بعد 36 عاماً من وفاته .. خبايا تكشف لأول مرة عن توفيق الدقن
وكالة الناس -مع قرب حلول ذكرى وفاته الـ36، لا يزال جمهور الفنان توفيق الدقن، أحد أهم نجوم السينما المصرية، يستذكره من خلال أكثر من 400 عمل قدمها في تاريخه الغني.
إفيهاته
وفي تصريحات له قال الكاتب الصحافي رشدي الدقن، نجل شقيق الفنان الراحل، إن معظم إفيهات توفيق الشهيرة والراسخة بين الجماهير حتى اليوم كانت نتيجة ارتجاله.
حيث عرف الراحل بالعديد من الإفيهات الشهيرة، من بينها “أحلى من الشرف مفيش”، و”يا آه يا آه”، و”العلبة دي فيها فيل”، “آلو يا أمم”، “صلاة النبي أحسن” وغيرها.
كما أضاف رشدي أن الفنان استوحى شخصية “عبده الدنص” التي قدمها في فيلم “أحبك يا حسن” من شخص حقيقي كان يعمل كـ”بلطجي” بشارع عماد الدين وسط القاهرة قديماً، لافتاً إلى أنه استوحى منه طريقة حديثه وإفيهاته ومشيته ليقدم شخصية لا تزال في أذهان الكثيرين حتى اليوم.
مواقف صلبة
ورغم شهرته في تقديم أدوار الشر واللصوص، فإن شخصيته الحقيقية كانت على النقيض من ذلك.
فبحسب نجل شقيقه، كان توفيق متواضعاً طيباً خيراً يحبه الجميع.
كما أكد أنه كان للفنان مواقف صلبة مع المحيطين به، من بينها “تهديده بالاستقالة من المسرح القومي بسبب استبعاد الفنانة سميحة أيوب من رئاسته وقتها”.
كذلك تحدث عن موقف آخر بكواليس أحد المسلسلات، حيث وجد توفيق فناني العمل في الاستراحات بأماكن مكيفة وأطعمة فاخرة مقدمة لهم، في حين تُرك “المجاميع” بدون طعام وتحت الشمس، فدافع عن حقهم ولم يتركهم.
فيما كشف رشدي عن جانب خفي بشخصية توفيق، حيث شدد على أنه كان يهتم بقيمة العمل غير مكترث بالأمور المادية.
وأوضح أنه “ترك عروضاً مسرحية بقيمة 250 جنيهاً في الليلة الواحدة، لصالح أدوار أخرى على المسرح القومي بقيمة 50 جنيهاً شهرياً، الأمر الذي اعتبره بعض الفنانين وقتها ضرباً من الجنون”.
كواليس “الشيطان يعظ”
أما عن كواليس فيلم “الشيطان يعظ” للأديب الحاصل على نوبل نجيب محفوظ، فقال رشدي إنه جرت العادة أن يكون مشهد النهاية خاصاً بالبطل.
لكن رغم أن مساحة دوره لم تكن كبيرة مقارنة بنجوم العمل الكبار كفريد شوقي ونور الشريف ونبيلة عبيد وعادل أدهم، إلا أن المخرج أشرف فهمي لم يجد أجمل أو أهم من أحد مشاهد توفيق ليختتم به الفيلم.
فيما كشف أن الفنان قال للمخرج إنه غير مقتنع بنص المشهد، ويود أن يُعدل عليه.
وبعد تفكير لـ10 دقائق فقط، قدم المشهد الشهير الذي يقول فيه: “خلاص كلكم بقيتوا فتوات؟ أمال مين اللي هينضرب؟”، وصفق جميع الحاضرين.
إلى ذلك أكد أن فيلم “ليل وقضبان” كانت له مكانة كبيرة لدى توفيق وكان يعتز بدوره فيه.
حتى إن بطل العمل الفنان الكبير محمود مرسي صرح سابقاً أن توفيق تفوق عليه بأدائه في “ليل وقضبان”.
موقف طريف مع جزار
كما روى رشدي أيضاً أحد المواقف الطريفة في حياة عمه الراحل، حيث انتقل لحي العباسية، ولفرط مصداقيته في أدوار الشر واللصوص كان البعض يصدق أن هذه هي حقيقته.
ولدى توجهه لشرائه اللحم، قال له الجزار إنه يشبه هذا الفنان الشرير. وبعد أن كشف له توفيق عن هويته، جرى خلفه الجزار ممسكاً بسكين ليضربه انتقاماً منه على أدوار الشر، مضيفاً: “ما ببعش لحمة للصوص”.
الزعيم استأذنه
في حين لفت إلى أنه من المفارقات في حياة الراحل أنه قدم مسلسلا إذاعيا بعنوان “أحلام الفتى الطاير”، وأعجب النجم عادل إمام بالعمل واستأذنه أن يعيد تقديم العمل كمسلسل تلفزيوني، وهو ما حصل، فقدم الزعيم المسلسل ولاقى نجاحاً كبيراً.
وقدم رشدي الدقن عدداً من الخطابات بخط يد عمه الفنان الراحل توفيق الدقن، فضلاً عن خطابات من إحدى المعجبات تطلب صوره، إذ كان ذا شعبية كبيرة ويحرص على الرد على خطابات الجمهور والمعجبين.
12 فيلماً ضمن الأفضل
يذكر أن توفيق الدقن توفي في 26 نوفمبر 1988، تاركاً إرثاً فنياً كبيراً، يضم 400 عمل ما بين سينما ومسرح وتلفزيون، بينها نحو 12 فيلماً تم اختيارها ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وفق استفتاء النقاد.
ومن أهم أعماله أفلام “ابن حميدو”، “الشيطان يعظ”، “مراتي مدير عام”، “ليل وقضبان”، “سعد اليتيم”،”ضربة شمس”، “في بيتنا رجل”، “البحث عن فضيحة”، “القاهرة 30″، ومسرحيات “الفرافير” و”سكة السلامة” وغيرها من الأعمال الناجحة.
العربية.نت