مذكرات النجوم خطوة يدفع ثمنها الآخرون
لطالما كانت كتابة المذكرات الشخصية للفنانين بمثابة الطلقة التي تهدّد حياة آخرين، لا حياتهم هم فقط؛ فكم من أسرار وخفايا ربطت بين هؤلاء النجوم وأشخاص كانوا مقرّبين من النظام الحاكم أو من أشخاص آخرين مشهورين، وتضرّروا ما أن خرجت المذكّرات إلى العلن.
فما هو الدافع إلى كتابة هذه المذكّرات؟ أهي المادة أم رغبة في العودة إلى الأضواء، ولو كانت العودة على حساب آخرين؟
زواج نبيلة من مستشار مبارك
فمنذ فترة، أعلنت الفنانة نبيلة عبيد أنها تقوم بكتابة مذكراتها لعرضها في برنامج تلفزيونيّ. واللافت في الأمر أنّ نبيلة هي نفسها التي سبق ورفضت تماماً فكرة التطرق إلى حياتها الخاصّة، وكانت تقول إنّ حياتها خط أحمر ولا تحبّ أن يقترب منها أحد، إلا أنها عادت وأعلنت أنّها ستعرض كلّ تفاصيل حياتها في مذكراتها. ويبدو أن الدافع وراء رغبة الكتابة الشديدة لدى نبيلة هوالعودة إلى الأضواء بعد أن زوت عنها، وفشلت أعمالها السينمائية والتلفزيونية في السنوات الأخيرة.
والسؤال الآن: هل ستتطرق نبيلة عبيد إلى كلّ ما يخصّ تفاصيل حياتها، مثل زواجها من مستشار الرئيس السابق محمد حسني مبارك لمدة تسع سنوات سراً، والذي لم تفصح عنه إلا قبل مدّة، من دون أن تبدي سبب إخفائها هذا الزواج.
أزمة مذكرات ماجدة
وبعد ابتعادها عن الفنّ، بدأت الفنانة ماجدة الصباحي مؤخّراً كتابة مذكراتها أيضاً، حيث يقوم بهذه المهمة الباحث سيّد الحراني. والمعروف أنّ هناك صداقة عائلية وطيدة تربط ماجدة بعائلة الرئيس السابق مبارك، إذ إنّ زوجها الفنان الراحل إيهاب نافع كان تلميذاً نجيباً لمبارك، بعد تخرّجه مباشرة من الكلية الجويّة وعمله كطيار. وقد اعترف الحراني بنفسه أنه وبناءً على رغبة ماجدة، لن يتم التطرق إلى فترة حكم مبارك وأسرارها بشكل كبير، حفاظاً على الصداقة التي تربط العائلتين.
وتتطرق ماجدة للحديث عن قصّة صعودها وشهرتها وبزوغ اسمها في عالم الفن والمشاكل التي واجهت بعض أفلامها مثل فيلم “المراهقات” و”جميلة بوحريد”، وما إلى ذلك من أفلام أثارت أزمات عنيفة.
وقد أثارت رغبة ماجدة في سرد هذه المذكرات غضب ابنتها الوحيدة الفنانة غادة نافع، لرفضها أن يكون الحراني هو كاتب هذه المذكرات، لأنه على حدّ تعبيرها لا يعرف أيّ شيء عن حياة والدها فضلاً عن والدتها. وطبقاً لرواية غادة، فإنها قالت لوالدتها: “تاريخ ماجدة الصباحي وإيهاب نافع ليس للبيع”. وقد أثارت كتابة مذكّرات ماجدة أزمة كبيرة بين كاتبها وبين غادة وصلت إلى حدّ قول الحراني إنّ غادة أرسلت بلطجية إلى منزله للاعتداء عليه، وهو ما نفته غادة جملة وتفصيلاً.
تشويه مذكرات مديحة
مديحة يسري أيضاً انتهت من كتابة مذكراتها. ولأنها تعي جيّداً أنّ المذكرات من الممكن أن يتمّ تحريفها وتشويهها بعد وفاتها، فقد قامت بتسجيلها في الشهر العقاريّ، بناء على نصيحة محاميها الخاص.
