر غرفة نومه إلا عندما يضطر لشراء الطعام من الخارج، وكان لا يكتب إلا وهو مستلق على سريره بعد أن يستيقظ متأخراً بعد الظهر، وبعد أن يستنشق قليلاً من الأفيون.
«أونوريه دي بلزاك»
هو أيضاً روائيّ فرنسيّ، ولد في 1799م، من مؤسسي الواقعيَّة في الأدب الأوروبيّ، وقد عُرف عنه غزارة الإنتاج الأدبيّ، وله مجموعة تسمى «مجموعة الكوميديا الإنسانيَّة».
«بلزاك» عُرف بأنَّه كان من مدمني العمل الأدبيّ، ما أثَّر على وضعه الصحيّ، فتوفي في سن مبكرة عن عمر ناهز الـ 51 عاماً، وكان يعاني في حياته من الديون التي أثقلت كاهله؛ بسبب الاستثمارات المحفوفة بالمخاطر التي غامر بالقيام بها، وقضى عمره فاراً من الدائنين مختفياً ومتقمصاً أسماءً وهميَّة وفي منازل مختلفة، والغريب عند «بلزاك» أنَّه كان يستيقظ يومياً في منتصف الليل، ويعمل لمدَّة ثماني ساعات متتالية، ثم يأخذ بعدها قيلولة لمدَّة 90 دقيقة بالضبط، وقد كان خلال هذه الفترة يشرب يومياً خمسين كوباً من القهوة.
«آين راند»
«آين راند» هي فيلسوفة أميركيَّة من أصل روسيّ، لها روايات شهيرة، ودور بارز في النظام الفلسفيّ المسمَّى بالموضوعيَّة، «آين» لم تكن كغيرها من الفلاسفة فيما يخص أنماط حياتها اليوميَّة، فقد كانت تعمل ليل نهار من دون توقُّف، وكانت من أجل تحقيق ذلك تتناول المنشطات باستمرار، حتى أنَّها في إحدى المرَّات عملت لمدَّة ثلاثين ساعة متواصلة من دون أن تشعر، وكان لتناولها هذه المنشطات أثر سلبيّ على صحَّتها، حيث دخلت في دوامة الإدمان الذي أدى في نهاية المطاف لوفاتها، بعد أن عانت لفترة من اضطرابات نفسيَّة مصحوبة بهلوسة وجنون العظمة.
«سيغموند فرويد»
«سيغموند فرويد»، واسمه الحقيقيّ «سيغيسموند شلومو فرويد»، المولود في 6 مايو من عام 1856م، وتوفي عام 1939م، هو طبيب نمساويّ، ويعدّ مؤسس علم التحليل النفسيّ، وعلم النفس الحديث.
«فرويد» ومن شدَّة انشغاله لم يعتد عمل أيّ شيء من شؤون حياته اليوميَّة سوى العمل، وكان يعتمد على زوجته بذلك، حيث كانت تنظم له كل أموره الشخصيَّة، وتذكِّره بأوقات النوم والطعام، وتضع له معجون الأسنان على فرشاته ليقوم بغسل أسنانه، وقد كان مدخناً شرهاً اعتاد التدخين لفترة طويلة من حياته.
«غوستاف ماهلر»
«غوستاف ماهلر» ملحِّن إنجليزيّ شهير جداً، وله دور بارز في وضع أسس الموسيقى الحديثة، اشتهر «غوستاف» بالعديد من الألحان، ولكن الغريب في عاداته أنَّه كان منطوياً جداً، ولا يحب الاختلاط بالناس بأيّ شكل من الأشكال، بل يسعى دوماً للعزوف بنفسه، وانتقاء الأماكن النائية للجلوس فيها والعمل منفرداً، وهذا ما جعله يذهب يومياً -وبمجرَّد استيقاظه- إلى الغابة، بعيداً عن الناس ليجلس منفرداً، ويعمل من دون أن يضطر للتَّعامل مع أيّ شخص حتى لو كان من أهله.
«بتريشيا هاي سميث»
أمَّا الروائيَّة الأميركيَّة «بتريشيا هاي سميث»، فعلى الرغم من إبداعاتها الأدبيَّة التي تناولت أكثر من جانب، إلا أنَّ حياتها كانت تعيث بالفوضى، وقد كانت بشكل يوميّ تبدأ نهارها بقليل من الكحول، وتقضي بقيَّة اليوم بالسرير للعمل، وتدخن بشراهة، حتى أنَّها كانت محاطة دوماً بأعواد الثقاب والسجائر بشكل لافت للنَّظر، يكاد يقترب من القذارة أكثر منه إلى الفوضى.