عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

“وتر حساس” .. دراما مصرية تثير الفضول وتُغضب الجمهور

وكالة الناس – أن تكون الأكثر مشاهدة لا يَعني بالضرورة أنك الأفضل لكنه يَعني قطعا أنك الأكثر إثارة للجدل، هذا ما جرى مع المسلسل المصري “وتر حساس” الذي بدأ عرضه قبل فترة.

ورغم استياء قطاع عريض من الجمهور من العمل تارة بسبب حبكته وتارة أخرى لدواع فنية، فإنه ظل الأكثر تداولا عبر منصة إكس ومثار حديث متابعيه عبر منصات التواصل الأخرى.

العشق الممنوع على الطريقة المصرية
المسلسل يروي قصة 3 نساء: سلمى، وكاميليا، ورغدة، تربطهن صداقة وثيقة وعلاقة قرابة بين اثنتين منهن. كما تجمعهن طموحات كبيرة، ومشاعر متناقضة من الغيرة النسائية، وعناد مميز بشخصياتهن القوية التي تسعى لتحقيق مصالحهن حتى لو كان ذلك على حساب الآخرين، مما قد يُسبب ألمًا وإزعاجًا لهم.

تكتشف سلمى (التي تجسدها صبا مبارك) تعرضها لإساءة سابقة واتهام كاذب يمس شرفها من كاميليا (التي تؤدي دورها إنجي المقدم). تقرر سلمى الانتقام بوسائل متعددة، أبرزها محاولة سرقة زوج كاميليا، مما يشعل صراعًا محتدمًا بين المرأتين.

تستخدم كل منهما كل ما تملك من أسلحة في هذه المواجهة، بينما تتشابك الأحداث مع علاقات اجتماعية وعاطفية أخرى تزيد من تعقيد الحبكة وإثارتها.

“وتر حساس” يُسيء لصانعيه أم الجمهور؟
لاقى العمل اعتراضات واسعة، كان أبرزها الانتقادات الموجهة للعلاقات العاطفية التي تضمنتها القصة، والتي وصفها البعض بالمثيرة للاشمئزاز، مشيرين إلى أنها تُعيد أجواء المسلسل التركي الشهير العشق الممنوع، المعروف بخياناته المتكررة داخل الأسرة الواحدة.

هذا الجدل دفع البرلمانية المصرية مي أسامة رشدي إلى مطالبة رئيس مجلس النواب المصري، المستشار حنفي جبالي، بوقف عرض المسلسل، معتبرة أنه يسيء لصورة المجتمع ويُرسخ قيما سلبية تؤثر سلبا على الأجيال الجديدة، وخاصة الأطفال والمراهقين.

في المقابل، رفض بعض النقاد فكرة التدخل في مسار الأعمال الفنية، مؤكدين أن النقابة أجازت العمل، وأن موضوع الخيانات الزوجية لطالما كان مادة غنية للدراما وعاكسة لواقع موجود في المجتمع ومحاكم الأسرة.

أما أبطال المسلسل، فقد دعوا المشاهدين إلى عدم التسرع في الحكم على العمل، منتظرين حتى نهايته التي قد تقدم تفسيرات منطقية ومبررات للأحداث.

أثار العمل أيضا مقارنات مع المسلسل السوري اللبناني “ستيلتو”، المستوحى من النسخة التركية “جرائم صغيرة”، والذي عُرض عام 2022 ودار في إطار بوليسي حول نساء من المجتمع الراقي وعلاقاتهن المعقدة التي امتزجت بالخيانة والانتقام وحتى القتل.

ورغم الانتقادات التي وجهت إلى ستيلتو بأنه لا يعكس قضايا المجتمع العربي وأنه مستنسخ من دراما غير عربية، فإنه حقق نجاحا جماهيريا كبيرا، دون أن تلقى طبيعة العلاقات فيه الهجوم ذاته الذي يواجهه “وتر حساس”.

عمليات التجميل تقتل التعبير
بخلاف الحبكة، واجه المشاهدون مشكلة مع بطلات العمل بسبب ما أجروه من إجراءات تجميلية ربما لم تصل حد العمليات لكنها تضمنت حقن الفيلر والبوتوكس، الأمر الذي تسبب بأن بدت النجمات نسخة مكررة من بعضهن.

والأسوأ أنهن لم ينجحن في التعبير عن انفعالات الشخصيات سواء عبر العيون أو تقاسيم الوجه وجاءت تعبيراتهن جافة وجامدة حتى بأحلك المواقف وأكثرها غضبا أو حزنا.

وهو ما أزعج الكثيرين خاصة أنه جرى من البطلات الرئيسيات صبا مبارك وإنجي المقدم، في حين نجحت الوجوه الأقل شهرة مثل هاجر عفيفي (داليا) وتقى حسام (فرح) في إبراز مشاعرهن عبر وجوههن الحقيقية.

أما العيب الفني الذي استفز المتابعين تشارك بارتكابه الستايلست مايا حداد والبطلات الثلاث، إذ بدت ملابسهن غير مناسبة لكثير من الأحداث أو أماكن التصوير، وغلب عليها فساتين السهرة، وهي الملابس التي ظهرت بها الشخصيات في أماكن العمل نهارا ومع أولادهن في المدارس وفي النوادي الرياضية.

مما جعل المشاهدين يسخرون من النجمات عبر منصات التواصل ويتهمونهن بأنهن لا يشبهن الأمهات الحقيقيات والنساء العاملات، وعقّبت النجمة إنجي المقدم على هذا، مبررة تلك الملابس بأن العمل يخاطب ويعبر عن شريحة معينة من المجتمع حيث الطبقات الغنية وليس الطبقة المتوسطة أو الفقيرة.

متابعة حتى الحلقة الأخيرة
ينتمي مسلسل “وتر حساس” لدراما الـ45 حلقة، ومع أنه حصل على العديد من التقييمات السلبية لمختلف الأسباب، لكنه لا يزال يحظى بشعبية طاغية ومشاهدات مرتفعة مع كل حلقة، خاصة بعد أن تضمن العمل جريمة قتل لإحدى الشخصيات وخرج من حيز الخلافات النسائية.

وهو ما يعود لنجاح الكُتَّاب بإثارة فضول المشاهدين ووجود جرعة هائلة من المفاجآت غير المتوقعة على الإطلاق شبه اليومية، مما صعّب القدرة على توقع النهاية وبالتبعية زاد من حدة التشويق والمتعة.

“وتر حساس” مسلسل طويل يُعرض حاليا، مناسب لمحبي القصص التي تجمع بين الأجواء الرومانسية والدراما الاجتماعية دون أن يخلو الأمر من التعقيدات والالتواءات المفاجئة.

شارك في البطولة الجماعية للمسلسل صبا مبارك، وإنجي المقدم، وهيدي كرم، ومحمد علاء، وتميم عبده، وأحمد جمال سعيد، ولطيفة فهمي، ومحمد علي رزق، وجنا الأشقر، وهو من تأليف أمين جمال ومينا ببلاوي، وإخراج وائل فرج.