دوار باريس
اليوم الخميس ، سنكون أنا وزميلي أحمد حسن الزعبي في قلب دوار باريس نشارك في معرض الكتاب القديم والمستعمل الذي تقيمه «أزبكية عمان» بالتعاون مع المركز الثقافي العربي …سيقتصر دورنا على شراء الكتب ، وتوقيع كتبنا المتوفرة لمن شاء من الزائرين.
شخصيا اشارك بحماس في هكذا لقاءات حيث نتحاور ونشتبك مع الجمهور بشكل حي ومباشر ، بدل الفيسبوك وأمثاله من وسائل الإتصال، حيث أن جمهورنا –على الأغلب- هو ممن يهتمون بالكتاب أولا ، وهو ممن يبحث عن الكتاب الرخيص، لأنه يقتطع ثمن هذا الكتاب من قوت يومه.
لست ارشيفيا ، لكن فكرة معارض الكتاب القديم والمستعمل أطلقت في عمان قبل سنتين أو ثلاثة ، وكان صديقنا حسين الشنع من أطلقها أو أنه كان أحد هولاء الشباب المتحمسين وقد حضرت معرضا في ذات المكان في العام الماضي ، إضافة الى معرض آخر في شارع الثقافة ، وكانت جميعها مكتظة بالصبايا والشباب المتحمسين لعالم الكتب ، لدرجة انني لم استطع المزاحمة للشراء.
كان وما يزال صديقنا حسن أبو علي ، صاحب كشك الثقافة العربية في وسط البلد هو سفير الثقافة الأردنية في العالم العربي ، وأينما ذهبت في العالم العربي ، وأينما اختلطت
بمثقفين ، سيسالونك عنه تحديدا. وبالتالي صنع لنا هوية نفخر بها .وها هو حسين الشنع يساهم في منح الشباب فرصة للحصول على الثقافة بأسعار تناسبهم.
ورغم الإعتقاد العام بأن الثقافة في العالم العربي ، وفي الأردن تحديدا،الى زوال في عهود التجهيل هذه ، الا أن زيارة الى معارض من هذا النوع تجعلني أتفاءل وأنا ارى جموع الشباب والشابات يتهافتون على شراء الكتب ، واعتقد أننا سنخدع مرة اخرى ، بعد ان كنا نعتقد أن هذا الجيل مائع وهامل ،فصنع لنا هذا الجيل ثورات الربيع العربي ، وكان أرجل منا وأكثر منا عزما وتصميا وقدرة على اجتراح المستحيل وإسقاط الطغاة…. ويبدو أننا انخدعنا مرة أخرى ، لنكتشف أنه اكثر منا اهتماما بالثقافة والإبداع… وأن جيل الربيع العربي من المبدعين الجدد قادم… قادم… قادم.
ghishan@gmail.com