ايلان وعمران .. براءة في وجه الطغيان”فيديووصور”
وكالة الناس – عندما تتحول البراءة الى اجترار للاحزان والطفولة الى مرتع الطغيان .
في مساكن الرعب وعلى جسر رفيع بين الحياة والموت، يتحرك أطفال سوريا في شوارعها وأزقتها يتوقعون مع كل ضربة قدم لأرجلهم النحيلة على الأرض أن يسبقها رصاصة وربما صاروخ أو برميل بارود.
حلب التي شاب أطفالها من ويلات الدمار والحروب التي اندلعت منذ خمس سنوات في سوريا حتى الآن، استيقظ العالم اليوم على فيديو للطفل السوري عمران دقنيش، الذي تم إنقاذه من وسط الأنقاض عقب القصف العنيف، الذي ضرب أحد المباني في المدينة.
«عمران دقنيش» طفل في عامه الخامس، جاء إلى الدنيا ولا يعرف سوى أصوات الرصاص والقصف، واستقر به الحال داخل عربة إسعاف بعد أن تم إنقاذه من تحت الانقاض.
حيث أذاعت صفحة مركز حلب الإعلامي على «فيس بوك»، فيديو لأصوات تتسارع للبحث عن ناجين وسط الأنقاض، بينما يحمل عمران شخص ويدخله إلى سيارة إسعاف لمحاولة إنقاذه عقب القصف العنيف.
جلس الطفل الذي شاب قبل أوانه على كرسي داخل سيارة الإسعاف وعلامات الذهول على وجهه ثم حاول بيده اليسرى مسح الغبار فاكتشف الدماء، مشهد يعكس للعالم أجمع كيف شاب أطفال سوريا، وبدون أن يصرخ قام بمسح دمائه.
هيئة الإذاعة البريطانية، قالت إن الطفل «كان نقطة نقاش العديد من وسائل الإعلام، الذين وصفوا تعابير وجهه كرمز للأهوال، التي تحدث في مدينة حلب بشكل يومي».
وذكرت أن فيديو عمران كان الأكثر انتشارًا في وسائل الإعلام الغربية، لافتة إلى أن صورته تداولها مستخدمون ناطقون باللغة الإنجليزية بشكل كبير.
صحيفة «تليجراف» البريطانية أكدت أن حوالي 12طفلًا آخرين جميعهم تحت سن 15 عامًا تم علاجهم، جراء القصف، الذي ضرب حلب، لافتة إلى أن عمران أصيب مع 4 أطفال آخرين وامرأة واحدة و 2 من الشبان، وفقًا لطبيب في حلب.

لم يكن الطفل عمران حديث العالم، بل سبقه الطفل السوري الغريق إيلان كردي الذي لم يتجاوز الثالثة من العمر، مات غرقاً وصعقت صورته على شاطئ تركي ضمير العالم، بعد أن وجده شرطي تركي، حيث كان برفقة والديه وأخيه فيما كانوا يحاولون الوصول إلى اليونان بواسطة قارب صغير انطلق من سواحل تركيا وهو محملاً باللاجئين السوريين الهاربين من جحيم الحرب الأهلية، ولقد توفي بعد أن إنزلق من يد والده عقب انقلاب القارب في عرض البحر، وتوفي معه في الحادث والدته وأخوه في حادث مأساوي هز العالم أجمع وأعطى بعداً آخر لمعاناة اللاجئين في كل مكان.
خمس سنوات على الحرب السورية، والنتيجة طفولة لا تعرف سوى أصوات النيران والمقاتلات الحربية والدمار، طفولة شابت قبل أوانها، وتفرقت بين جريح وقتيل وغريق ومشرد.


