0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

رجل أعمال عربي يريد الاستثمار في نفسه مقابل 122 ألف استرليني سنويًا

نشر رجل الأعمال العربي، ابن الثلاثينات، اعلانه لتوظيف استاذ يتفرغ لإعادة بنائه وصقل اذواقه، في ملحق صحيفة تايمز الخاص بالتعليم، عارضًا على صاحب من يحظى بالوظيفة راتبًا سخيًا، يبلغ 122300 جنيه استرليني، أو ما يعادل 146700 يورو، في السنة. وينتظر هذا الرجل من استاذه أن يساعده في عبور امتحانات المرحلة الاعدادية، ويعلمه الانكليزية لينطقها وكأنها لغته الأم، وعزف الجاز على البيانو، وتذوق فن الاوبرا، وفهم اعمال شكسبير العظيمة. ويطمح رجل الأعمال العربي بعد هذا التحول الجذري إلى الدراسة في جامعة اوكسفورد، لكنه يعترف في اعلانه المسهب بأنه واقعي إزاء هذا الهدف الطموحن وبان حصوله على مقعد في هذه الجامعة العريقة ليس مضمونًا. 

مواصفات محددة
ولاحظ مراقبون أن اعلان رجل الأعمال العربي طالبًا مثل هذه الاستاذ يعيد التذكير ببطل مسرحية بيغماليون، البروفيسور هيغنز الذي اخذ الفتاة الفقيرة اليزا دوليتل من الشارع، ليصنع منها سيدة من سيدات المجتمع المخملي في مسرحية برناردشو الشهيرة. 
ويُنتظر من الاستاذ المطلوب أن يعمل 15 ساعة في اليوم، من الثامنة صباحًا إلى الحادية عشرة ليلًا، وأن يبقى قريبًا من تلميذه طول الوقت، ويقضي مساء الجمعة والسبت من كل أسبوع معه. 
وعلى من يتقدم لهذه الوظيفة أن يكون حاد الذكاء، واسع المعرفة، حسن الاطلاع من خلال قراءاته، صاحب ثقافة موسيقية رفيعة، وقدرات متنوعة اجتماعيًا وثقافيًا. 
ويبدو أن المرشح الأمثل تربوي متقاعد، كان مدير مدرسة بريطانية خاصة معروفة، أو شخص آخر له خبرة مماثلة يريد التقاعد في وقت مبكر. 

بالمؤنث!
تكشف تفاصيل الاعلان أن رجل الأعمال العربي ترك المدرسة في سنوات مراهقته الأخيرة لمزاولة الأعمال الحرة، حيث اصاب نجاحًا كبيرًا، واليوم قرر أن يستثمر في نفسه.
يُنتظر من الاستاذ بعد انتهاء الدروس الخصوصية أن يعد برنامجًا حافلًا من الفعاليات والزيارات الثقافية، إذ جاء في الاعلان أن على الاستاذ أن يبحث باستمرار ويخطط لمشاهدة طائفة واسعة من العروض الموسيقية والمسرحية، وزيارة المتاحف والصالونات الفنية والمطاعم والمعالم ذات القيمة التاريخية أو المعاصرة، بل أي مكان أو نشاط يرى الاستاذ انه ضروري لمنهجه الدراسي الحياتي بالمعنى الأشمل. 
وللقيام بهذا الدور الشاق يتعين على الاستاذ أن يكون صاحب لياقة بدنية عالية، وبحالة صحية جيدة، يتفجر طاقة وحيوية. ورغم أن رجل الاعمال العربي لا يحدد بصورة مباشرة أن الاستاذ يجب أن يكون امرأة، فإنه يشير اليه في الاعلان بصيغة المؤنث. 

سيل من الطلبات
ويكشف الاعلان أن صاحبه يتكفل بتوفير اقامة مناسبة آمنة خاصة في كل اشكال السكن، بما في ذلك الشقق والفنادق واليخوت. ويمضي الاعلان مشيرًا إلى انه يُفضل ألا يكون المتقدم (او بالأحرى المتقدمة) للوظيفة من المدخنين، وان يكون حامل رخصة قيادة السيارة بلا أي مخالفات مرورية. 
ويضيف الاعلان أن على “الاستاذة” أن تكون منفتحة على السفر إلى مناطق مختلفة، بما فيها الشرق الأوسط وفريقيا، وان تعيش نمط حياة صحيًا.
ونقلت صحيفة ميل اونلاين عن مؤسس منظمة الاساتذة الدولية آدم كولر، الذي تولى نشر الاعلان نيابة عن رجل الأعمال العربي، قوله إن سيلًا من الطلبات انهال عليه منذ دعوة الراغبين إلى التقدم لهذه الوظيفة، والسيل لم يتوقف بعد. ولم يحدَّد موعد نهائي لقبول الطلبات بل قال كولر إن رجل الأعمال العربي يفضل الانتظار إلى أن يعثر على المرشح أو المرشحة الأمثل لوظيفة الاستاذ. وأوضح كولر أن رجل الأعمال العربي اتصل به اول مرة في آذار (مارس) أو نيسان (ابريل) الماضي، وطيلة الفترة الممتدة حتى نشر الاعلان في تشرين الثاني (نوفمبر) تركز العمل على اعداد المواصفات المطلوب توفرها في الاستاذة المنشودة. 

تعليقات مختلفة
وكما هو متوقع، فإن الاعلان والمواصفات التي حددها صاحبه أثار تعليقات كثيرة، إذ كتب احد القراء انه قرأ الاعلان بحسن نية، إلى أن لاحظ أن صاحبه يشير إلى الاستاذ المطلوب بصيغة المؤنث، فساورته الشكوك في مآرب رجل الأعمال العربي.
وقال قارئ آخر إن رجل الأعمال العربي يحتاج إلى نمرة شرسة تروضه على محاسن الأخلاق. لكن قراء آخرين ابدوا تعاطفًا معهن فكتب احدهم يقول: “إن رجلا لديه مثل هذه الرغبة في تثقيف نفسه وتهذيب ذوقه جدير بالاعجاب”. ورأى قارئ آخر أن رجل الأعمال العربي يعتقد أن هذه التربية ستتيح قبوله في المجتمع، ويُسجل له انه يريد هذا القبول.
وكتب قارئ آخر إنه قادر على تعليم رجل الأعمال العربي عزف الجاز على البيانو وتقدير فن الاوبرا، لكن تعليمه أن يفهم شكسبير ويتذوقه قد يكون مشكلة، فضلا عن “حقيقة أن عليّ أن ارتدي فستانًا اثناء اعطاء الدروس لأني رجل”.