بسكويت .. وشاي
لن أحدثكم أن أشهر بسكويتة بالتاريخ..أقصد، طبعا، بسكويتة ماري انطوانيت التي اعتقد اصلا انها بسكويتة مزيفة اخترعها الثوار كأحد متطلبات الثورة العنيفة آنذاك…وقد جاءت ضمن عبارة نقلت على لسان ماري أنطوانيت تقول: (لماذا لا يأكلون البسكويت)، ردا على الجياع الذين كانوا يطالبون بالخبز عشية الثورة الفرنسية.
ما علينا!! اتحدث عن بسكويتة الفقراء الأردنيين ، عني وعنك وعنهم…. إنها خمسُ حبات بسكويت – كما أذكر- تباع بشلن كامل في مجموعة مجلتنة ، بلا اسم مصنع ، ولا تاريخ صنع ولا انتهاء ولا عنوان ، لكأنها ولدت من العدم . وقد كنا نأكلها مع الشاي، على سبيل التنويع ، كلما سمحت لنا الأوضاع المالية .
كان السيناريو يتكرر دائما ….كاسة الشاي يد تحمل بسكويتة واحدة يتم غمسها بالكأس للتطرية والتنكيه..غالبا ما كانت البسكويتة تطرى أسرع من المتوقع، فتتفتت، أو تشرع بالتفتت، ولغايات حفظها من الوقوع في قعر الكاس، كانت اليد تحمل بسكويتة أخرى لدعمها حتى لا تقع ، فتتفتت البسكويتة الثانية ، فتدعمها بثالثة فتقع معها..بعدها كان صاحب اليد يضطر الى شرب الشاي
..بالملعقة.
هكذا نحن حتى ساعة إعداد هذا البيان ..نصحح الخطأ بالخطأ من برلمان 1993 حتى برلمان الثقة المنقوصة.
وهذا ينطبق على كل مناحي حياتنا ، ومن يريد أن ينجو من مصير البسكويتة، فعليه أن يتبع شعار الست ليلى نظمي التي تغني : ما أشربش الشاي؛ أشرب آزوزة أنا.
– نحل مشاكلنا الاجتماعية بالجاهات العشائرية؛ التي تؤجج ولا تحل المشكلة حتى تنهار جميع بسكويتاتنا في القعر.
– نلبس الفشل الاقتصادي فشلا اقتصاديا آخر ، ونعفو عن الفاسدين تحت شعار(عفا الله عما مضى) فيصير الفاسد اكثر فسادا وتغوّلا، بانتظار عفو(عما مضى) آخر وآخر وآخر.
بإمكانك عزيزي القارئ استكمال القائمة ، بينما أنهمك انا في محاولة إنقاذ بسكويتتي الخامسة ..والأخيرة.
ghishan@gmail.com