فرسان الحق وسيادة الوطن !
منذ نشأت الدولة الأردنية في بداية القرن العشرين، كمشروع قومي ومحطة إنطلاق لتوحيد المشرق العربي، والأجهزة الأمنية الأردنية، وتحديداً فرسان الحق، تلعب دوراً رئيسياً في الحفاظ على المواطن وأمنه وسلامته.
وإذا كان «الفيلق العربي»-«الجيش العربي» قد تكفل في بداية تأسيس الإمارة بمهمة حماية الأمن الوطني، فان إفراد جهاز خاص للأمن الوطني قد جاء للوجود في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات من القرن الماضي، هذا الجهاز- المخابرات العامة- والذي يعتبر من اكفأ الأجهزة الأمنية، ليس على مستوى الشرق الأوسط والمحيط العربي، وإنما على المستوى العالمي إلى حد ما.
خاصة إذا ما نظرنا إلى هذا الجهاز بعين بصيرة وضمير حي، وبعيداً عن الأحكام المسبقة والأجندات المستوردة التي لاتخدم سواء الأجندات الإسرائيلية الهادفة إلى حل القضية الفلسطينية على حساب الأردن، نظاماً سياسياً، وشعباً، ووطناً، بل ووجوداً.
وعبر تأريخها المشرف، وبالرغم من ظلم كل المشككين بهذا الوطن وأجهزته الأمنية، فلم تمارس فرسان الحق- المخابرات الأردنية وباقي الأجهزة الأمنية دور» زوار الفجر» أو احتراف القمع والقتل، وامتهان الكرامة الإنسانية، كما تمارس غيرها من الأجهزة الأمنية القريبة والبعيدة.
وبالرغم من كل السلوكيات التآمرية للذين لم ينفكوا في التطاول على الدولة الأردنية وأجهزتها ومكوناتها، فإن هناك العديد من المراقبين المنصفين والباحثين عن الحقيقة دون سواها، يرون أن فرسان الحق من أنجح الأجهزة الأمنية المهنية في المنطقة.
ويؤكدون على أن سر نجاحها يكمن في لعبها لدور رئيسي، كرديف للجيش العربي وباقي الأجهزة الأمنية، في حماية الأردن، والوصول إلى أهدافها بأقصر الطرق وأيسرها واقلها كلفة وبطريقة حضارية، بعيداً عن لغة الدم والإنتقام.
كما يعتبر عامل مهنيتها وشفافيتها في التعامل مع الأهداف، ووضوح رؤيتها وبعد نظرها للأحداث الداخلية والعربية والدولية، بالإضافة إلى تمتعها، إدارة وضباط وأفراد، بعنصر الإرادة والكفاءة والإيمان بالأردن كوطن وشعب ونظام حكم، وانه وجد ليبقى كقلعة صمود تقود للوحدة العربية المنشودة في ظل نظام الحكم الملكي، كل ذلك يعتبر من العوامل الرئيسة التي قادت إلى نجاحاتها.
و أي باحث عن الحقيقة يجد بأن الأجهزة الأمنية، وعلى رأسها فرسان الحق- دائرة المخابرات العامة، قد لعبت دورا كبيرا ومميزا في الكشف عن الكثير والعديد من الشرور التي كانت تهدف إلى إيذاء الأردن واستلاب ابتسامة أطفاله وجعلهم يعيشون في رعب وغد مجهول، إلا أن هذه الدائرة، وبزمن قياسي، استطاعت أن تحبط العديد من هذه المحاولات، المدانة قيمياً وأخلاقياً وإنسانياً ودينياً، بعد أن إمتشقت عنصري المبادرة والمبادأة، لتجهز على معاني الشر جذوراً وفروعاً.
وما المهمات الأمنية في الفترة الماضية إلا مثالا على الاحتراف والمصداقية التي تتمتع بهما هذه الدائرة. حيث إستطاعت هذه الدائرة، وفي اكثر من مناسبة، أن توقع بالشر وأهله في عقر دارهم، من اجل أن يبقى الأردن هو الوطن الأجمل والأقدر عن أن يكون الموئل والملاذ الآمن لكل أحرار العرب.
Almajali74@yahoo.com