قصة الصور :ما هي أهداف التدريبات؟
من المهم جدا معرفة الجهة التي تشرف على المخيم الكشفي، كما ظهر في الصور التي نشرتها وسائل الإعلام لصبيان في تدريبات عسكرية شاقة ، تشبه تلك التي تطالعنا بها جماعات التكفير والإرهاب منذ ظهرت عبر أشرطة فيديو المقصود فيها إثارة الرعب.
من المهم جدا أن نعرف من هي هذه الجهة , لأن القضية لا تتوقف عند شكل ونوع هذه التدريبات فقط بل عند أهدافها وهو ما سيعرف عندما يكشف النقاب عبر تحقيقات قضائية وقانونية عن الجهة التي تنظمها.
الصور كما بدت تعكس تدريبات غير تقليدية وهي ليست وإن تشابهت في بعضها لمخيمات كشفية طبيعية , والمعلومات أنها برامج لنشاطات تديرها جماعة الإخوان المسلمين أو كوادرها التي لا تعرف السياسية منها عن أجنحتها الأخرى شيئا.
صحيح أن الجماعة أنكرت صلتها بهذه المخيمات، لكن اصابع الإتهام شعبيا ذهبت سريعا إليها وفي الذاكرة أنها إعتادت على أن تفاجئنا بمثل هذه الحركات بيد أن المثير في شأن هذه القضية هو أن مقربين من الجماعة أو متسلقين على أحبالها لأغراض شعبية ممن ليسوا أعضاء تنظيميين فيها سارعوا الى الدفاع عنها حتى قبل أن تثبت التهم , وأستدعوا مقارنة بين التدريبات العسكرية القاسية التي أظهرتها الصور مع تلك التي تجريها مخيمات كشفية أخرى مثل مخيمات شباب الحسين, لكن الفرق هنا أن الأخيرة لم تكن تنوي تقويض نظام الحكم في أيام الربيع إياها ولم تكن تستعد للإحتفال بنتائج أجواء الربيع العربي التي صدرتهم الى الواجهة في دول الجوار ولم تكن تنوي استيراد تجربة ميدان التحرير المصري للوصول إلى سدة الحكم ولم تكشف عن نواياها بجاهزيتها لإنقضاض على السلطة عندما سيطرت حركة حماس على قطاع غزة وأعلنت أنها جاهزة لاستلام حكم الأردن , وهنا يكمن الفرق !!.
القضية إذا في أهداف هذه التدريبات , والتي في حال عرفت ستسقط الحجة التي ساقها نشطاء مقربون إنتخابيا في النقابات المهنية والإعتصامات والإضرابات للإخوان المسلمين في سياق الدفاع عن الجماعة في تنظيم في تدريبات طبيعية في مخيمات كشفية لا تختلف عن سواها كتلك التي تنظمها المدارس أو مراكز رعاية الشباب ونشروا صورا لها على مواقع التواصل.
قصة الأجنحة العسكرية لجماعة الإخوان المسلمين ليست جديدة وقد رافقت التنظيم مع بواكير نشأته وقصص إصطياد الأطفال بكرة القدم والرحلات ومن ثم بجوائز الجنة والنار وهم في صفوف التعليم الأولى معروفة وما حكاية “الفرقة 95” في مصر وهي مجموعات الردع في جماعة الإخوان المسلمين، والمدربة تدريبا رياضيا قوامها 120 فردا، و دورها في أيام « ثورة 25 يناير» لحماية ميدان التحرير من الشرطة ، الا واحدة من عشرات القصص.
إنشاء الأفرع السرية والعسكرية في أي تنظيم متوقع خصوصا عندما تكشف عن قناعتها بأن تحقيق أهدافها السياسية لا يتم إلا عبر جناح عسكري تستخدمه في الضغط والتصفية والتهديد.
في قصة الصور لن أتوقف عند شكل هذه التدريبات , التي ربما كانت لازمة في دول ليس فيها جيوش تحميها أو أن جيوشها ليست كفؤة لمواجهة المهددات أو في بلدان ثورية تستعين بما يسمي ب « أشبال الثورة « فالحروب والعسكرة ليست من مهام الأطفال والصبية وميادين هؤلاء هي الرياضة السليمة والطبيعية, بل أتوقف كثيرا وكثيرا جدا لاعرف ما هي أهداف هذه التدريبات بصرف النظر عن الجهة التي نظمتها ومولتها.