الكنيست يصوّت لصالح «شرعنة الاستيطان»

وكالة الناس – صوّت الكنيست الإسرائيلي، في قراءة أولى أمس لصالح مشروع قانون «شرعنة الاستيطان» في الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق تسوية بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، وبين وزير المالية موشيه كاحلون.
وتنص التسوية على ضمان تأييد حزب «كولانو- كلنا» بقيادة كاحلون، للقانون، الذي قدّمه حزب «البيت اليهودي»، برئاسة وزير التربية نفتالي بينت، على أن يلتزم نتنياهو بعدم دفعه للتصويت عليه في القراءة الثالثة التي تجعل منه قانونا نافذا، وفق ما أفادت به صحيفة هآرتس الإسرائيلية. وجاءت التسوية، إثر تهديدات حزب «البيت اليهودي»، بالامتناع عن تأييد الائتلاف الحكومي، ومشروع قانون الموازنة المالية، وبالتالي إسقاط الحكومة بقيادة نتنياهو، في حال لم يتم طرح القانون أمس والتصويت عليه وإقراره بالقراءة التمهيدية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية، أنّ كحالون تراجع عن موقفه المناهض للقانون، وأعلن موافقته على التصويت بتأييده بالقراءة التمهيدية، بعد لقاء مع نتنياهو. ولا بد من التصويت عليه في ثلاث قراءات في البرلمان ليصبح قانونا.
ويسعى اقتراح القانون، إلى تفادي ومنع هدم آلاف المنازل التي أقامها المستوطنون بدعم من الحكومة الإسرائيلية، على أراض فلسطينية خاصة. وبرزت القضية على نحو خاص، بعد أن أصدرت المحكمة الإسرائيلية العليا، قبل عامين، قرارا بهدم وإزالة 8 بيوت أقامتها الحكومة الإسرائيلية، في مستوطنة «عموناه» المقامة على أراض فلسطينية خاصة، بالقرب من سلواد التابعة لمحافظة رام الله. وأمهلت المحكمة الإسرائيلية الحكومة مهلة عامين، تنتهي في 25 كانون الأول المقبل لإزالة المنازل.
ويحاول المستوطنون من خلال القانون المقترح، إلغاء قرار المحكمة، إلا أنّ المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية أفيحاي مندلبليت، أعلن أنّ القانون المقترح «غير دستوري، ويناقض القانون الدولي وحتى القانون الإسرائيلي»، مؤكدا في الوقت نفسه، أنّه لن يكون بمقدوره الدفاع عن اقتراح القانون في حال تم تقديم التماس للمحكمة الإسرائيلية لإلغائه.
في السياق، عرقل وزير يهودي متشدد الثلاثاء مناقشة اقتراح قانون في الكنيست الاسرائيلي يرمي لحظر استخدام مكبرات الصوت في المساجد لرفع الأذان، وذلك لخوفه من إمكان ان يؤدي هذا القانون الى حظر الصفارات التي تعلن بدء السبت اليهودي. ومساء الثلاثاء طعن وزير الصحة يعكوف ليتسمان، العضو في حزب «التوراة اليهودية الموحدة»، بقرار اللجنة الوزارية التي صادقت على هذا المقترح واحالته الى الكنيست للإقراره، بحسب ما افادت وسائل اعلام اسرائيلية. وكانت اللجنة الوزارية المختصة بدرس القوانين اقرت الأحد هذا الاقتراح الذي اعده نواب في «البيت اليهودي»، الحزب القومي اليهودي العضو في الائتلاف الحاكم. وكأي قانون يقره، لا بد للكنيست من ان يصوت على هذا النص التشريعي في ثلاث قراءة. وكانت القراءة الاولى مقررة أمس، ولكن طعن الوزير ليتسمان اعاد النص الى اللجنة الوزارية. ونقلت وسائل الاعلام عن ليتسمان قوله في رسالة الطعن ان «التقليد اليهودي استخدم منذ آلاف السنوات ادوات مختلفة، بما في ذلك الشوفار (قرن كبش ينفخ فيه) والبوق» للاعلان عن بدء السبت، يوم العطلة الاسبوعية المقدس لدى اليهود. واضاف انه «مع التطور التكنولوجي تم استخدام مكبرات الصوت للاعلان عن بدء السبت، وذلك بمستويات للصوت يجيزها القانون».
واعتبر الوزير في طعنه ان اقتراح القانون ينتهك الحق في ممارسة المعتقد كما يخالف الوضع القائم في اسرائيل بين السلطات الدينية واجهزة الدولة منذ قيام إسرائيل في 1948. وبحسب وسائل اعلام اسرائيلية فان نوابا عربا في الكنيست معارضين لاقتراح القانون ضغطوا على الوزير لكي يطعن بالنص وذلك دفاعا عن حق المسلمين واليهود معا في ممارسة طقوسهم الدينية. وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو أعرب الاحد عن تأييده لاقتراح القانون.
في سياق آخر، أدان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، جريمة هدم «مسجد أم القرى» في حي واد الحمص في صور باهر بالقدس المحتلة. وقال الشيخ حسين في بيان له، «إن سلطات الاحتلال تصر على المضي في غيها وعدوانها ضد المساجد بحجج واهية، فهي تحاول إسكات الأذان من خلال قوانين مجحفة، وتسعى إلى حرمان المواطنين الفلسطينيين من أداء شعائرهم الدينية في مساجدهم»، مؤكداً أنها بهذا العدوان «تنتهك ما دعت إليه الشرائع السماوية وكفلته القوانين والأعراف الدولية من ضمان لحرية العبادة، وهذه ليست الاعتداءات الأولى من نوعها، بل سبقها كثير، وهي في تزايد مستمر، ووصلت إلى مراحل خطيرة جداً لا يمكن السكوت عنها».
