0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

، ،طارئة من بيت أبوها

إن استيقظ العرب باكراً اليوم الأحد..فمن المفترض في هذه اللحظات أن يُحظر طيران العصافير و”الدويريات” والحمام البري والبواشق والجراد على ارتفاعات شاهقة، وأن يتم فرض حظر تجوّل جوي على كل الكائنات ذوات الأجنحة ، وأن تفتح القاهرة أجواءها للطائرات الشقيقة القادمة من كل خطوط الطول و”العرض” العربي في اجتماع مهم وطارئ للغاية..

 

بعد دقائق أو ربما ساعات –لا اعرف مواعيدهم بالضبط- ستنزل الطائرات الخاصة على المدرج المخصص، وسيقوم كل كابتن طائرة بتنبيه رئيس الوفد الى درجات الحرارة في الخارج والرطوبة الجوية ، وأخيراً عدم استعجال النزول إلا عند توقف الطائرة التام خوفاً من أن يصاب أي منهم بنوبة عطاس أو دكّ “ربو” او تأرجح وميلان أمام المؤتمرين ..

 

فور وقوف رئيس الوفد عن المقعد الوثير يقوم احد المرافقين بسحب البنطال او الدشداشة من المكان الذي التصق به ، ثم يهرول أمامه الحرس والمرافقون و المراسلون الصحفيون والسكرتيرة الخاصة جداً لينزرعوا أمامه على درج النزول مثل قوارير “الزرّيعة” …وبعد ان تحط قدمه عن آخر درجة يلإفتح له فوراً باب سيارة مظللة طويلة أطول من القضية الفلسطينية نفسها ، على مقدّمتها يرفرف علم بلاده وعلم الجامعة ، أما باقي الوفد ،فكل يذهب في سيارة منفردة، يسبقها ويلحقها سيارات أمنية تشغّل لوّاحات الضوء وصوت التنبيه من المطار الى قاعة الاجتماعات…

 

ولأن العرب مثل “عجائز العزاء” لا يجتمعون الا على “مصيبة” فسيكون أول ساعة من الاجتماع خاص للتقبيل والبوس وتبادل النكات حول القوة “الجسدية”..وبعد أن يأخذوا أماكنهم خلف أعلام وقارمات بلادهم ، يلبس كل منهم قناع الحزن ويشد “مطّاطة التمثيل” خلف أذنيه كي لا تسقط أمام الشعب العربي المتسمّر أمام الشاشات..ويفتتحون الجلسة…

 

أمين الجامعة : (الزملاء الأعزّاء ..جلستنا الطارئة اليوم لمناقشة الخطوات التى يجرى اتخاذها فى ضوء تصاعد وتيرة الإعتداء الإسرائيلي على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى مدينة القدس المحتلة.والتحركات العربية المطلوبة في مواجهة هذه الاعتداءات، ووضع الأمة العربية أمام مسؤولياتها ومطالبتها باتخاذ الاجراءت الكفيلة بوقف التصعيد الاسرائيلي السافر بحق مقدساتنا).

 

يتثاءب رئيس وفد شقيق، ويميل آخر برأسه على مرافقه لأخذ رأيه، يأتي مساعد الأمين العام يخرج توصية قديمة مشطوب عنها التاريخ…ليتلوها في ختام الاجتماع…(يدين أعضاء مجلس الجامعة العربية ويشجبون بشدّة الاعتداء الاسرائيلي السافر على المقدسات في القدس الشرقية..هذا ونكلّف الأخ السفير الفلسطيني بوضعنا في آخر التطورات )…والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

 

ثم بعد ان يتوقف النقل المباشر من مقر “الجامحة” العربية ..يتم بث اغنية حماسية…على الأرجح ستكون:

 

طارئة من بيت أبوها..رايحة لبيت الجيران..

 

**

 

وبهذا يكون العرب قد ردّوا على الاعتداء..

 

 

 


 

احمد حسن الزعبي

 


 

 

 

ahmedalzoubi@hotmail.com