0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

دراسة: العرب هم الأكثر إكتئابا بين شعوب العالم

 

 سكانُ منطقة الشَّرْقِ الأوسط وشمالُ إفريقيَا هم الأكثر اكتئابًا بين شعوب العالم، هذَا آخرُ ما خلُصَتْ دراسةٌ جدِيدَة أجراهَا باحثُون فِي جامعة كيونْسلَاندْ الأستراليَّة، نبهتْ إلى أنَّ ارتفاع معدلات الاكتئاب، يكلفُ سكان المنطقةِ سنواتٍ من أعمارهمْ.

الدِّرَاسة الحديثَة المنشورة فِي مجلة ‘PLoS Medicine’ اعتمدتْ عدَّة مؤشراتٍ في قياسها نسبة الاكتئاب لدَى ساكنة العالم، كدرجة استفحال المرض ومدته في تحديد تداعياته على الصحَّة الاجتماعيَّة والعموميَّة.. فوجدتِ الدراسة أنَّ الاكتئاب ثانِي متسبب في الإعاقة بعد تطوره إلى مرضٍ عضوِي، وأنَّ 4 بالمائة من سكان العالم يعانون الاكتئاب حسب معطيات التشخيص.

ووفقًا لخريطة عرضتها الدراسَة، بناءً على المعطيات المتوفرة سلفًا حول تشخيص المرض بعددٍ من دول العالم بالنظر إلى صعوبة الاستقصاء فِي كلِّ دولةٍ على حدة، فإنَّ المغربَ حلَّ بينَ الدول التي تتراوحُ فيها نسبة الاكتئاب ما بينَ 5.5 وَ6 بالمائة، فِي مرتبةٍ متقدمة، قياسًا بباقِي دول شمالِ إفريقيا كالجزائر وتونس وليبيَا التي أدرجتها الدِّرَاسة ضمن الدول التي تتجاوزُ فيها نسبة الاكتئاب 7 بالمائة.

بيدَ أنَّ الدراسة توضح أنَّ تدنِي نسبة الاكتئاب في دول من الدول لا يعنِي أنَّ صحة ساكنتاه النفسيَّة على ما يرام، وأنَّهمْ لا يعانون أيَّة اضطرابات، وإنمَا يجدُ الأمر تفسيرهُ في ارتباط تشخيص الاكتئاب بتقدم الخدمات الصحيَّة فعند تأمل خريطة ‘الاكتئاب’ العالميَّة تبرزُ العراق كواحدة من الدول ذات المعدل المنخفض على مستوى الكآبة، رغم أنَّ الخدمات الاستشفائيَّة التِي تقدمُهَا الدولة جدُّ متدنيَّة، دون إغفالِ الوضع الأمني المضطرب الذِي يواجهه العراقيون.

ومن العوامل التي قدْ تجعلُ نسبة الاكتئاب تبدُو ضعيفةً في بلدٍ من البلدان يأتِي التعامل مع المرض النفسي كطابو من الطابوهات يحولُ المصابَ به بشكلٍ مباشر إلى مختل عقلًّيا أوْ مجنون، في نظرة المجتمع، على نحوٍ يفضِي بالمريض في كثير من الأحيان إلى الإحجام عن زيارة الطبيب، عكسَ ما يقدمُ عليه حينَ يصابُ بمرضٍ عضوِي.

الدراسة عينها أوردتْ أنَّ هناكَ بلدانًا لا تتوفرُ فيها بحوث أوْ إحصاءاتٌ واضحة حول الاكتئاب الذِي جاءَ سكانُ شمال إفريقيا والشرق الأوسط فِي هرم من يعانون منه، إلى جانب ساكنة إفريقيا جنوب الصحرَاء وأوربَا الشرقيَّة والكاريبِي، فيما كانتْ نسب الاكتئاب ضعيفةً في شرقِ وجنوب آسيَا، وأستراليَا ونيوزيلنده .

إلى ذلك، بوأتِ الدِّراسة أفغانستان صدارة الدول التي يعانِي سكانها الاكتئاب، حيث أنَّ موطنًا واحدًا من كل خمسة مواطنين، تقريبًا يعانِي المرض، فيما اليابان أقلُّ دولةٍ فِي العالم، على السلم، إذْ إنَّ 2.5 بالمائة، فقط، من سكانها، مصابون بالمرض.

ومن المعايير التي اتخذتها الدراسة الأستراليَّة، في تقدير نسبة الاكتئاب عبر العالم، هناك آلية تُسمَّى ‘DALY’، تقيسُ ما أضاعهُ الاكتئاب على المرضَى من سنوات حياتهم، لكون اضطراباته ذات انعكاساتٍ على أمل الحياة.

وحلتْ، وفقَ التصنيف ذاته، دول شمال إفريقيا والشرق الاوسط، ضمن الدول التي تضيعُ فيها سنواتٌ كثيرة من أعمار السكان، بسبب المرض، إلى جانب دول كإريتريَا وبوتسوانَا والغابون وكرواتيَا، وهولندَا، وإنْ كان مستوى العيش في الأخيرة، يختلفُ عن نظيره دول إفريقيا جنوب الصحراء، فيماكان اليابان أٌقلَّ الدول التي تتضرَّرُ أعمال ساكنتها بسبب الاكتئاب.

في غضون ذلك، ربط الباحثون، بين ما تكابدهُ بعض مع النزاعات والحروب، باستفحال المرض، كما هو حالُ ثلاث دول، كانت من بين الأكثر اكتئابًا؛ هيَ فلسطين والهندورَاس وأفغانستان.

ومنْ بين العواملِ التي حددتها، الدراسة، أسبابًا، في تفاقم الاكتئاب، برزت البطالة، وضعف المداخيل الماليَّة، وغياب المساواة، كما خلصتْ إلى أنَّ هناكَ علاقة بين العمر والإصابة بالمرض، حيثُ إنَّ الشريحة العمريَّة ما بينَ 16 وَ65 عامًا هِيَ الأكثر اكتئابًا مقارنة بغيرها من الشرائح العمريَّة.