سبت التفاؤل العربي ” قمة الرياض “
كتب ماجد القرعان
حرب الإبادة البربرية التي يشنها جنود الكيان الصهيوني على قطاع غزة الفلسطيني بدعم غير محدود من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الغربية باتت عالميا مثار استهجان ونقد واستنكار واسع على المستوى العالمي حيث المظاهرات العارمة المنددة بالمذابح والجرائم البشعة التي يقترفها جنود الإحتلال ضد الأطفال والنساء تحت سمع وبصر قادة الدول العظمى مطالبين قادتهم بوقف الدعم ووقف الحرب وحل القضية الفلسطينية حلا عادلا .
على المستوى العربي والإسلامي كانت الصورة أكثر وجعا وإيلاما ليس فقط بسبب ما يقترفه الكيان الغاصب الآن بحق أخوتهم ابناء غزة ويمارسه بحق كافة الفلسطينيين المتمسكين بترابهم منذ النكبة ووعد سايكس بيكو بل لأوجاع الوهن والضعف والخذلان العربي المتراكم والفرقة بين قادتهم والنزاعات الدائمة بين بعض القادة والذي يتم ( بفعل فاعل ).
إردنيا لا نغالي ولا نزاود اننا من بين الدول العربية الأفضل أمنا واستقرارا والتفافا حول قيادتنا التاريخية وأركان دولتنا محافظين على نهج متوازن ينسجم مع واقع امكانياتها وقدراتها وكذلك مكانتها الدولية والإقليمية وما تفرضه الإحداث اقليميا وعربيا وحتى دوليا دون ان يؤثر ذلك يوما على سيادتها ومصالحها الوطنية ونفخر أمام العالم أجمع بالتناغم والإنسجام الدائم والمشهود بين الشعب والقيادة الذي تُمليه متطلبات السيادة الوطنية .
شخصيا حالي كحال ابناء الشعوب العربية لست متفائلا بالقمة الطارئة التي ستعقد يوم السبت المقبل في الرياض عاصمة الشقيقة السعودية للتداول ما يُمكن ان يفعلوه لنصرة أهل غزة بوجه خاص والقضية الفلسطينية بوجه عام … ودوافع عدم التفاؤل موضوعية وليست عاطفية حيث من الصعوبة ان نغفل او ننسى مخرجات غالبية القمم السابقة حيث الكلمات الرنانة التي لا تغني ولا تُسمن من جوع والخلافات المصطنعة والمواقف الموجهة لبعض قادتها ( بفعل فاعل ) والتي لا تخدم القضايا العربية بقدر ما تخدم مخططات الدول المهيمنة عليهم لتنتهي تلك القمم بقرارات خجولة وكأن على رؤوسهم الطير .
لا أقلل هنا من قدرة الدول العربية على مواجهة اعتى التحديات حين يرمي قادتها خلافاتهم المصطنعة والشكلية خلفهم ويخرجوا بقرارات تؤكد للعالم أجمع انهم أحرار في مواقفهم وقراراتهم وان مصالح شعوبهم تبقى الاساس والهدف وكذلك الأمر بالنسبة لعلاقات دولهم مع كافة دول العالم لتقوم على اساس المصالح المشتركة دون أدنى مهادنة .
ما يجري في غزة أناط اللثام وبوضوح عن نظرة بعض الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية للامة العربية ومكانتها مقارنة مع دولة الإحتلال وللدلالة هنا يكفي ان نذكر قادتنا بما قاله رئيس الولايات المتحدة الأمريكية جو بايدن حين زار اسرائيل بحسب ما نشرته رويترز حيث قال بملء الفيه مفتخرا
“لا أعتقد أنه يتعين عليك أن تكون يهوديا لكي تكون صهيونيا، وأنا صهيوني”
مؤكدا في ذات الوقت على تقديم دعم غير محدود للكيان الصهيوني في حربه على غزة واتبع ذلك بإرسال العديد من القطع العسكرية من غواصات وبوارج واسلحة وذخائر والآف الجنود الأمريكان اضافة الى طلبه من الكونغرس تقديم دعم مالي عاجل قيمته 14 مليار دولار .
قال تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
اللهم إني بلغت اللهم فاشهد .