ودعا الشيخ حسين المنظمات والهيئات التي تعنى بحقوق الإنسان، الى «التدخل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته وأراضيه»، داعياً الدول العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامي، إلى بذل الجهود الفاعلة تجاه إنقاذ بيوت الله في فلسطين، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك من آلة الدمار والعدوان الصهيوني.
كما أخطرت قوات الاحتلال 16 عائلة فلسطينية تسكن في منطقة حمصة الفوقا في الأغوار الشمالية بضرورة ترك مساكنها اليوم الخميس، بحجة إجراء تدريبات عسكرية، ووقف بناء بركة مياه لمدة 9 أيام. وقال مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات في بيان له إن «الإدارة المدنية التابعة للاحتلال» وزعت إخطارات في خربة حمصة الفوقا لــ 16 عائلة تسكن تلك المنطقة من أجل إخلاء مساكنها، بحجة التدريبات العسكرية، من الساعة 6 صباحا، حتى 12 ظهرا، مشيرا إلى أن عدد السكان الذين سيتم إخلاؤهم 85 فردا، معظمهم من الأطفال. وفي السياق، قال الخبير في شؤون الاستيطان والانتهاكات الإسرائيلية بالأغوار عارف دراغمة إن قوات الاحتلال أخطرت بوقف بناء بركة مياه معدنية سعة 200 كوب قيد الإنشاء في منطقة الفارسية، مقدمة من الاتحاد الأوروبي من خلال مؤسس G.V.C، حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري، يستفيد منها 42 عائلة من الأغوار الشمالية.
واعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر أمس احد عشر فلسطينيا من انحاء متفرقة من الضفة الغربية. وقال نادي الاسير الفلسطيني في بيان له ان قوات الاحتلال اقتحمت مدن طوباس وبيت لحم ونابلس ورام الله والخليل وسط اطلاق كثيف للنيران واعتقلتهم.
وأصيب ثلاثة شبان فلسطينيين، فجر أمس برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام جيش الاحتلال معهد «الاعلام والسياسات الصحية»، وسط مدينة رام الله. وقال عضو الهيئة العامة للمعهد مصطفى البرغوثي في بيان له إن أكثر من 8 آليات عسكرية اسرائيلية اقتحمت المعهد، وفجرت أبوابه، وجدرانه، واستولت على أجهزته الالكترونية، واصفا الاعتداء على المعهد الذي يركز على الحقوق الصحية، والانسانية، «محاولة لتكميم الأفواه، وقمع الانسانية، والاعلام». واشار إلى أنه خلال محاولة التصدي أصيب 3 شبان لم تعرف هويتهم بعد، خلال اطلاق تلك القوات قنابل الغاز والصوت. يشار إلى أنها المرة الثانية التي يتعرض فيها هذا المعهد للاعتداء، حيث كانت المرة الأولى في العام 2002، خلال اجتياح مدينة رام الله.
إلى ذلك، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية في بيان لها أمس المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات فاعلة لوقف الهدم الإسرائيلي الممنهج لحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. وقالت الخارجية الفلسطينية إن «حكومة بنيامين نتنياهو تصعد من حربها الشاملة على الوجود الفلسطيني الوطني والإنساني، وتمضي في تعميق الوجود الاستيطاني التهويدي في الأرض الفلسطينية المحتلة عامة، وفي القدس بشكل خاص، فمن جهة تواصل سلطات الاحتلال التنكيل بالفلسطينيين ومحاصرتهم والتضييق عليهم وسرقة أرضهم، ومن جهة أخرى يواصل اليمين الحاكم تشريع المزيد من القوانين العنصرية التي تخدم الاستيطان والايديولوجية الظلامية في إسرائيل». وأضافت ان عمليات هدم منازل الفلسطينيين ومنشآتهم، تتواصل يوميا بهدف تهجيرهم من أراضيهم لصالح الاستيطان.
في موضوع مغاير، قتلت سيدة فلسطينية صباح أمس بعد اصابتها برصاصة اثناء اشتباكات بين قوات الامن الفلسطينية ومسلحين في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، بحسب ما اعلنت مصادر طبية فلسطينية. وقتلت السيدة التي لم تعرف هويتها بعد (39 عاما) خلال اشتباكات اندلعت صباح أمس بين مسلحين وقات الامن الفلسطينية في البلدة القديمة في المدينة. وقتل ضابطان فلسطينيان في شهر اب الماضي ومسلحين اثنين خلال مواجهات بين الشرطة الفلسطينية ومسلحين. وبعدها، اثار مقتل فلسطيني يشتبه في تدبيره عملية اطلاق النار، ضربا حتى الموت على يد رجال امن فلسطينيين في سجن في المدينة غضبا في المدينة. وتشهد الضفة الغربية من حين لآخر مواجهات بين تيارات متناحرة داخل حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وخصوصا في المخيمات حيث لا تدخل الشرطة الفلسطينية الا نادرا. ولا يسمح للشرطة الفلسطينية بالعمل سوى في 18 بالمئة من الضفة الغربية بموجب اتفاقات اوسلو الموقعة بين السلطة الفلسطينية واسرائيل في 1993.(وكالات).