0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

نجاح نسخة تلفزيون الواقع من “لعبة الحبار” جماهيريا .. فلماذا اعترض المشتركون؟

وكالة الناس – على النقيض من أحداث المسلسل الكوري الجنوبي، لم تشهد نسخة تلفزيون الواقع من “لعبة الحبار: التحدي” (Squid Game: The Challenge) أي وفيات أو دماء، بل اتسمت منافساتها بالسلمية واعتمد الكثير منها على الحظ. ورغم سلميته، نجح العمل في إشعال فتيل التشويق والإثارة، سواء عبر إثارة الانتباه، أو الرعب النفسي، أو حتى الجدل.

أكبر جائزة مالية في تاريخ تلفزيون الواقع
بدأت الحكاية حين حقق الموسم الأول من مسلسل “لعبة الحبار” (Squid Game) نجاحاً باهراً، فقررت منصة “نتفليكس” استغلال الشعبية الجارفة للعمل وإنتاج مشروع جديد يتضمن تحويله من دراما خيالية إلى عرض من عروض تلفزيون الواقع مكون من 10 حلقات بعنوان “لعبة الحبار: التحدي” مما أثار فضول وحماس محبي العمل.

وعلى غرار المسلسل الأصلي، شملت التحديات مجموعة من الألعاب، بعضها شوهد مسبقا بالموسم الأول وبعضها الآخر جاء جديدا تماما، وضمت المسابقة 456 لاعبا من مختلف أرجاء العالم بشرط إجادتهم التحدث بالإنجليزية، في حين بلغت الجائزة 4.56 ملايين دولار يحصل عليها متسابق واحد بالنهاية، وهي الجائزة المالية الأضخم في تاريخ تلفزيون الواقع.

بين الجشع والرأسمالية
لم تكن التحديات مؤلمة بقدر ما بدت مزعجة ومثيرة للتوتر، خاصة مع ما استجد من إمكانية تعرّض اللاعبين للإقصاء وإجبار الجميع -بشكل غير مباشر- على عمل تحالفات واتباع إستراتيجيات انتهازية بل وخيانة بعضهم بعضا كلما لزم الأمر، إذ تطلبت غالبية الألعاب الجديدة الاضطرار إلى أخذ قرارات مصيرية حاسمة وقاسية تستلزم القضاء على المنافسين.

وفي حين قد يبدو ذلك مثاليا ومفيدا للحبكة في الأعمال الدرامية، فإنه مثير للتوتر بتلفزيون الواقع كونك تشاهد أشخاصا عاديين مثلك يتخطون كل الحدود اللائقة والإنسانية من أجل المال.

وهي التفصيلة نفسها التي جعلت بعض المتابعين ينفرون من العمل رغم إعجابهم بالمسلسل، إيمانا منهم بأن تحويل العمل الدرامي إلى نسخة واقعية يناقض رسالته بالأساس التي سخرت من قدر الأشياء العبثية والمختلة أو المميتة التي قد يضع بها الشخص نفسه لسداد ديونه، في إشارة واضحة لما قد يفعله اليأس المطلق بالإنسان في ظل غياب الأخلاق وتضخم الرأسمالية.

الحظ يلعب لعبته
ومع ذلك فقد نجح العمل بتحقيق بعض الأرقام القياسية، فمن جهة حاز على إجمالي أكثر من 224 مليون ساعة مشاهدة خلال أول 21 يوما من العرض وهو الرقم الأكبر بين برامج تلفزيون الواقع، ومن جهة أخرى استطاع أن يحتل المركز الأول ضمن الأعمال الأعلى مشاهدة في 76 دولة على مستوى العالم.

وعلى خلاف المسلسل الذي كان السيناريو فيه مُعداً مسبقا، فإن هذه النسخة اعتمدت على ارتجال المشاركين وردود فعلهم غير المتوقعة والأهم سلوكياتهم الشخصية المتفردة، مما جعل النتيجة لا يمكن توقعها على الإطلاق، خاصة أن بعض الألعاب اعتمدت على الحظ مثل رمي النرد أو اختيار مفتاح عشوائي من عشرات المفاتيح أو اختيار زر ما للضغط عليه أو لعبة “ورقة وحجر ومقص”.

وهو الأمر الذي وإن سمح ببقاء الإثارة في أوجها طوال 10 حلقات، فإنه تسبب بامتعاض بعض المشاهدين الذين فسروا ذلك بأن صانعي العمل فضلوا الاستسهال على بذل ما يكفي من جهد لتقديم تحديات جذابة.

دعاوى قضائية ضد “نتفليكس”
رغم أن ما ظهر على الشاشة كان يوحي بأن أحدا لم يتأذّ، لكن ليس هذا ما جرى في حقيقة الأمر، وهو ما انكشف بعد خروج بعض المشاركين عن صمتهم معلنين نيتهم رفع دعوى ضد “نتفليكس” ومقاضاة شركة الإنتاج جراء تجاوز حدود السلامة، مما نتج عنه إلحاق إصابات بهم أثناء المنافسة.

ومن أبرز الشكاوى التعرّض إلى تلف بالأعصاب نتيجة لانخفاض درجة حرارة الجسم أثناء التصوير بسبب برودة الجو في يناير/كانون الثاني 2023 وتحديدا أثناء لعبة “الضوء الأخضر والضوء الأحمر” التي استغرق تصويرها حوالي نصف يوم في برد الشتاء القارس، إذ بلغت درجة الحرارة -3 درجة مئوية.

ووفقا لما نُشر في صحيفة “ذا صن” البريطانية، فإن أحد المشاركين شبه الأمر بساحة حرب، حتى أن المتسابقين كانوا يسقطون أرضا كالذباب ويتم نقلهم بواسطة المسعفين، وبالطبع لم يتمكن أحد من التعليق أو الامتعاض خوفا من الطرد أو الإقصاء، وهو ما نفته “نتفليكس” جملة وتفصيلا.

وبخلاف الإصابات الجسمانية، قرر بعض المشاركين المجهولين الحديث عن سلبيات أخرى -وهو ما يتناقض مع اتفاقية عدم الإفشاء التي وقعوا عليها قبل التصوير- مؤكدين أن الطعام الذي كانوا يحصلون عليه لم يكن جيد المذاق أو كافيا للإشباع.

أما الاعتراف الأخطر فأفاد بأن “نتفليكس” قامت بتعديل بعض التحديات ليفوز بها اللاعبون الأكثر استعدادا لمواجهة الكاميرا، وهو ما لم تعلق عليه الشركة المنتجة حتى الآن.