0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
previous arrow
next arrow

هذا ما سيحدث في"باب الحارة 6"

وكالة الناس –

محدّثي إلى أنني لن أسأله عن دوره كيلا يُعرف من هو، فيبتسم، ويخبرني أن ما من أحد في العمل طلب منه أن لا يتحدث عن تفاصيل شخصيته، “بس صارت عادة ما نحكي”.

لا أدخل جدلاً مع محدثي حول من أرسى هذه “العادة” وعن معنى ألا ياخذ كل ممثل من سيناريو العمل إلا مشاهد دوره، فذلك تقليد اتبعه مخرجو “باب الحارة” والقناة العارضة “أم بي سي” منذ النجاح الكاسح للجزء الثاني من المسلسل، وتحوله إلى ظاهرة بعد هذا النجاح…وبالتالي من الصعب أن نجد أحدا يروي الحكاية كاملة، صراحة أو حتى مواربة.

مصادر العمل تتكلم أنه ليس كل ما يشاع عن العمل، في الإعلام، صحيحاً، وهو الأمر الذي لا يمكن نفيه أو تأكيده، ولكننا، بحكم “العشرة” الطويلة مع “باب الحارة” ربما نستطيع أن نرسم ملامح الجزء الجديد اعتماداً على المعلومات المؤكدة التي تسربت من كواليس العمل، وانطلاقاً من فهمنا للبناء الدرامي لأعمال مشابهة، ومنها بطبيعة الحال المسلسل بأجزائه الخمس:

الحكاية الرئيسية للعمل هي عودة “أبو عصام”.. ببساطة كان الجزء الخامس قد مهد عبر شخصية “أبو دياب” التي أداها قصي خولي بأن أبا عصام لم يمت، وهو مسجون عند الفرنسيين في سجن أرواد، وفي الجزء الجديد ستقتضي الحكاية أن تشب نار في السجن، ليجد أبو عصام (عباس النوري)، فرصته الذهبية في الهرب والعودة إلى حارته (حارة الضبع)، وهو سيعود كما بات معروفاً برفقة زوجة فرنسية، وبذلك يكون العمل قد وجد مبرره الدرامي لعودة بطله.

هذه الزوجة الفرنسية(ميسون أبو أسعد)، هي ممرضة، ربما تعرف أبو عصام إليها وهو يعالج من جراحه حين ألقي القبض عليه، وربما هو تعرف إليها عند هربه وساعدته في ذلك، بكل الأحوال يبقى الثابت هو عودة الرجل برفقة امرأة ثانية هي “ضرّة” أم عصام.
في “حارة الضبع” تغير مشهد الزعامات برحيل الزعيم أبو صالح والعكيد أبو شهاب، وبالتالي سيعود أبو عصام إلى زعامتها، ولكن زعامة دون منافس على كرسي الزعيم، أقل من الإثارة المطلوبة، والمطلوب خطوط درامية من شأنها تأجيج نار هذا الصراع.

هذا الصراع عادة يتوزع بين شكلين اثنين، صراع معلن وواضح بين طرف خيِّر وآخر شرير..وصراع مخفي على طريقة الأخوة- الأعداء…ولتحقيق هذا الصراع الأخير سيعود ابن الحارة القديم والثري “أبو ظافر” (أيمن زيدان) إلى “حارة  الضبع” وعينه على زعامتها، الأمر الذي يفترض حالة صراع جديدة ستنشأ بينه وبين أبو عصام، ستنتهي، بالغالب، في حلقات العمل، بإبداء الندم وتبويس الشوارب بعدما تؤدي مهمتها في تأجيج الصراع الدرامي في المسلسل.

