0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الصراع الروسي – الغربي من جديد

بين نفي علي لاريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني، منح روسيا قاعدة جوية على الأراضي الإيرانية، وتصريحات وزير الدفاع الجنرال دهقان بأن البرلمان لا علاقة له بمنح أو عدم منح روسيا قاعدة جوية في نوجه بهمدان، ومن غير المستبعد منحها المزيد من القواعد.. بين النفي والتأكيد، تصرُّ حكومة طهران على أن الموضوع موقوت، ولا يقدم إلا التسهيلات اللوجستية.. وهو ما يسمى بالمخرج النظري الذي يتطابق مع حدّة النقاش البرلماني فقد نبّه النائب حشمت الله فلاحي واثنان وعشرون نائباً «الحكومة» بانذار دستوري «لانها تنتهك المادة 146 من الدستور الذي ينص على منع وجود قواعد عسكرية أجنبية على الأراضي الإيرانية ولو لأهداف سلمية.

هناك الآن في طهران بلبلة حقيقية حول هذا الموضوع:

– فالكلام عن اختصار قاذفات توبوليف 22 وسوخوي 34 لمسافة 800 كيلو متر للوصول من روسيا إلى أهدافها في سوريا هو كلام مضحك، لأن لروسيا قاعدة جوية في حميميم داخل سوريا، وحميميم متصلة بقواعد بحرية على طول الساحل السوري.

– والكلام عن مهبط، وتزويد الطائرات لوجستياً هو أيضاً كلام مضحك، فالطائرات بحاجة إلى قذائف بكثرة لأن طلعاتها متكررة، وبحاجة إلى ورش صيانة ومهندسين وفنيين، وهؤلاء بحاجة إلى جانب الطيارين إلى أمكنة اقامة وترفيه. ثم أن القاعدة بحاجة إلى مئات من جنود الحراسة، ذلك أن الروس لا يثقون إلا بجنودهم وفنييهم ومسؤولي المخازن والطباخين.. وغيرهم الكثير.

– الخبراء في موضوع القواعد يقولون: إن هكذا قاعدة روسية تحتاج إلى أكثر من عام لتكون جاهزة للعمل. إذن فهناك اتفاق قديم بين الروس والإيرانيين.

وإذا أخذنا سلوك الروس العسكري في الأزمة السورية فهو لا يختلف عن السلوك الإيراني. فقد سمعنا من الروس بأن مهمتهم شارفت على الإنتهاء في سوريا، وأنهم سحبوا الجزء الأكبر من طائراتهم من مطار اللاذقية العسكري. وهذا تصريح مراوغ، أولاً لأن المهمة لم تنته، ثم لأن الطائرات القاذفة زادت كثيراً على التي كانت موجودة قبلاً. ثم أن مطار حميميم تم تطويره ليصبح قاعدة جوية روسية بمواصفات القواعد الروسية.

وما يمكن أن نفهمه من كل هذا هو أن الروس يوسّعون مداهم الاستراتيجي العسكري في المنطقة المشتعلة رداً على توسع الحلف الأطلسي في شرق أوروبا وعلى الحدود الروسية. وقد تكون جمهوريات البلطيق احدى المناطق المرشحة للصدام بعد أوكرانيا وقبلها جورجيا.. ودائماً شيشينيا والقفقاس.

روسيا أصبحت القطب المواجه للولايات المتحدة وسلوكه الآن يذكرنا بالخمسينيات ومطلع الستينيات حين وصلت الحرب الباردة إلى نقطة الحرب النووية.

لقد طرح خروتشيف شعار التعايش السلمي ووافقه كينيدي في قمة فيينا، وفي هذه الأثناء كان خروتشيف يعد قاعدة صواريخ في كوبا.. تبعد عن البر الأميركي تسعين كيلومتراً فقط.