0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

تفاعل واسع بمصر مع حادث سير ناتج عن مطاردة فتيات

وكالة الناس -تواصل النيابة العامة في مصر التحقيق مع المتهمين في حادث طريق الواحات بمدينة 6 أكتوبر (غرب القاهرة) بعد قيامهم بمطاردة فتيات على الطريق، في محاولة للتحرش بهن؛ مما أدى إلى اصطدام سيارة الفتيات بسيارة نقل كانت متوقفة على جانب الطريق وتعرُّض الفتيات لإصابات متفاوتة.

المطاردة وثَّقها أحد المصورين بعدما لاحظ وجود 3 سيارات تُطارد سيارة تقودها فتاة على طريق الواحات، مما أفقد قائدة السيارة القدرة على التحكم في عجلة القيادة، فاصطدمت بسيارة النقل المتوقفة، وقام المصور وقائدو السيارات بمساعدة الفتيات وإخراجهن من السيارة والدماء تغطي وجوههن، حيث أُصيبت إحداهن بارتجاج في المخ وجروح، كما أُصيبت الثانية بفقدان وعي وجروح بالجبهة، بينما لم تصب الثالثة.

وذكرت قائدة السيارة، وتدعى رنا، في محضر الشرطة أنها وصديقتيها كنَّ يجلسن بأحد «الكافيهات»، وقام بعض الشباب بمضايقتهن، فاستقللن السيارة وغادرن المكان، لكنهم قاموا بملاحقتهن ومطاردتهن وطالبوهن بإيقاف السيارة، وتهديدهن عبر إلقاء بعض الأشياء على سيارتهن لإخافتهن، وأنهن عشن حالة من الرعب، حتى فقدت السيطرة على عجلة القيادة واصطدمت بالسيارة النقل، وتعرَّضت لإصابات هي وصديقتاها، وتم نقلهن لأحد المستشفيات للعلاج، ووجهت الشكر للمصور محمد أبو زيد الذي وثَّق الحادث ورافقهن للمستشفى.

وشهدت مواقع «السوشيال ميديا» تفاعلاً واسعاَ مع الواقعة بعد تداول مقطع الفيديو الذي التقطه المصور، وقد كشف بوضوح ملاحقة سيارات المتهمين للفتيات، ومحاولة التضييق عليهن.

وبينما أشاد كثيرون بسرعة ضبط المتهمين، طالب متابعون بتشديد العقوبة ضدهم حتى يكونوا عبرة لأمثالهم.

وأثارت هذه الواقعة ردود فعل بعض الفنانين، فكتب الممثل صبري فواز عبر حسابه على «فيسبوك»: «لما تلاقي مكان، الستات لا عارفين يشتغلوا، ولا يركبوا مواصلات، ولا حتى يسوقوا عربياتهم في أمان، تأكد أنه مكان ليس به رجال، حتى لو به ملايين الذكور».

وتمكَّنت الشرطة من تحديد وضبط المتهمين عبر أرقام سياراتهم التي ظهرت بالفيديو، وهم بحسب وسائل إعلام مصرية، 3 طلاب جامعيين، وسائق بأحد تطبيقات النقل الذكي، حيث تم التحفظ على السيارات والمتهمين.

وبحسب اللواء نجيب حسن، أستاذ العلوم الجنائية، فإن مطاردة الفتيات تعدُّ ضمن «جرائم هتك العرض»، مؤكداً في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أنه بوصفه رجل شرطة ورجل قانون لا يعتد سوى بالمعلومات المؤكدة لوجود تفاصيل كثيرة ومعلومات جديدة ستظهر خلال التحقيقات، لافتاً إلى أن «تهمة التحرش تكون عقوبتها السجن من 24 ساعة لـ3 سنوات، وفقاً لتقدير القاضي».

وحول الإصابات التي تعرَّضت لها الفتيات، يؤكد أنها تعد «إصابة عمداً» وفقاً للقانون، وهي قضية أخرى عقوبتها «السجن المشدد من 3 إلى 15 سنة، باعتبار أن المتهمين تسببوا عمداً في إحداث إصابات، حسب ما تقرُّ به تقارير المستشفى»، مشيراً إلى «أنه وفقاً للنيابة، سيتم تصنيف الحادث قضيتي تحرش، وإحداث إصابات عمداً».

ونفى اللواء نجيب أن تكون القوانين الحالية في حاجة لعقوبات مشددة، مؤكداً أن العقوبات رادعة وكافية جداً.

وتفسر الدكتورة هدى زكريا، أستاذة علم الاجتماع، ارتكاب طلبة جامعيين لهذا الحادث بأنه كان يمكن أن نندهش إذا حدث هذا في فترة الستينات، قائلة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «مجتمع الطلبة يعاني أزمات أخلاقية وعلمية وتربوية»، مستعيدة حادث مقتل طالبة جامعة المنصورة على يد زميلها، مؤكدة «انتشار الجريمة بين الشباب الذين كنا نظن أن تعليمهم الجامعي سيرفع شأنهم الأخلاقي».

وتحمّل الدكتورة هدى الدراما مسؤولية انتشار هذا النوع من الوقائع بعد غياب الجانب الأخلاقي عن الأعمال، مشيرة إلى أن «الإغواء بالجريمة وارتكاب الأفعال اللاأخلاقية، أو إغواء الشاب بفكرة المغامرة والتباهي بين أقرانه بمعاكسة البنات والتحرش بهن كلها تصب في هذه النتيجة». وفق تعبيرها.