إنهم يبنون الأردن
اتمنى أن أكون من سكان مدينة قصية ولتكن السرحان!. حين اقرأ خبراً عن افتتاح وزير البلديات لعدد من المشاريع الاستثمارية والخدمية في المدينة البعيدة عن عمّان، فالوزير يقول إن نفقات البلدية خلال الثلاث سنوات الماضية وصلت إلى خمسة ملايين دينار.. على المشروعات الخدمية وحدها .
وهناك ما هو أهم:
– فقد طرحت الوزارة عطاء لتنفيذ منطقة حرفية بقيمة 600 ألف دينار، لتنشيط الحركة الاستثمارية، وتعزيز موارد البلدية.
– افتتاح مصنع منسوجات في سما السرحان تعمل فيه 300 فتاة من المنطقة، بالإضافة إلى مبنى مصنع جديد في مغيّر السرحان يستوعب 300 فتاة اضافية، وافتتاح مخازن تجارية وقاعة اجتماعات وملعب كرة قدم سداسي في جابر السرحان .
– رئيس البلدية الفخور بإنجازات السرحان يتحدث عن شراء آليات بكلفة 625 ألف دينار، وخلطات اسفلتية بكلفة بلغت مليونين و300 ألف دينار.. وغيرها الكثير.
نتمنى أن يكون عرار حيّاً ليشهد ما يجري في بلد عوفة (أم صايل)، حبيبته وزوجته. فالسرحان بقراها الموزعة حول بعضها تشهد حالة نهوض حضاري خارج حالة التذمر التي يعيشها الأردنيون في المدن. فقد كان عرار يهرب من أجواء المدن – أية مدن وقتها؟ – إلى الأرياف والمضارب، ويتمنى أن يكون يملك سرح غنم لدى قوم عوف.. السرحان.
لقد كنا نقول دائماً: تحب أن ترى الأردن بكل جمالياته وعظمة شعبه؟: اخرج خارج المدينة واجلس مع الناس في ظل شجرة أو تحت بيت شعر صغير. لتكتشف بلدك الحقيقي. فماذا إذا صار في السرحان مصانع نسيج، وصارت طرقها مسفلتة وصار لبلديتها قاعة اجتماعات وملعباً وحديقة عامة.. ومنطقة حرفية نتمنى ان نسميها مدينة صناعية.
لقد عملت عكس ما أقوله. فقد تركت جيرة البلوط في الكمالية، وعدت إلى عمّان. وكنت اعتقد أن انتقالي سيستنزف كل طاقتي الباقية. لكنني انتقلت: فأما الروح فطالبه وأما الجسد فعاجز.
.. السرحان حصلت على الدرع الذهبي للتميّز.. مبروك.