النجاح الذي انت تحققه يبقى .. دع القلق وابدأ الحياة
كنب. د يوسف العجلوني
مصادر القلق في الحياة تتفاوت ، فقد تكون مصادر
خارجية تتعلق بالمحيط الخاص بالانسان من بيئة وظروف وأشخاص متعبين ، وقد تكون داخلية ناتجة عن صراع وتشويش فكري يعيشه الفرد مع ذاته. لكي تعيش بسلام واستقرار نفسي ، وتحيا حياة سليمة ، يجب ان تعمل على تدريب نفسك بطريقة صحيحة وتحديد الاسباب التي تؤدي الى القلق والتعامل معها وايجاد حلول جذرية لتجاوزها قدر المستطاع.
تاثير القلق على الانسان يعتمد بشكل كبير على طبيعة الانسان ومدى استجابته لأي طارئ قد يتعرض له ، فهناك أشخاص يتميزون بملكة فكرية ثاقبة ونفسيات سليمة قوية قادرة على التعامل مع اي مؤثر عاطفي او مادي او اجتماعي او وظيفي بحنكة وذكاء ، وهؤلاء الذين لا يكترثون لأية عواصف ليقينهم ان الثبات والتحمل والتكيف هو اساس الاستمرارية والنجاح والفهم الصحيح لطبيعة الحياة.
بعض الناس يمتازون بهشاشة التصرف ، تراهم ينتكسون عند اصغر المطبات وسرعان ما يشعرون بالخيبات والاستسلام والاحباط عند ابسط المشاكل ، هؤلاء الذين لا يحققون اي نجاح في الحياة والفشل دائما يلاحقهم في كل مكان.
لا شك ان الوضع المادي والاجتماعي والمسؤوليات والعمل العام في المؤسسات والدولة ووجود اطراف مختلفة في التفكير والقرار والصح والخطا وغياب الحق ووجود ظلم في اوقات (واضح ومقنع) وعدم وجود امان وظيفي واجتماعي وصحي هي من اهم الاسباب التي تؤدي الى عيش الانسان في قلق يؤتر على جميع نواحي حياته ويعرقل المسير المريح.
في اي مكان انت فيه الان ، انسى ما فات وتذكر منه فقط ما هو مفيد لك ويريح قلبك ، واستمتع بما انت فيه وما هو معك فالأيام تمضي والعمر سوف ينتهي ، فلا تضيع حياتك بما لا يناسبك ، فانت من يحدد المستقبل والطريق الذي ستسلكه ، ومن هنا انظر جيدا واختار بدقة وتمعن ، وتذكر وركز فقط على كل ايجابي وما يسهل حياتك ويفرح قلبك ويسعد عائلتك ومن هم حولك.
انتبه انه ومنذ الأزل والتاريخ مليء بالحكم والمواعظ والأمثال ، كلها نتاج مواقف وقصص متفرقة ، قيلت ويجب الاستفادة منها ، ومن الامثال التي لا زالت دورسا الى يومنا هذا “اتبع البوم يوديك الخراب” ، فالمثّل فيه ربط بين البوم والخرابات ، لأن البوم يعيش في المكان الخرب وهكذا تعود وهو مأواه ومسكنه ، فانت فقط تقرر من تتبع.
عود نفسك على محبة الخير للآخرين ، وعدم التفكير بالإضرار بهم ، فالانسان المحترم الراقي لا يعرف إلا الخير والصفاء والنقاء واصلاح ذات البين ونشر السلام والمحبة بين أبناء المجتمع.
لا تقترب من الاغبياء ولا تكترث لما يقال ولا تقبل المقارنة ، وسير في طريق النجاح فقط ، الا ترى ان الشجر المثمر يُقذف بالحجارة دونًا عن غيره من أجل ثماره ، أما الشجر الخاوي الخالي فلا يقذفه أحد ، إن النجاح لا يأتي إلا بعمل وجد واجتهاد ، ويأتي محصلة لإجتهادات تتراكم يوماً بعد يوم ، ولكنه غالباً ما يولّد الأعداء ، ومن لا يستطع اللحاق بك لا يملك سوى طعنك من الخلف ، لكن الناجح هو من يؤمن دائماً بالمقولة الشهيرة: “إذا جاءتك ضربة من خلفك، فاعلم تماماً أنك في المقدمة”، لذلك تحلى الصبر لقوة وصمود أمام أي تحديات أو صعوبات، والعمل والنجاح هو الرد البليغ على أعداء النجاح.
أعداء النجاح اصحاب الفكر الهدام بشخصيات متخلفة وموجودين وبكثرة هذه اﻷيام ، وتجدهم في كل مكان ، وانت مضطر للتعامل معهم في المرافق الحكومية والخدماتية وفي كل جوانب العمل العام ، فهم يعملون بشتى الوسائل لجعلك تصأب باﻷحباط وتكره العمل العام والوظيغة.
الشخص الناجح دائما يتعرض للمضايقة في عمله وكونه لا يتحمل التخلف ولا الضيم ، لذلك في البداية يكون محتارا” ويصيبه الشك والتوجس في البحث عن الخطأ أو الذنب الكبير الذي أقترفه والذي يستحق عليه كل هذه الحرب والمؤامرات البعيدة كل البعد عن اﻷخلاق والمنطق.
