0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

المجلس الجديد: تفاءلوا بالخير !

حتى تصبح هذه الإنتخابات بنتائجها إنتقالة نوعية بالنسبة للمسيرة السياسية في بلدنا، المملكة الأردنية الهاشمية، فإنه يجب أن يكون واضحاً للفائزين الذين سيشغلون مقاعد مجلس النواب الجديد العتيد لأربع سنوات مقبلة أنهم إنْ لم يدركوا أنَّ المطلوب منهم ومن الذين إنتخبوهم بل من كل الشعب الأردني أن يرتفعوا بسوية أدائهم وأنْ «يشطبوا» من طرق عملهم أساليب الإبتزاز والسمسرة وإلاّ «فكأنك يا أبا زيد ما غزيت» وبالتالي فإن كل الجهود التي بذلت ستذهب سدىً وسيضيع الأردنيون أربع سنوات أخرى بإنتظار إنتخابات مكررة جديدة .

لأن «اللامركزية» قادمة فالمفترض أن يدرك نوابنا الكرام، وألف مبروك لكل واحد منهم وسواءً أكان قديماً ومخضرماً أم جديداً «لانْك»، أن الأردن قد دخل مع هذه الإنتخابات مرحلة جديدة وبالتالي فإن النائب لم يعد ممثلاً لعائلة أو عشيرة أو منطقة أو قرية بل ممثلاً للشعب الأردني كله وهكذا فإنَّ كل سلبيات الماضي إن تحت القبة البرلمانية أو خارجها يجب أن تزول وتنتهي نهائياً ويصبح التقارب والتباعد على أساس المصالح الوطنية العليا وعلى أساس عدم إضاعة الوقت في المشاحنات الجانبية التي كانت قد وصلت في بعض الأحيان إلى حدِّ تبادل اللكمات وتبادل «قضم» الآذان!!.

وهنا وخلافاً لكل النظرات السوداوية إلى هذه الإنتخابات وإلى نتائجها فإنه على الأردنيين الذين «قلوبهم على وطنهم» أن يبدأوا مع هذا البرلمان على أنه تجربة جديدة واعدة وأنه خطوة فعلية متقدمة على طريق نسأل العلي القدير أن يأخذ هذا البلد الذي غدت تحيط به النيران من كل جانب إلى المزيد من الإستقرار والمزيد من الإنجازات التي يتوقعها كل أردني والمزيد من تغليب الرئيسي على الثانوي وأيضاً المزيد من الترفع عن الصغائر وإشغال شعبنا وبلدنا بـ «الحرتقات» الفارغة.

وبداية وحتى قبل أن يعقد هذا المجلس الجديد أول جلسة برلمانية فإنه لا بد من أن ننظر إليه نظرة إيجابية وأنه لا بد من أن نراهن على أنه سيخيب ظن كل الذين نظروا إلى هذه الإنتخابات وإلى نتائجها نظرة سوداوية.. إنه علينا أن نرفع ومنذ الآن شعار:»إتركوهم يعملون .. وأمنحوهم ثقة كالثقة التي منحتوهم إياها عند معركة صناديق الإقتراع» فهؤلاء هم إخوتنا وهم أبناؤنا وكما أن لنا عليهم ما نتوقعه منهم فإنه لهم علينا أن نجدد ثقتنا بهم وأن نأخذ بأيديهم ونقدم لهم كل ما نقدر عليه من دعم ومساندة .

إننا في هذه المنطقة الملتهبة وفي هذه المرحلة الصعبة فعلاً لا نملك إطلاقاً ولو الحد الأدنى من ترف إن يناكف بعضنا البعض الآخر من أجل المناكفة ومن أجل تسديد حسابات صغيرة فالجميع في قاطرة واحدة وكلنا يجب أن نكون على قلب رجل واحد وهذا يجب أن يكون شعار برلماننا الجديد الذي يجب أن يدرك كل عضو فيه أنه لا مجال إطلاقاً ونحن نمر كوطن وشعب في هذا المنعطف الخطر للمناكفات الشخصية السابقة وأنه لا مجال لإضاعة الوقت في المعارك الجانبية التي شاهدنا منها الكثير في بعض المجالس السابقة .. إن ليس فيها كلها .

إنه علينا كلنا.. الذين ذهبوا إلى صناديق الإقتراع والذين لم يذهبوا أن نكون إيجابيين في نظرتنا إلى هذا المجلس الجديد الذي هو بداية مرحلة جديدة .. لكن وفي الوقت ذاته فإنه علينا أن نكون لكل إنحراف بالمرصاد وأنه على وسائل إعلامنا أن تكون منصفة وموضوعية في التعاطي مع مجلسنا الجديد ولكن أن تكون أيضاً شديدة وقاسية عندما تلمس أي تجاوزات أو أخطاء لا هي مبررة ولا هي موضوعية .