عادل إمام: المثقفون بعيدون عن الشعب وآراؤهم قديمة
وكالة الناس -كشفت الكاتبة العراقية إنعام كجه جي عن رأي صادم للفنان المصري عادل إمام تجاه المثقفين، وخاصة أدباء جيل الستينيات، وذلك خلال لقاء جمعهما في باريس عام 1987 بمنزل الناقد والمفكر الراحل غالي شكري.
خلال اللقاء، أبدى إمام انتقادات حادة لابتعاد المثقفين عن الواقع الشعبي، معتبرًا أنهم أصحاب “منظور قديم” ولا يتفاعلون مع الناس بشكل حقيقي. جاءت هذه التصريحات ردًا على سؤال حول سبب عزوفه عن تقديم أعمال مسرحية مستوحاة من نصوص كتاب بارزين مثل يوسف إدريس، الذي اشتهرت أعماله السينمائية مثل الحرام وقاع المدينة.
“أنا فنان مع الناس وللناس”
عادل إمام دافع عن موقفه، مؤكدًا أنه يسعى إلى تقديم أعمال تعبر عن أفكاره الخاصة وتصل إلى الجمهور الواسع. وأضاف: “المثقفون بعيدون عن الشعب، أما أنا فمن الشعب وأعمل لإضحاكهم وتسليط الضوء على أخطائهم، لأن الضحك أصعب من البكاء”.
النقاش الذي بدأ بشكل ودي تحول إلى مواجهة فكرية، حيث طرح غالي شكري تساؤلاً حول غياب نصوص كبار كتّاب المسرح المصري عن أعمال إمام، مثل نعمان عاشور وسعد الدين وهبة. إلا أن إمام رد قائلاً: “جيل الستينيات انتهى، ونحن أبناء اليوم”، مشيرًا إلى أزمة فكرية يعاني منها المسرح المصري.
المسرح والكتاب: جمهور بالملايين أم قرّاء بالآلاف؟
عادل إمام أكد خلال النقاش أن المسرح وسيلة أكثر تأثيرًا من الأدب المكتوب، مشيرًا إلى أن روايات أبرز الكتاب لا تتجاوز بضعة آلاف من القراء، بينما يشاهد مسرحياته ملايين من الجمهور في الوطن العربي.
كما أوضح أنه رفض تقديم مسرحية البهلوان للكاتب يوسف إدريس، بسبب اختلاف الرؤى الفنية، مشددًا على أن نصوص هؤلاء الأدباء لا تتناسب مع منهجه في المسرح، الذي يهدف إلى الوصول لأكبر شريحة ممكنة من الناس.
اللقاء ترك أصداء واسعة بين المثقفين والجمهور، إذ سلط الضوء على الفجوة بين عالم الأدب والفن الشعبي، وعلى رؤية عادل إمام التي ركزت على ضرورة القرب من الجمهور والتفاعل مع قضاياه اليومية .