سكايب المنافس القوي للاتصالات التقليدية
بدأت فكرة سكايب كمشروع طموح لمبرمجين سويديين اعتادا على تبادل الملفات الموسيقية فيما بينهما عبر الإنترنت وكان يرغبان في تجربة إمكانية إجراء المكالمات الهاتفية عبر الشبكة العنكبوتية، فخرجا ببرنامج سكايب الذي يستخدمه حاليا أكثر من نصف مليار شخص.
في البداية أطلق المبرمجان نيكلاس زينستروم ويوناس فريس مشروعا مبدئيا يحمل اسم “كازا” يعتمد على تقنية الاتصال المباشر بين جهازي حاسوب لتبادل ملفات الموسيقى ومقاطع الفيديو والتطبيقات، وقد حق هذ البرنامج نجاحا قويا.
وتطرق فريس إلى مشروع “سكايبير” أول مرة بمقابلة مع صحيفة دانماركية أواخر 2002. وكلمة “سكايبير” تدمج كلمتي “سكاي” أي السماء، و”بير تو بير” أو الند للند التي تعني الاتصال المباشر بين جهازي حاسوب، وقد عبر فريس بحديثه آنذاك عن اعتقاده بأن هذا المشروع “يملك مقومات النجاح القوي الذي حققه كازا”.
وفي وقت لاحق تحول سكايبير إلى سكايب، وتم تسجيل موقع إلكتروني بهذا الاسم في 23 أبريل/نيسان 2003، وفي 29 أغسطس/آب من العام نفسه أزيح النقاب عن أول نسخة على الإطلاق من برنامج سكايب، وكان المبرج الأستوني أهتي هينلا يتولى معظم أعمال البرمجة الخاصة بخدمة سكايب.
ويتحدث زينستروم عن البداية الصعبة لسكايب بقوله إنه استغرق نحو عام لجمع المال اللازم للبرنامج، الذي تجاوز بنجاحه “كازا” في حين اختفى الأخير في وقت لاحق ولم يعد له وجود.
بزوغ سكايب
وبدأت خدمة سكايب بالانتشار وأحدث نجاحها تغييرا بصناعة الاتصالات اللاسلكية، وقاومته كبرى شركات الاتصالات بالعالم، حيث حاولت حجب إشارة الخدمة وأثارت قضية المعاملة العادلة بالنسبة لتداول الأنواع المختلفة من البيانات عبر الإنترنت، وهي مسألة ما تزال محل نزاع قضائي أمام المحاكم.
وتتميز الاتصالات عبر سكايب بأنها مشفرة تتم باستخدام تقنية تحافظ الشركة على سريتها، وهو ما أضفى على الخدمة شعبية متزايدة من جانب الراغبين في حماية خصوصيتهم، حيث وصل عدد مستخدميها إلى مليون شخص بعد مرور نحو عام على إطلاقها.
ومع هذا النجاح كان لابد لشركات التقنية أن تسعى للاستحواذ على هذه الخدمة، فاشترتها أول الأمر عام 2005 شركة “إي باي” للتجارة الإلكترونية نظير 3.1 مليارات دولار، لكنها لم تحقق من ورائها النجاح المأمول، فباعتها مرة أخرى عام 2009 لمجموعة “سيلفر ليك” الاستثمارية، التي باعتها بدورها إلى شركة مايكروسوفت عام 2011 ولكن هذه المرة نظير 8.5 مليارات دولار.
وتتيح خدمة سكايب للمستخدمين التواصل فيما بينهم عبر إجراء محادثات صوتية أو محادثات فيديو أو تبادل الملفات، أو عقد مؤتمر فيديو، كما يمكن إجراء اتصالات هاتفية من سكايب إلى شبكات هاتف تقليدية أو هواتف خلوية ولكن مقابل رسوم.
ومن الجدير ذكره أن مايكروسوفت تملك قسما خاصا بسكايب في لوكسمبورغ، ومعظم أعضاء فريق التطوير ونحو 44% من إجمالي الموظفين بهذا القسم يوجودون بمدينتي تالين وتارتو الإستونيتين، وقد بدأت لشركة الأميركية بأبريل/نيسان الجاري ترحيل جميع مستخدمي خدمتها للمحادثة “ويندوز لايف ماسنجر” إلى سكايب. كما قررت أن تدمج معها أيضا خدمة الاتصال والدردشة “لينك” المخصصة للشركات.