0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

من أين نبدأ .. ومتى نُكمل؟

 

 

وكالة الناس – هند السليم

نستيقظ على أحداث وننام على أخرى، كل الأشياء في هذا الكون تتغيير وتتبدل؛ والأحداث تتسارع، وما علينا كــ”عقلاء” إلا التفكير بسؤال واحد فقط … من أين نبدأ ومتى نُكمل؟

من أين نبدأ؟ سؤال يتردد صداه في أرجاء العالم صباح مساء، من شتى المذاهب الفكرية، فجميعنا يدرك حجم الهزيمة الاقتصادية والاجتماعية التي وصلنا لها منذ بدء جائحة كورونا وممكن ما قبلها بسنوات، والكل يسعى لاسترجاع العصور الذهبية التي كنا نعتقد أنها سنوات عجاف مقارنةً مع ما نعيشه الآن.

البعض يرى أنها تكون بالإصلاح السياسي وبعدها يجري تصحيح سائر الأخطار والإنحرافات والمفاسد.

والبعض الآخر يرى أن البداية تكون بتحرير الناس من السيطرة المادية على قلوبهم التي عطلت تفكيرهم، وذلك بإخراجهم من رواية “عنق الزجاجة” التي أُقنعت بها الشعوب العربية عنوةً.

لا تزال جائحة كورونا تملي علينا وجودها؛ ذلك فيه إشارة إلى التغيير الكوني في الآثار والنتائج التي تأتي على الحياة العولمية بكاملها.

ولم يكد العالم يخرج قليلا من حالة الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا، حتى وجدت بعض الدول نفسها أمام غضب الطبيعة المدمر، حيث اجتاحت العديد من الكوارث الطبيعية من حرائق الغابات والزلازل والبراكين وفيضانات الأنهار والبحيرات، والتي عصفت بالأخضر واليابس، فالاحتباس الحراري يهدد الكوكب.

وبعد كل ذاك مباشرة يخطر بالبال تتمة السؤال إلا وهو …. متى نُكمل تعداد هذه الأزمات والكوارث والتغييرات؟

أصبح العالم معقد وحزين … جثث وضحايا في كل مكان، أوضاع اقتصادية متردية أسلوب حياة جديد مقنن بشروط وضوابط وتَخوف.

حان الوقت للبحث جيداً بين سطور الفرح والحزن التي نعانقها كل يوم في حياتنا، والتي تجعلنا نتشبث بالحياة؛ فنحن نملك فرصة واحدة للعيش بسعادة، علينا البحث عن منفذ يجعلنا نتنفس الحب والحياة معاً كي نصل لنهاية الطريق ونُكمل ما بدأ من أحزان لنتجه إلى الإصلاح …. “إصلاح المجتمع بأكمله – التغيير”.

ذلك أن إصلاح المجتمع يحتاج تغيير النظام المطبق في المجتمع، وتغيير الأفكار المهيمنة على المجتمع، وتغيير مشاعر الناس الطاغية على المجتمع؛ فحين نقول: إصلاح الفرد لا يصلح المجتمع … نعني أنه لا يكفي وحده لإصلاح المجتمع، ولا نعني أن إصلاح الفرد لا أهمية له.

التغيير سمة مميزة من سمات البشر، فنحن نتغير في كل لحظة؛ نتفاعل مع كل حدث، مع ما نشاهد ونسمع، مع من نقابل من الناس، مع خبرات الماضي وتجارب الحاضر، ومع ما نكتسب من علم ومعرفة وخبرة، التغيير عملية ديناميكية مستمرة لا تتوقف، علمنا أم لم نعلم، رضينا أم لم نرضى.

التتغير الذي نعنيه هنا هو التغيير الإيجابي، وهو سلسلة من الأعمال التي تقودنا إلى مستوى أفضل في شأن أو في سائر شؤون حياتنا.

إن الخطوة الأولى على طريق التغيير هو الاعتراف بوجود مشكلة، والشعور بالحاجة الى التغيير؛ وهذه خطوة جوهرية لأن مشكلة الكثير من الناس عدم إدراكهم لهذه الأهمية.

والتغيير الاجتماعي إنما يبدأ من الداخل، أي من النفس، وذلك بتغيير الأنماط الفكرية للإنسان؛ فإذا ما تغيّر ذلك، فإنه ينعكس على السلوك الخارجي للفرد والمجتمع على السواء.

الحل الأنسب في الوقت الراهن هو تقبل الواقع وتحقيق السلام الداخلي … بالمختصر “نعم للحياة كما هي وبكافة بروتوكولاتها الجديدة”.

عندما نقول نعم للحياة؛ نتعلم كيفية مراقبة أفكارنا، وليس رؤية الحياة والواقع من خلالها، بالتالي نكتسب الوضوح، ليس القبول هو الاستسلام لما يمليه علينا الآخرون؛ لكنه السير مع التيار أولاً وقول نعم للحياة ثانياً، فيصبح الواقع أقل إيلاماً، ونختار ما نريد مواجهته وليس ما تفرضه علينا الظروف، فنكون أكثر استعداداً لما نختار الحصول عليه.

في النهاية …. لنتذكر هذا؛ الإستسلام للنفس وجلب السلام مع عيش الحياة وقبول الواقع والناس، إنها فرصة أمامنا لمرة واحدة، ولا يعني قبولنا الواقع؛ الموافقة على الاستسلام السلبي.