«ري ستارت»..
عندما يتعرض جهاز الكمبيوتر أو الهاتف المتحرك إلى «تعليقة» أو بطء في الاستجابة للأوامر فإنك تضطر إلى عمل «إعادة تشغيل» أو «ري ستارت»!.
المدارس بمثابة «ري ستارت» لكل مفاصل الحياة ، فبعد أن كنا ننعم بساعة نوم إضافية طيلة الشهرين الماضيين ، سوف نعود للصحوة الماكرة ، وسباق الزمن مع جرس المدرسة والإجابة على نفس الأسئلة التي تتوارثها الأجيال جيلا بعد جيل في الفطرة الكارهة «لنور العلم»: «وين جراباتي» ؟؟ «وين مقلمتي»؟؟ «وين مصروفي»؟. «بطني بوجعني..أعطل»؟؟ الخ من عبارات «المنّة» و»تحميل الجمائل»!..ناهيك عن عمليات الإنقاذ الجماعي التي يقوم بها الوالدان من الصالون إلى الحمام وبالعكس حتى تطير غربان النعاس الثقيل من جفون الصغار وينتصبوا بنجاح على سيقانهم…
بالمناسبة ، الأولاد يذكرونني بالجيوش العربية ، تجهيزات عالية ونتائج متواضعة ..ففي الأيام الأولى من بدء المدرسة نضطر لشراء عشرات الدفاتر بمختلف السماكات ،وعشرات الأقلام المقاتلة ، و»حاملة السندوتشات» العملاقة ، ولفافات التجليد «m16» 16 متر من التجليد الشفاف ، واحدث ترسانة من أقلام التلوين ومع ذلك نتائجهم في نهاية السنة قريبة من معدلات درجات الحرارة في مثل هذا الوقت من السنة.
الدولة كلها تصحو على جرس التنبيه المدرسي ، مع بدء الــ» ري ستارت» الشوارع تمتلئ بالباصات البرتقالية ، النعاس يترامى خلف زجاج الحافلات ، الأناشيد الصباحية تتعالى من المدارس القريبة ، دعاء الاستفتاح الذي يقرأه طلاب «الكي جي 2» في الطريق الى المدرسة ، المطاعم الشعبية تفتح أبوابها قبل المعتاد، تعديل موعد قراءة الجريدة وإعداد فنجان القهوة في العمل ، ساعات الذروة الجديدة في الشوارع الرئيسة ، البحث عن طرق بديلة غير مألوفة لباقي العالقين في الأزمة ، ازدحام محلات الخياطين الذين يعملون تصليحات عابرة للبناطيل والمراييل المدرسية ، وأخيرا الإشارة الضوئية التي تجري عليها معالجة أعقد المعادلات الرياضية في محاولة لموازنة بين مصاريف المدارس وعيد الأضحى والراتب المتأرجح بين هاويتين.
أيلول والمدارس ، صحيح إنهما يقومان بعمل restart»» للحياة بعد «نيام شهرين متتاليين» ،لكنهما يعملان «shut down» وتنظيف لجميع الجيوب حتى الجيوب الأنفية!.