مريم الجندي: ما تراه ليس كما يبدو.. ولا حتى في الحياة!
وكالة الناس – وسط أجواء من الحماسة والترقب، التقت “العين الإخبارية” بالفنانة مريم الجندي على هامش تصوير مسلسلها الجديد “ما تراه ليس كما يبدو”، حيث بدت مريم في قمة حماسها للعمل، مؤكدة أن الدور الذي تؤديه يعكس جانبًا من شخصيتها، ويعبّر عن اهتماماتها الفنية والإنسانية.
“أحببت الشخصية من أول سطر في الورق، شعرت وكأنها كُتبت لي، فهي تشبهني كثيرًا، حتى اسمها مريم! ربما كان ذلك أول خيط جذبني إليها” — بهذه الكلمات استهلت الفنانة الشابة حديثها، موضحة أن تقاطع الشخصية مع واقعها الشخصي هو ما جعل التجربة مميزة بالنسبة لها.
لم يكن التشابه في الاسم هو القاسم الوحيد بين مريم الجندي وشخصيتها في المسلسل، بل تشير إلى أن ملامح الدور تمسّ حياتها بشكل مباشر:
“الشخصية ترقص وترسم، وأنا أيضًا. لطالما أحببت الرقص وتعلمته منذ سنوات، ومدربي في الواقع هو نفسه الذي شاركني إعداد هذه الشخصية، الأستاذ حسن فاروق، الذي أعتبره جزءًا من رحلتي الفنية والإنسانية.”
هذا التداخل بين الواقع والتمثيل خلق ما تصفه مريم بـ”تجربة صادقة”، حيث لم تكن تؤدي بقدر ما كانت “تعيش” الدور.
عند الحديث عن بطل العمل، الفنان أحمد الجندي، بدا التأثر واضحًا على وجه مريم. فالعلاقة بينهما تتجاوز الزمالة الفنية إلى روابط إنسانية عميقة:
“أحمد ليس فقط نجمًا موهوبًا، بل هو أخي، ابن عائلتي. علاقتنا قديمة ومبنية على احترام متبادل كبير. عندما علمت أنه بطل العمل، تحمّست أكثر، لأنه على المستوى الشخصي والمهني، من الشخصيات التي أثق بها جدًا.”
وتضيف: “أحمد متربي عشر مرات، كما أقول دائمًا، وهو شخص لا يُعوّض. أعتز بصداقتنا وأتمنى أن تتكرر التجربة بيننا في أعمال مقبلة.”
أما عن زميلها خالد، الذي يشاركها البطولة، فتقول مريم إنها لم تكن تعرفه عن قرب، لكنها لطالما احترمت أداءه الفني: “خالد ممثل موهوب، ودهشته في التفاصيل أبهرتني. تعلّمت منه الكثير خلال التصوير، خصوصًا في طريقة تعامله مع كل مشهد وكأنه حالة قائمة بذاتها.”
تؤمن مريم أن التمثيل ليس مجرد تقمّص لشخصيات، بل هو انعكاس لتجارب الحياة. وعن أكثر الجمل التي تركت أثرًا فيها، تقول: “تعلمت من والدي وأخي أن ما نراه ليس دائمًا هو الحقيقة. أحيانًا نُخدع بمشهد واحد، بلحظة خاطفة، ونبني عليها حكمًا كاملاً. هذه الجملة صارت مبدأ حياتي، وتجسد فكرة المسلسل بدقة: أن الإدراك البصري لا يعني الإدراك الحقيقي.”
وعن علاقتها بشقيقها المخرج أحمد الجندي، تؤكد مريم أن وجوده في حياتها الفنية يمثل دعماً كبيرًا، لكنها تتجنب مزج الحياة الشخصية بالعملية دون نضج كافٍ: “لا أتخذ قرارًا من دون استشارته، لكنه موجود دومًا في الكواليس، لا في الواجهة. أريد أن أكون مستعدة بالكامل حين أعمل معه كمخرجة. هو صعب ومتطلب، وهذا ما يجعلني أضع على نفسي حملًا مضاعفًا.”
وتضيف بابتسامة صادقة: “أنا لا أرتجل عندما أكون معه. أحفظ الحوار بحذافيره، أخشى أن أخطئ أمامه. هو أخي الأكبر، وكل ما يقوله أعتبره صحيحًا، حتى قبل أن أسمعه!”
عن مضمون العمل، تقول مريم الجندي إن مسلسل “ما تراه ليس كما يبدو” ليس مجرد حكاية درامية، بل يحمل رسالة وجودية عميقة: “المسلسل يتناول كيف يمكن أن نخدع أنفسنا ونخدع من حولنا، وكيف لا تكون الحقيقة واضحة كما نعتقد. نحن نحكم من الظاهر، وننسى أن وراء كل وجه قصة لا نراها.”
وفي نهاية اللقاء، تحدثت مريم عن مشاريعها القادمة، مشيرة إلى أن لديها عدة قراءات لأعمال سينمائية وتلفزيونية، لكنها فضّلت التركيز حاليًا على إنجاز المسلسل بكل تفاصيله.
“أحب هذه الشخصية وأريد أن أكون مخلصة لها حتى النهاية. وبعد ذلك، إن شاء الله، هناك أكثر من مشروع محتمل، وسأختار منهم ما يُشبهني ويمسّني كما فعل هذا الدور.”