الأفوكادو: مستودع مضادات الأكسدة والدهون الصحية

وكالة الناس – على الرغم من أن ثمار الأفوكادو قد لا تكون الفاكهة الأكثر شيوعاً، إلا أنها تحمل في طياتها مزيجاً فريداً من الخصائص الفيزيائية والكيميائية والغذائية والصحية التي تجعلها ذات أهمية بالغة لصحة الإنسان.

فالأفوكادو يُعتبر من الأطعمة المتميزة حقاً نظراً لغناه بالمركبات الحيوية التي تقدم حماية شاملة ضد العديد من الأمراض.

التركيبة الغذائية الفريدة للأفوكادوأوضحت الدكتورة ناهد عطا، الباحثة بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن ثمار الأفوكادو تتميز بكونها مستودعاً ضخماً لمضادات الأكسدة الطبيعية، بالإضافة إلى احتوائها على نسبة عالية من الألياف الضرورية لوقاية الجسم. كما أنها تُعد مصدراً ممتازاً لمجموعة واسعة من الفيتامينات الأساسية مثل فيتامينات (A, B, C, E).

إضافة إلى الفيتامينات، تزخر ثمار الأفوكادو بالعديد من العناصر المعدنية الهامة لنمو الجسم ووظائفه الحيوية، ومن أبرزها: البوتاسيوم (K)، والمنغنيز (Mn)، والمغنيسيوم (Mg)، والزنك (Zn)، والنحاس (Cu)، والحديد (Fe)، والفسفور (P)، والكالسيوم (Ca)، والصوديوم (Na)، إلى جانب السيليكون (Si). ولعل السمة الأبرز للأفوكادو تكمن في محتواه العالي من الدهون الصحية أحادية عدم التشبع، وأهمها حمض الأوليك ($C_{18}H_{34}O_2$) وحمض البالميتوليك ($C_{16}H_{30}O_2$)، وهي دهون تُعرف بفوائدها الجَمَّة للجسم.

فوائد صحية متعددة لثمار وزيت الأفوكادو
تترجم هذه التركيبة الغذائية الغنية إلى قائمة طويلة من الفوائد الصحية التي يقدمها الأفوكادو وزيته:
صحة القلب والشرايين: يحتوي زيت الأفوكادو على نسب عالية من الدهون الصحية أحادية عدم التشبع (حيث تبلغ نسبة حمض الأوليك $C_{18}H_{34}O_2$ حوالي 54.60%، والبالميتوليك $C_{16}H_{30}O_2$ حوالي 11.61%)، مما يساهم في الحفاظ على صحة القلب. كما أن محتوى الثمار من فيتامين (E) وفيتامين (B) وحمض الفوليك والجلوتاثيون يحد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

تنظيم الكوليسترول: يتميز زيت الأفوكادو بارتفاع تركيز مركب البيتا-سيتوستيرول (B-sitosterol)، والذي يبلغ 76.4 ملليغرام لكل 100 غرام.
وقد ثبت أن هذا المركب فعال للغاية في خفض مستوى الكوليسترول الكلي (TC)، والكوليسترول الضار (LDL)، والجليسريدات الثلاثية (TG)، مع رفع مستوى الكوليسترول النافع (HDL) في الدم.

التحكم في ضغط وسكر الدم: يحتوي الأفوكادو على نسبة عالية من عنصر البوتاسيوم (K)، حيث تبلغ حوالي 9114 جزءاً في المليون، وهو عنصر أساسي يساعد في تنظيم مستويات ضغط الدم. وفيما يتعلق بسكر الدم، فمحتوى الثمار من الألياف القابلة للذوبان، وكذلك الدهون الصحية أحادية عدم التشبع في الزيت، يساعد في تنظيم مستويات السكر عبر عمله على عكس اتجاه مقاومة الأنسولين.

خصائص مضادة للالتهاب: يحتوي كل من ثمار وزيت الأفوكادو على نسبة عالية من المركبات المضادة للأكسدة، مثل البوليفينولات (Polyphenols) والفلافونويدات (Flavonoids)، وهي مواد طبيعية ذات خصائص قوية مضادة للالتهابات.

دعم صحة العين والوقاية من التشوهات: الأفوكادو مصدر غني بصبغة اللوتين، التي تلعب دوراً هاماً في الحماية ضد اعتام عدسة العين والعمى. كما أن احتوائه على نسبة عالية من حمض الفوليك يساهم في تقليل خطر الإصابة بالعيوب الخلقية ويقلل من خطر السكتات الدماغية.

منع الأمراض المزمنة وتعزيز التمثيل الغذائي: تعتبر العناصر الغذائية الغنية في الأفوكادو، مثل (K, Mn, Mg, Si, Zn, Cu, Fe, P, Ca, Na)، أساسية للنمو وتساعد في منع مشاكل الغدة الدرقية وتقلل من خطر الإصابة بمرض الزهايمر والسرطان. كما أن زيت الأفوكادو غني بالفيتامينات الذائبة في الدهون (A, D, E, K)، وهي فيتامينات ذات أهمية بالغة في عمليات التمثيل الغذائي (الأيض) في جسم الإنسان.

مكافحة السمنة وأمراض الشريان التاجي: يساهم المحتوى العالي لزيت الأفوكادو من أوميغا 9 (حمض الأوليك) وحمض البالميتوليك ($C_{16}H_{30}O_2$) في الوقاية من أمراض الشريان التاجي ويساعد في منع السمنة. إن الأفوكادو وزيته ليسا مجرد إضافة غذائية، بل هما ركيزة صحية شاملة، تقدم للجسم مجموعة متكاملة من المغذيات الحيوية التي تعزز الوقاية من الأمراض المزمنة وتحسن جودة الحياة.