0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

«محاذير» تثبيت الانقسام الفلسطيني !

إذا صح أن السلطة الوطنية، الدولة الفلسطينية تحت الإحتلال حسب قرار الأمم المتحدة، قد وافقت على أن تشرف «دولة غزة» العضو في المنظومة الإيرانية على الإنتخابات البلدية «المحلية» قي القطاع المنشق.. إنْ أمنياً وإنْ بالنسبة لكل ما يتعلق بجداول أسماء الناخبين وحرمان بعضهم من التصويت بالطبع وما يتعلق «بصناديق الإقتراع» وفرز أصوات الناخبين وإعلان من فاز ومن لم يفز، فإن هذا سيشكل خطأً قاتلاً وليس فقط فادحاً تكون قد إرتكبته حكومة الأخ الرئيس محمود عباس (أبو مازن) الذي له كل التقدير والإحترام .

والمشكلة هنا ليست أن «حركة حماس»، التي وصلت إلى الحكم في عام 2007 بإنقلاب عسكري دموي، لا تزال صور بشاعته حية لم تمح من الأذهان عندما كان «مجاهدو» هذه الحركة يلقون بأعضاء «فتح» ومقاتليها من فوق الطوابق العليا لأبراج غزة، ستكتسح الإنتخابات الغزية وستُظْهر الجماعة الإخوانية على أنها لا تزال القوة الرئيسية في الساحة الفلسطينية وهذا سينعكس بالطبع على الأوضاع في مصر وأيضا على الأوضاع في الأردن وفي دول كثيرة عربية وغير عربية .

وهنا يجب الأخذ بعين الإعتبار من قبل السلطة الوطنية ومن قبل الرئيس محمود عباس (أبو مازن) أن الرضوخ للضغط الأميركي والضغط الإسرائيلي في الإنتخابات التشريعية عام 2006 قد كانت نتيجته أن حركة «حماس» بدفعٍ من إيران ومن نظام بشار الأسد ومن حزب الله وبعض الدول العربية، التي يقتضي واقع الحال عدم ذكر إسمائها، قد قامت بإنقلابها المشؤوم هذا، الذي ترتب عليه ظهور دويلة أخرى في قطاع غزة إلى جانب الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية، وهذا ما كانت إسرائيل في إنتظاره منذ ظهور هذه الحركة متأخرة إثنين وعشرين عاماً عن بدء إطلاق شرارة الثورة في الفاتح من عام 1965.

إنَّ المشكلة وإنَّ الأخطر من هذا كله هو أن «التَّسليم» لحركة «حماس» بالإشراف الكامل على الإنتخابات البلدية «المحلية» في القطاع الذي أصبح دويلة مستقلة في كل شيء، يقودها عملياًّ التنظيم العالمي للإخوان المسلمين بمشاركة فاعلة من دولة الولي الفقيه في طهران، يعني إعترافاً دستورياًّ صريحاً بهذه «الدويلة» ويعني تكريساً لهذا الكيان بحكومته وبجيشه وبهيئاته وإستخباراته ومخابراته وبإرتباطاته وبالدور التدميري الذي يلعبه ضد مصر من خلال تنظيم «أنصار بيت المقدس» الذي تم إختراعه ليكون «دمَّلة « ملتهبة تحت الإبط المصرية.

وهكذا وإذا تمت هذه الإنتخابات ، التي يبدو أنَّ حماس الإسرائيليين لها يزيد عن حماس الأميركيين والفرنسيين، فيجب أن يكون واضحاً ومنذ الآن أن هذا الصدع الخطير جداًّ بين الضفة الغربية وقطاع غزة سيتكرَّس وسيستمر إلى سنوات طويلة وأنَّه سيبقى يوفر لإسرائيل حجة أنها لا تعرف مع من تتوصل إلى الحلول المنشودة.. هل مع دولة غزة «الإخوانية» أم مع دولة الضفة الغربية «الفتحاوية»!! .

لقد ترتب على الرضوخ في عام 2006 للضغط الأميركي والضغط الإسرائيلي وضغط بعض العرب بالإضافة إلى «العجم» وإجراء إنتخابات تشريعية في ظروف غير ملائمة وبقانون إنتخاب يشكو من ألف عيب وعيب، ذلك الإنقلاب الدموي الذي قامت به «حماس» في عام 2007 والذي تجسدت نتائجه الكارثية في أن العالم أصبح أمام حالتين فلسطينيتين ودولتين فلسطينيتين وأنه وضع في يد إسرائيل حجة أنَّها لا تعرف مع أيَّ من هاتين الدولتين تتعامل وتتفاوض ..ويقيناً أنه إذا أجريت هذه الإنتخابات المحلية في غزة بالطريقة التي أُقرَّت والتي يجري الحديث عنها فإن هذا الإنقسام سوف يتكرس وأنَّ الشعب الفلسطيني المكافح العظيم سيبقى يدفع ثمناً غالياً ولسنوات طويلة قبل أن يستعيد وحدته الجغرافية ووحدته السياسية …والسيادية .