0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

حفل غنائي يجمع فن الصحراء وقوة الموسيقى في جنوب ليبيا

وكالة الناس – أضاءت صحراء ليبيا بأنغام فريدة لموسيقى الطوارق، وذلك خلال حفلة غنائية استثنائية نظمها الفنان الجزائري التارقي خابة أق بركة.

جمعت هذه الحفلة الفريدة بين فن الصحراء الأصيل وقوة الموسيقى، مشكّلة تجربة فريدة من نوعها.

وتحاكي موسيقى الطوارق تراثا عريقا وموروثا صحراويا في مواجهة التحديات. وتمتاز الألحان بأصوات عذبة وأنغام غامضة، تأسر القلوب وتروي قصصًا عميقة عن الحياة في الصحراء وتعبر عن أملهم في السلام والتعايش السلمي.

- عنوان الصورة: يظهر أحد أعضاء الفرقة وهو يدق الطبول بحماس في حفل غنائي في مدينة أوباري الليبية المكان والتاريخ: اوباري - 12‏/06‏/2023 المصور: إسلام الأطرش - اوباري

حدث استثنائي

اجتمع محبو السهر والطرب الليبيون وملؤوا ساحات المهرجان رغم الطقس البارد مساءًا، لمتابعة العروض التي تتغنى بالصحراء، والبدو الرحل، وتبعث من خلال كلماتها رسائل حب وسلام، وتنادي بتوطيد العلاقات بين الشعوب.

وحضرت الجزيرة نت فعاليات المهرجان، لتنقل مشهدًا آخر للصحراء، ولقضايا تطرحها هذه الموسيقى، التي تتغنى بالموروث الصحراوي، وتدافع عن السلام.

قبل دخوله لساحة أحد العروض، قال خابة أق بركة للجزيرة نت “أغانينا تتحدث عن المعاناة، والتهميش، وإحياء التراث، وحضورنا إلى ليبيا الشقيقة دفعنا لننشر السلام عن طريق الفلكلور التارقي”.

يستخدم الفنان الجزائري خابة موهبته في العزف على القيثار لإحياء الروح الصحراوية في كل نوتة موسيقية، وتعتبر زيارة خابة إلى ليبيا حدثا فنيا استثنائيا في المشهد الموسيقي التارقي، لكونه أضخم حفل يغني بلغة الطوارق، وفق قوله.

وأعرب الفنان الجزائري خابة عن سعادته بالأداء في ليبيا وتبادل الفن والثقافة مع الجمهور المحلي، وقال “جمهور ليبيا جمهور متذوق لهذا الطابع الموسيقي”.

وشدد خابة على أهمية رسالتهم قائلًا “جئنا لبعث السلام في ظل هذه الظروف الغامضة في البلدان العربية”.

عودة الحياة إلى الجنوب الليبي

تلعب حفلات الموسيقى الأصيلة دورا هاما في تعزيز السياحة الثقافية في ليبيا وجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بتجارب فنية مميزة واكتشاف التراث والثقافة الغنية للبلاد، حيث يستوطن الطوارق في جنوب غرب ليبيا.

وقال منظم الحدث حسين كويوي للجزيرة نت إن المهرجان يأتي في سياق مرحلة حرجة يعيشها الشعب الليبي، وقال: “للطوارق عشق لا يعرفه سوى المتيّمون به وأنا واحد منهم، أسخّر فكري وفني وأفديه ليبقى محراب الوطن الذي طال انتظاره بعد سنوات عجاف”.

عنوان الصورة: يظهر أحد الفنانين وهو يتغنى بحماس الأغاني التارقية مع الجمهور المكان والتاريخ: اوباري - 12‏/06‏/2023 المصور: إسلام الأطرش - اوباري.

وتابع كويوي أن التارقي معروف بشغفه الكبير للغناء والرقص، فهو يعبّر عن فرحه وغضبه عن طريق الموسيقى والرقص، مشيرا إلى أنه يوجد لكل مناسبة رقصتها الخاصة.

ويضيف أن الرقص يجتمع فيه الجميع، وحتى كبار السن يظهرون حركاتهم ويرقصون في مجالسهم تحت إيقاع الموسيقى وصوت الطبل، ويصدحون بصرخاتهم الخاصة التي تعبر عن حبهم للحياة.

واستطرد كويوي أن “من موسيقانا المحببة أيضا تازمامارت وهي قصبة صغيرة يعزف عليها الرجال بالنفخ وهي أشبه بالناي غير أن النغمات التي تصدرها هذه الآلة خاصة بالطوارق، وتعزف هذه الآلة في ليالي السمر عندما يكون الرجال وحدهم في مراعي الإبل في الصحراء لدلالتها الرمزية كونها تعبر عن قيمة من قيم شعب إيموهاغ”.

تجربة فريدة وسط الصحراء

استمتع الجمهور بالحفل وأنغام الموسيقى الروحية، وكلمات السلام، وآلة التيندي.

ويقول عبد السلام (34 عاما) -أحد الليبيين المشاركين في العرض- للجزيرة نت “من خلال عروضنا الموسيقية، نسعى لتجسيد قيم السلام والتلاقح الثقافي في قلب الصحراء. من خلال أغانينا، نحمل رسالة السلام والتعايش السلمي بين الثقافات والشعوب”.

ويضيف “نؤمن بقوة أن الموسيقى لها القدرة على تجاوز الحدود وتجميع الناس معا على حب الفن والتراث”.

ويضيف “في جميع المناسبات، سواء كانت أفراحا أو غيرها، تشترك المرأة في الغناء، حاملة بين يديها آلة التيندي وتعزف عليها. نحن فخورون بعودة الحفلات الموسيقية إلى جنوبنا الحبيب”.

وعلى مدار ساعات من الزمن، غنت الفرقة أغاني مستوحاة من إيقاعات موسيقى الطوارق بالطاسيلي والأهقار بنصوص مدونة بالتامشاك (لهجة أمازيغية)، تتناول مواضيع شتى كوصف جمال فضاء الصحراء ويوميات الطوارق وغيرها من التيمات التي حملت صوت الواقع والحلم.

عنوان الصورة: يظهر عضو الفرقة وهو يتفاعل بشكل مثير مع الجمهور عبر ضرباته القوية على الطبل المكان والتاريخ: اوباري - 12‏/06‏/2023 المصور: إسلام الأطرش - اوباري.

وفي نهاية الحفل أعرب الفنان التارقي خابة عن رغبته في العودة إلى ليبيا مجددا لتقديم المزيد من الحفلات.

وتحوّلت آلة “التيندي” إلى ظاهرة موسيقية عالمية، وتمكّنت من تحقيق حضور قوي ولافت في مناسبات عالمية متعددة، أشهرها الحضور في حفل افتتاح مونديال كأس العالم الذي أُقيم في جنوب أفريقيا عام 2010.

ورغم نجاحها الكبير، تواجه “التيندي” تحديات عديدة في الانتشار، في حين يبذل شباب المدينة جهودا لشرح كلمات أغانيهم بكل فخر للعرب.

ويتعامل هؤلاء الشباب بكل حماسة مع التراث الموسيقي التارقي ويسعون للحفاظ على هذا الإرث ونشره بين المجتمعات المحلية والعالمية.