عاجل

جامعة إربد الأهلية تُحيي اليوم الدولي للغة العربية باحتفال حافل بالفعاليات والأنشطة الثقافية والفكرية

وكالة الناس – برعاية الأستاذ الدكتور ماجد أبو زريق رئيس جامعة إربد الأهلية، أقامت كلية الآداب والفنون/ قسم اللغة العربية، حفلاً بمناسبة اليوم الدولي للغة العربية، بحضور الأستاذ الدكتور غسان الشمري/ نائب رئيس الجامعة، والدكتور كريم أبو سمهدانة/ عميد كلية الآداب والفنون، والدكتور محمد العفيف/ رئيس قسم التصميم والتواصل البصري، وعمداء الكليات، وجمع كبير من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية، وطلبة الجامعة، في مدرج الكندي.

وألقى الأستاذ الدكتور ماجد أبو زريق/ رئيس الجامعة راعي الحفل كلمة قال فيها: يُسعدني ويَشرفني أن أرحب بكم اليوم في رحاب جامعتكم، احتفالًا باليوم العالمي للغة العربية، هذه اللغة الخالدة التي ارتبط تاريخها بثقافة أمتنا وهويتنا وفكرنا وحضارتنا، والتي شكّلت عبر العصور وعاءً للعلوم والمعرفة، وجسرًا للتواصل بين الشعوب والثقافات.

إن اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل هي روح الأمة وذاكرتها وهويتها، هي لغة القرآن الكريم، ومنبع الفخر والاعتزاز، وحاضنة للإبداع الفكري والأدبي والعلمي، ومن هنا تأتي أهمية الاحتفاء بهذا اليوم لتعزيز حضورها في حياتنا اليومية، وترسيخ قيمها في نفوس طلبتنا، والارتقاء بمهاراتهم في استخدامها قراءة وكتابة وفهمًا وإبداعًا.

وجامعة إربد الأهلية، إذ تحتفل اليوم بهذه المناسبة، تؤكد التزامها برسالتها الثقافية والتعليمية، وحرصها على دعم اللغة العربية علميًا وبحثيًا، من خلال برامجها الأكاديمية وورشها وأنشطتها التي تُعزز الفكر الإبداعي والبحثي لدى الطلبة، وتُقرّبهم أكثر من جماليات لغتهم، وتاريخها العريق، ودورها في تشكيل مستقبل المعرفة.

وأتوجّه بخالص الشكر لكل الجهات المنظمة، ولكل من أسهم في إعداد هذه الفعاليات، من أعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية والطلبة، لما بذلوه من جهدٍ كبير يليق بقيمة هذا اليوم وخصوصيته. كما أشكر ضيوفنا الكرام والمشاركين جميعًا، راجيًا من الله أن تكون هذه الفعاليات إضافة نوعية تُغني عقول طلبتنا، وتفتح أمامهم آفاقًا جديدة للإبداع والتفكير، وأدعو طلبتنا إلى التمسك بلغتهم، والاعتزاز بهويتهم، والانفتاح على العالم بثقة، فالعربية ستبقى لغة للفكر والعلم والجمال مهما تبدّلت الظروف وتغيرت الأزمنة.

والقى الدكتور عمران الطويل/ رئيس قسم اللغة العربية وآدابها في الجامعة كلمة قال فيها: في وقت أصبحت فيه التقنية هي لغة العصر السائدة، تتأمل لغتنا العربية حاضرها بقلق وتنظر إلى مستقبلها بأمل، فحالها اليوم يتأرجح بين إرث حضاري عريق وتحديات رقمية طارئة، تحديات حقيقية تهدد حضورها الفاعل لاسيما في المجال الرقمي، فجوة رقمية هائلة حال مؤشرها 3-5% فقط من إجمالي المحتوى العالمي على شبكة الانترنت، في حين لا تتعدى المشاركة العربية على محركات البحث الدولية 8% في عام 2020 وتشير لبعض النمو البسيط حتى عام 2025، إذ يعاني تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للغة العربية من نقص كبير في البيانات الضخمة المنظمة والموارد اللغوية المفتوحة المتاحة مقارنة بلغات أخرى، وصعوبات أخرى متعلقة بالنصوص العربية وبمعالجة الآلة لها وفهمها بدقة.