نساء عمر الشريف
على عكس زملائه، رفض الفنان عمر الشريف فكرة المذكّرات، لأنه لا يريد أن يكشف أسرار أشخاص سبق وأمّنوه عليها، لأنّ كاتب المذكّرات إمّا أن يسرد تفاصيل كلّ شيء في حياته، وإمّا ألا يكتبها أفضل.
وكان عمر الشريف قد صرّح في مقابلة له بأنّه لن يكتب مذكّراته، لأنّ لديه علاقات نسائيّة لا يرغب في فضحها.
فاتن ترفض
أمّا الفنانة فاتن حمامة فأكدت أنّها لا تحبّ كتابة مذكّراتها، على الرغم من العروض العديدة التي تلقّتها بالملايين، إذا عرضت عليها إحدى القنوات مبلغ 40 مليوناً، إلا أنها قالت إنها ترفض أن تكون حياتها معلنة على الملأ.
مذكرات هند رستم
وكانت النجمة الراحلة هند رستم قد رفضت بدورها عرضاً قدّمته إحدى القنوات الفضائية عبارة عن مبلغ مليوني دولار لكتابة مذكّراتها، فقالت يومها إنّ الجميع يعرفها من خلال أفلامها أمّا حياتها الشخصيّة فهي ملك لها ولأهلها فقط، وليست ملكيّة عامّة.
شادية تقاضي كاتب مذكّراتها
الموقف نفسه اتخذته الفنانة شادية حيث كادت تصل الأمور بينها وبين السينارست ماهر زهدي إلى القضاء، بعدما علمت أنه يكتب قصّة حياتها لعرضها في مسلسل تلفزيونيّ يحمل عنوان “قمر لا يغيب”، لرغبتها في الاختفاء تماماً عن الأضواء.
يتدخل عنصر المادة ضمن أهمّ دوافع كتابة الفنانين لمذكراتهم، حيث سبق وغازل النجم حسن يوسف القنوات الفضائية أثناء استضافته في برنامج “كش ملك” للإعلامية هبة الأباصيري قائلاً إنّ مذكّراته ثرية للغاية، وفيها العديد من الأسرار والخفايا التي لا يعرفها أحد عنه من قبل. وحينما سألته الأباصيري عن المبلغ الذي يرغب في نيله لقاء مذكّراته، قال بعد مراوغة: “لن أقبل أقلّ من مليون دولار”.
السندريللا والعندليب
أثارت المذكّرات، التي سبق للنجمة سعاد حسني أن كتبتها، ونشر بعضها في إحدى الصحف اليومية، ضجة على نطاق واسع، إذ تحدّثت السندريللا عن العقبة التي شكّلها صفوت الشريف في طريق حياتها، وكيف أنه استغلّها لتوريطها في تصوير أفلام إباحية كانت سبباً في الإطاحة بزواجها من العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ. وطبقاً لرواية سعاد، فإنها ذهبت إلى صفوت الذي كان يستخدمها كطعم لاصطياد الكثير من الشخصيات العربية السياسية، لتترجاه أن يبتعد عن حياتها ويتركها تعيش حياتها، حيث كانت تنوي الزواج من عبد الحليم، فما كان من صفوت إلا أنه ذهب للعندليب ليطلعه على فيلم إباحي لسعاد كان سبباً في إصابة عبد الحليم وقتها بنزيف حاد.
وقد قالت السيدة جانجاه شقيقة سعاد حسني إن المذكّرات وقعت في أيدي الشريف عن طريق الصحافي الذي كان يسجل لسعاد مذكّراتها ولهذا السبب قام بقتل سعاد التي قتلت ولم تنتحر مثلما حاول أن يقول رجال نظام مبارك.
أخيرا وغي تصريح سابق له مع “سيدتي نت” عن إمكانية أن يقوم بكتابة مذكراته قال عادل إمام مراوغا “عندما تقترب ساعتي قد اكتب مذكراتي”.