وإلى خط هذا الصراع الخفي لابد أن تدخل الشخصية الطريفة “النمس”(مصطفى الخاني) والتي لابد أنها ستلعب على وتر الصراع المخفي بين أبي ظافر وأبي عصام، أو بين هذا الأخير وسواه.. والثابت أن “النمس” لا يقعد مكتوف اليدين من دون أن يثير المشاكل في الحارة، وهو الذي يعتمل في صدره الانتقام من أهلها، ولرفع حدة الإثارة، وفي محاولة لمحاكاة الواقع الحار، كما عودتنا أجزاء باب الحارة، ربما يثير (النمس) الفتنة بين أهل الحارة وسواهم، وصولاً إلى نار الفتنة الطائفية، وهي التي سيتولى إخمادها الدكتور “موسى” اليهودي(جهاد سعد) الذي تربطه علاقة مميزة بـ “أبو عصام”.

النمس يضرم نار المعارك ولا يشارك فيها، ولذلك ستبقى (توابل) العمل من معارك الخناجر وتفتيل الشوارب تحتاج من يدخلها، وهذا أمر لابد أن يضمنه القادمون من الحارات المجاورة وعلى رأسهم شخصية “الواوي” (يؤديها مصطفى الخاني أيضاً)، وهي  شخصية سلبية شريرة، ومما لاشك فيه أننا سنكون على موعد مفترض بمعركة مثيرة بينه وبين عكيد الحارة  معتز (وائل شرف).. لن تكون تلك المعركة الوحيدة بالتأكيد ولكنها ستكون من المعارك الفاصلة.

وستستمر خطوط الشخصيات الأخرى في العمل وفق ما أثبتته فعالية جماهيرتها، وبأدوار مكملة وحكايات فرعية، هي مساحات لعب درامي لا أكثر.

بالنسبة للشخصيات النسائية، ورغم أن تأكيدات من مصادر خاصة ألمحت أن حضورهن سيكون مختلفاً نسبياً عما قدم في أجزاء سابقة، إلا أن ذلك لن يمنع أن يكون العنوان الرئيسي للحضور النسائي هو حرب أم عصام و”ضرتها” الفرنسية، إضافة إلى حروب نسائية أخرى، ومجدداً ستعود سعاد لتشغل جزءاً لا بأس به من حكاية الجزء الجديد من مسلسل باب الحارة، فهي ستتفاجأ بأن زوجها يعود وفي يده زوجة ثانية، و”الضرّة مرّة” في عرف أم عصام، فكيف وهي أخت وأم زعماء الحارة.

إلا أن أم عصام هذه المرة ستواجه ضرة من نوع مختلف، هي فرنسية تجيد إشعال نار الغيرة فيها، ولكن ليس على الطريقة الشامية، وهذا ما يعدنا بمقترح درامي لمعارك (النسوان) ما لم تجرّ أم عصام ضرتها الفرنسية إلى ملعبها أي (الردح).

بكل الأحوال ثمة وافد جديد على نساء الحارة هي أم ظافر، وبالغالب ستكون هذه الأخيرة مأخوذة بطموح زوجها بزعامة الحارة لتتزعم نساءها، عوضاً عن أم عصام. وبالتالي من المتوقع أن نكون أمام صراع مفترض، شبيه بصراع أم عصام مع “فريال” (وفاء موصللي) وربما بطعم ثانٍ. وكما الرجال، ستظل نساء الحارة الباقيات في فلك أدوارهن التقليدية كما كرستها الأجزاء الخمسة السابقة.

كل ما هو خارج هذا السيناريو المتوقع، سيكون مفاجأة باب الحارة في جزئه السادس، وهي مساحة لعب لكاتبي العمل الشابين، عثمان جحى وسليمان عبد العزيز،…والذي يعدنا حضورهما بهامش دراميّ مختلف للمسلسل، لا نعرف مساحته في العمل، وما هي قدرته على فرض نفسه على خطوط العمل المطلوبة تسويقياً وجماهيرياً، كمعارك الخناجر وصراع النسوان…، ولكن حسبهما أن يسجلا مساحة مختلفة غير متوقعة مهما كان حجمها.