0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

مبادرة بطعم الكوشير

يمكن فهم المبادرة القطرية الجديدة لتعديل المبادرة العربية على نحو واحد فقط، بأنها اشتراطات اسرائيلية لقبول مبادرة السلام العربية المطروحة من القمة العربية في بيروت 2002 ، فالكيان العبري حتى اللحظة لم يقبل بمبادرة السلام العربية ، وغير ذلك لا يوجد تفسير منطقي او سياسي للمبادرة الجديدة التي تتحدث عن تبادل اراض بين السلطة الفلسطينية والكيان العبري لصالح تمرير حل الدولتين على اساس الالتفاف على الانسحاب من الاراضي المحتلة عام 1967 بعد ان قامت اسرائيل بتثبيت واقع على الارض الفلسطينية بالمستعمرات والبؤر الاستيطانية .

المبادرة او التعديلات الجديدة على المبادرة لتصبح على المقاييس الاسرائيلية تستهدف تفريغ اراضي فلسطين الطبيعية من الفلسطينيين داخل فلسطين الطبيعية وبالتالي تحقيق فكرة يهودية الدولة على الارض دون اعلان ، فالاراضي التي باتت جزءًا من الاستهداف الصهيوني هي الاراضي المحيطة بالقدس والخليل ، اي تهويد القدس كاملة ومحيط الحرم الابراهيمي ، ومقابل ذلك تحصل السلطة على ارض فلسطينية متخمة بسكان فلسطينيين من حملة الجنسية الاسرائيلية، فما حدث قبل اربعين عاما في سخنين والجليل في يوم الارض ذهب هباءَ بعد المبادرة القطرية .

تصريحات رئيس دولة فلسطين تحمل رائحة القبول للمبدأ ، فالرئيس عباس ينتظر ان يعرف الاراضي التي ستمنحها اسرائيل مقابل الاراضي التي ستقضمها ، اي ان الخلاف سيصبح ضمن اختصاص مديرية المساحة في دائرة الاراضي وليس خلافا جوهريا لنقض الاحتلال وزواله ، فنحن في زمن شرعنة الاحتلال لا اكثر ، والرفض الحمساوي الخجول من عاصمة قطر على لسان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل المقيم في الدوحة يبشّر بقبول المبادرة وفي ابقاء الخلاف محصور بين المساحين لا بين المناضلين او السياسيين .

المبادرة القطرية هي اولى ثمار الربيع العربي الذي ترعاه قطر اعلاميا وماليا ، وهي كفر وطني وقومي بكل المقاييس ، فإذا كان اول القصيدة او اولى الثمار كفرا فكيف بباقي القصيدة او المبادرة ؟ فأول مُخرج للربيع العربي على المسار القومي هو تفريط بالارض وارضاء للاحتلال ، ومُخرجه الداخلي نشاهده كل يوم على شاشة التلفاز من غياب للامن وضياع للاستقرار واعادة استنساخ الانظمة الراحلة بأشكال جديدة وعودة الى زمن ما قبل الدولة من عصبيات وجاهلية ، فعن اي ربيع نتحدث ؟

المبادرة القطرية تحقق ما يطلبه نتنياهو واركان حزبه من يهودية الدولة بقرار عربي وتواطؤ فلسطيني لحكام غزة ورام الله ، فالفكرة من جذرها مرفوضة ويجب مقاومتها بكل الادوات؛ لأن اسرائيل لن تقدّم سوى اراض يقيم عليها فلسطينيون يؤرقون ديمغرافية الدولة اليهودية المنتظرة