عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
previous arrow
next arrow

المتاجرة السرية مع اسرائيل

المتاجرة السرية مع اسرائيل تستوطن هنا بقوة،والتفاصيل التي تتسرب حول الصفقات الاقتصادية،تقول ان مستوى الاختراق يرتفع يوما بعد يوم،فيما نتشاغل في الداخل بكل القصص،عدا هذا الملف الاخطر،الذي يجعلنا حديقة اقتصادية خلفية للاحتلال.

الذين يتاجرون مع الاحتلال الاسرائيلي يتوجب اشهار اسمائهم،دون مجاملة لأحد،لأن هذه المتاجرة تدعم عملياً الاستيطان،وجيش الاحتلال في فلسطين،وتؤذي الاردن ايضاً،على اكثر من صعيد،والجهات الرسمية تتفرج على المشهد دون أدنى تدخل.

كما كل عام بدأت التعاقدات المبكرة مع مزارعي الزيتون،من جانب اسرائيليين،لبيع ثمرالزيتون على شجرة،والذي تأخذه اسرائيل وتقوم بعصره وتصديره باعتباره منتجاً اسرائيلياً الى اوروبا وامريكا،والمزارع هنا،بات عاملا واجيراً لدى الاحتلال،حتى لو تعامى عن ذلك،ُمدنساً نفسه امام الله أولا. نقيب المهندسين الزراعيين محمود ابوغنيمة تحدث قبل يومين عن اختراقات في الزراعة من جانب الاسرائيليين،وهذه الاختراقات يعرفها الجميع،لان الحكومات لا تمنع تصديرالزيتون ولا استيراد الفواكه والخضار من اي بلد.

لا تعرف اين غاب الشرف،واين تبددت الكرامة والمروءة لدى من يتاجرون مع الاحتلال،وهؤلاء يساهمون بازدهار اسرائيل الاقتصادي،ويدعمون عملياً المستوطنين والمزارعين الاسرائيليين،ويقدمون دعماً مالياً لخزينة الاحتلال،لقتل المزيد من العرب؟!.

لا يمكن ان يقبل الانسان على نفسه ان يتاجر مع الاحتلال،الا اذا بات بلا قلب ولا ذاكرة ولا دين،وهذه قدرة غير طبيعية لدى هؤلاء.

الكارثة في عمليات المتاجرة مع اسرائيل ان هناك من يريد جعلها حكراً على قصص الجزر والافوكاتو،فيما هي كبيرة جداً وتصل في المحصلة الى مئات الملايين من الدولارات سنوياً،مابين السلع الغذائية،وغير ذلك من سلع يتم جلبها الى الاردن،او جلبها واعادة تصديرها،وتلك السلع التي يتم ارسالها الى فلسطين المحتلة.

لا بد من آلية تكشف لنا اسماء المستوردين والمصدرين،واسماء مؤسساتهم،والبضائع التي يتاجرون بها،لاننا في حالات اخرى وفي دقيقة واحدة نجلب معلومات عن اي شخص او مؤسسة دون اي عوائق،وهذا يطرح السؤال التالي:هل تحظى عمليات المتاجرة مع اسرائيل بحماية تحول دون الوصول الى هذه المعلومات التفصيلية حول هذه النشاطات؟!.

اذا عدنا الى حكايات التطبيع في مصر،فقد ثبت مراراً ان بعضها مقصودا،لإيصال مواد ذات آثار سمية وكيماوية بطيئة،تؤدي الى ايذاء الناس،وهذا يقول ايضا ان ما يتم استيراده من اسرائيل ليس مجرد سلعة عادية،اذ قد تحمل معها عناصر اخرى لإيذاء الناس.

المطبعون يعملون في الظلام لأنهم يعرفون انهم يمارسون فعلا خيانياً،ولولا ذلك لأشهروا انفسهم وتجارتهم،لكنهم يعرفون ان مصيرهم الحرق الاجتماعي والفضائح على كل المستويات،ويكفيهم شعورهم اذ ينظرون الى وجوه اولادهم واحفادهم التي تربت على قرش الاحتلال،ومن دم الشعوب المذبوحة هنا وهناك.

كل اشكال التجارة في الاردن علنية،باستثناء المتاجرة مع اسرائيل،فهي سرية،ومكتومة،وهذا يفرض علينا جميعاً ان نفتح ملفات هذه المتاجرة،وان يتم التشهير بهؤلاء علنا،دون حساب لأي كلفة،وان يتطوع من يعرف شيئاً،بتقديم المعلومات الى لجان مقاومة التطبيع،والى وسائل الاعلام ايضاً.

المستهلك عليه واجب التنبه الى مصدر ما يشتريه من بضائع مختلفة،ومن فواكه وخضار،ومن سلع اخرى،خصوصا،ان الاختراق يشمل مئات الاصناف والمواد المختلفة،ولايقف عند حد معين،حتى لايتحول المستهلك الى شريك في هذه الجريمة.

لم تصبح اسرائيل قوية،لولا انها وجدت من يخدمها من بين أبناء هذه الأمة!!.

maher@addustour.com.jo