كيف تخلى بشار الأسد عن مساعده وخازن أمواله مفلساً في موسكو؟
وكالة الناس -نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تقريراً موسعاً يتضمن تفاصيل عن حياة الرفاهية التي يعيشها الرئيس المخلوع، بشار الأسد، وشقيقه ماهر، والدائرة الضيقة المحيطة بهما في العاصمة الروسية موسكو، مشيرة إلى أماكن وجود 55 من كبار مسؤولي الأسد، والحياة المترفة التي يعيشونها.
وفي تقريرها، أشارت الصحيفة إلى نهجين مختلفين اتبعهما الشقيقان، بشار وماهر، في تعاملهما مع أولئك الذين خدموهما في السابق في المنفى بعد سقوط الأسد.
وذكرت الصحيفة أن ماهر الأسد كان كريماً نسبياً مع أقرب ضباطه ومساعديه، كما أنه يرسل أموالاً لعناصره وحلفائه القدامى في سوريا وخارجها، لمساعدتهم على السكن أو بدء مشاريع تجارية صغيرة في حياتهم الجديدة.
وفي مقابل ذلك، كشفت الصحيفة عن تخلي بشار الأسد عن مساعده الشخصي والمالي والذي رافقه في رحلة الهروب من دمشق، حيث تركه عالقاً في موسكو، مفلساً ودون أي دعم، ما دفع بهذا المساعد لاختيار العودة إلى سوريا.
وفي حين لم تذكر “نيويورك تايمز” اسم المساعد المالي، فإن تقارير سابقة أكدت أن شخصين رافقا بشار الأسد في رحلة هروبه من سوريا إلى روسيا عبر مطار حميميم هما يسار إبراهيم، أبرز الأذرع الاقتصادية للأسد وخازن أمواله، ومنصور عزام، الأمين العام لشؤون رئاسة الجمهورية لدى الأسد.
ووفقاً لمصادر الصحيفة، فإن المساعد، الذي شملت واجباته حمل حقائب الرئيس وفتح الأبواب له، كان من بين الأشخاص القلائل الذين اصطحبهم الأسد في رحلته إلى موسكو، فجر 8 كانون الأول 2024، حيث أُمر المساعد بالانضمام فجأة للأسد في رحلته، لدرجة أنه لم يتمكن من أخذ جواز سفره أو إحضار النقود والملابس.
وذكرت المصادر أن المساعد رافق الأسد في إقامته في فندق “فور سيزونز” في موسكو، حيث طُلب منه الإقامة في جناح منفصل مع اثنين من مساعدي الأسد الآخرين. وفي صباح اليوم التالي أحضر لهم موظفي الفندق فاتورة باهظة يترتب دفعها.
وفي حالة من الذعر، حاول المساعدون الثلاثة مراراً وتكراراً الاتصال بالرئيس المخلوع، لكنه لم يرد أبداً على اتصالهم، ما دفع بالمسؤولين الروس للتدخل في نهاية المطاف، وعرضوا نقل المساعدين إلى موقع عسكري يعود إلى الحقبة السوفيتية مع ضباط آخرين من نظام الأسد من ذوي الرتب الأدنى.