وأضاف، رغم هذه التحديات يُشكل الذكاء الاصطناعي باب أمل رئيسي لتعزيز حضور العربية وتطويرها فهو ليس تهديدًا بل أداةً قويةً يمكن توظيفها لخدمة اللغة وإحداث طفرة في التعامل معها عبر عدة مجالات، مثل تطوير برامج لتصحيح الأخطاء النحوية والإملائية وتحسين الأسلوب تلقائيا، والمساعدة في توليد نصوص عربية وتطوير نماذج لغوية متقدمة قادرة على فهم الفصحى واللهجات مثل أطلس شات الذي تم تطويره لفهم اللهجة المغربية والتحدث بها، فمستقبل اللغة العربية في عصر الذكاء الاصطناعي مرهون بقرارين استراتيجيين: الأول: الاستثمار في الرقمنة والبيانات: من رقمنة التراث العربي الهائل وبناء قواعد لغوية ضخمة ومفتوحة فهذا هو الوقود الذي سيدفع بتقنيات الذكاء الاصطناعي قدمًا، والثاني التكامل بين التخصصات: إذ لابد من تعاون وثيق بين اللغويين الذين يفهمون عمق اللغة العربية والمتخصصين بالحوسبة والذكاء الاصطناعي الذين يمتلكون أدوات العصر لصناعة حلول تناسب خصوصية العربية.

وقدمت الدكتورة عهود أبو جاموس/ قسم اللغة العربية في الجامعة، كلمة قالت فيها: يحتفي قسمُ اللغةِ العربيةِ وآدابِها بجامعةِ إربدَ الأهليةِ باليومِ العالميِّ للُّغةِ العَرَبيَّةِ، الذي يجيءُ في الثامنِ عشرِ من كانونِ الأولِ/ ديسمبر من كلِّ عامٍ، وحَريٌّ بنا، نحن أبناءَ العربيةِ اليومَ، أن نقفَ وِقفةَ إجلالٍ في يومِ احتفائِها الخالدِ، بأقلامِنا وإعلامِنا، فننتجُ بلغتِها المنتَجَ العلميَّ، ونبتكرُ من مشتقاتِها الدلالةَ والمصطلحَ الذي يُحققُ الشيوعَ والانتشارَ دونَ عناءٍ، وحريٌّ بنا أن ننشرَ عنها ما يبرهنَ على بقائِها لغةً نابضةً حيَّةً، ولنضاعف المحتوى الفكريَّ والثقافيَّ العربيَّ على الشبكةِ العنكبوتيةِ العالميَّةِ، وحريٌّ بنا أن نقيمَ لأجلِها الندواتِ والمحاضراتِ والأمسياتِ في مؤسساتِنا الأكاديميَّةِ والثقافيَّةِ وفي ملتقياتِنا ومَجامِعِنا العلميَّةِ ومدارسنِا وشوارعنِا وفي دورِنا وبين أبنائِنا.

ويُشار إلى أن برنامج الحفل قد اشتمل على تقديم قصيدة بعنوان (العربية) القاها الشاعر الدكتور محمد المحاسنة، والتي نالت اعجاب الحضور، وتقديم عرض فيديو لمقابلات مع أعضاء الهيئة التدريسية والطلابية حول اللغة العربية في عيون أبنائها، وقدم الطالب مجد مالك خضر قصيدة من منظومة قُطرب في المثلثات، وتم تقديم فقرات متنوعة إبداعية لطلبة قسم اللغة العربية، حيث قدم الطالب خزامة المصري فقرة في فن الخاطرة، والطالب شاكر مقدادي فقرة للقصة القصيرة، والطالبة أسماء أبو دلوع فقرة شعرية، والطالبة آية الصوالحة فقرة روائية، والتي كانت باشراف الدكتور حمزة العيسى/ قسم اللغة العربية.

وعلى هامش فعاليات الحفل فقد قام الأستاذ الدكتور ماجد أبو زريق/ راعي الحفل، بافتتاح معرض الخط العربي في باحة كلية الآداب والفنون، والذي نَظم له قسم التصميم الجرافيكي في الكلية، وقام خلاله بتقديم شكره وتقديره لكلية الآداب والفنون والمشاركين في المعرض، لما احتواه من العديد من اللوحات الفنية الخطية الكتابية والرسومات الفنية.

ويشار إلى أن برنامج الحفل قد بدأ بالسلام الملكي، وترتيل آيات من الذكر الحكيم رتلها الطالب احمد المصري، وقام راعي الحفل بتسليم درع الجامعة التذكاري للمشاركين الحفل، وعدد من الشهادات التقديرية للطلبة.