المسؤولون الاغبياء الحمقى بسبب ضعفهم المهني وعقولهم الفارغة التي تأبى التطور والتفكير السليم ، وقلة اخلاقهم ، تجدهم يحاربون التقدم والتطور ويعرقلون كل ما هو جديد ويسعون وراء كل من يريد النجاح ، فتجدهم يصابون بالرهبة والخوف ممن لديه أفكار ومقترحات قد تساعد كثيرآ على النجاح واﻷرتقاء بالعمل.
كره النجاح وهدم المؤسسات هي ردة فعل من أشخاص فالهم الفشل والنذالة ، حيث تتمنى نفوسهم المريضة بأن يصبح الجميع فاشلين مثلهم تماما ، أو ربما ناتج ذلك عن الحسد والغيرة المصحوبة بعقدة النقص تجاه كل شخص ناجح.
لا تكترث لهؤلاء المرضى الناقمين الذين يتربصون ويكيدون للأشخاص المخلصين والمثابرين في عملهم ويترصدون لهم لملاحظة اي خطأ أو زله تصدر منهم لتبدا حينئذ الإنتقادات والتحليلات العقيمة حتى يسيئوا لكل شخص ناجح متناسين وبتعمد وأضح وخبيث كل جهوده وأعماله المميزة والطيبة التي فعلها بالسابق.
انتبه ان هؤلاء من يحملون صفات السلبية والفشل والانهزامية والغيرة والحقد والعدوانية لعدم قدرتهم علي تحقيق أي نجاح أو تطوير للذات ، لن يتميزوا مهما كان منصبهم او سلطتهم ، فهم ضعفاء وغير واثقين من انفسهم ، وقلوبهم حاقدة حاسدة ، وشخصياتهم مهتزة غير متزنة ولذلك ولا يجدون في ذاتهم اي إيجابيات تعطيهم نوعا من الوجود ، من هنا يجب ان يكون هنالك مراكز مختصة في الامراض النفسية لتشخيص ومعالجة هؤلاء المصابين وذلك بسبب خطورتهم الشديدة وضررهم على انفسهم وعل المؤسسات والمجتمع والوطن.
لاحظ ان أعداء النجاح يخافون من حضور اي انسان يتمتع بمواهب وطاقات وامكانيات وابداعات ، ويكرهون رؤية اي شخص محبوب وصادق ، ويكيدون لكل من هو أكثر منهم نجاحا وتفوقا لايقافه عن تحقيق طموحاته والتقليل من شأنه.
إن أفضل طريقة للتعامل مع أعداء النجاح هى تجاهلهم وعدم الإلتفات إليهم تماماً ، لأنهم يهدفون إلى تشويشك ولفت انتباهك لقضايا فرعية ، مما يؤثر على كفاءتك في العمل الأساسي ، وليس معنى التجاهل هو ترك الحق ، فإن تعرضت للظلم او ما يمس عزتك وكرامتك ، فلا تتردد بأن تدافع عن نفسك بكل قوة وحزم ، مع مواصلة التميز سواء كان ذلك على المستوى العملي أو العلمي ، والمهم أن يكون الانسان واثقاً بنفسه، فلا يهتز ولا يرضخ لأية مخاوف ، وهنا يكون التعامل مع الخصوم بتجاهلهم ، او مواجهتهم إذا لزم الأمر لحسم الصراع.
يجب ان يعرف الاغبياء والمخربين أن عجلة النجاح سوف تستمر في دورانها وتسير بثبات وقوة ، لا تلين والكلاب سوف تستمر تنبح حتى يضع بعض المارة في فمها حجرا” او صرماية بالية.
الناجحين سوف يحافظون على نجاحهم اينما ذهبوا ومهما كانت ظروف العمل السيئ ، ولا أعتقد أن هناك شيئاً يزعج الفاشلين أكثر من استمرارية نجاح الناجحين.
الفاشلون يستخدمون أساليب المنافسة غير المشروعة ، وهذا حال الاغبياء الحمقى حيث لا يسعون إلى تطوير أنفسهم ، بل يلجأون للطرق الضيقة لتحطيم المنافس ، على اعتبار أن سقوط المنافس نجاح لهم ، فلقد عشعشة الغيرة والحسد فى صدورهم ، فسرعان ما يعلنون الحروب الخسيسة و سلاحهم فيها الكلمة الكاذبة والاشاعة والغش والخداع.
واخيرا اقول لك اجعل صاحبك القريب في رحلة الحياة هو الله ، فهو المُعينُ على مصاعِبِها مهما تغيرت الاحوال والمراحل ، وهو مالك الرحمة عند البلاء والرزق عند الحاجة من دون منة ، والمغفرة عند الخطأ ، وهو الحافظ ، وبحمده يرتاح بالك ويطمئن قلبك في الدنيا والاخرة ، وتذكر ان المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف ، فاعمل جاهدا” على الاستمرار بقوة وتسلح بالجرأة والاقدام ، ولا تخف الا من الله ، وكن على درجة عالية من اتخاذ القرار بالبقاء شامخا او الانسحاب مرتاحا بعيدا عن الاغبياء والحمقى الذين هم مرضى وزادهم الله مرضا ولن تطيقهم يوما النفس الابية.