عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الديمقراطية والرقيّ؟

تتسع حالة عدم اليقين، كلما اقتربنا من مرحلة الترشيح للانتخابات النيابية، ونشر اسماء قوائم المرشحين وهذا دليل واضح على ان الحياة النيابية ليست قانوناً، او شفافية حكومية، او أحزاباً وصل عددها الى الخمسين حزباً وانما هي ثبات وتقاليد واحزاب فاعلة لها جماهيرها وبرامجها، ورؤيتها الواضحة لمستقبل شعبنا وحياته ومصيره.

القانون الجديد الذي يمكن تلخيصه بنسبية المحافظة، خرج من باب الصوت الواحد، ليدخل من شباك الصوت الواحد. واذا كنا صادقين مع انفسنا فاننا كان يمكن ان نضيف للمعادلة: صوت واحد لمقعد واحد كلمة واحدة هي الدائرة الواحدة وبذلك نصل الى حالة بريطانية تقريباً، لكن دون ان نصل الى الحزبية البريطانية.

هناك اسباب كثيرة لفقدان ثالثة الاثافي في القانون وهي: الدائرة الواحدة بعد الصوت الواحد للمرشح الواحد. ونحن لسنا بصدد مسّها، لئلا نتهم بالاقليمية. فالناس في بلدنا حسّاسون بشكل مرضي. والتوتر يضيف الى الحساسية الزائدة هذه المرضية التي تصل الى حد.. التمزق الأخلاقي.

والحالة الانتخابية مع كل ضبابيتها، وعدم وضوح استقراء الناس لنتائجها ليست سيئة، فعلينا ان نتعود الذهاب الى صناديق الاقتراع، بعد شهر لانتخابات النواب، وبعد ثمانية اشهر للبلديات، ثم لمجالس المحافظات، فلما انتخبنا اكثر كلما فهمنا روح الديمقراطية، فالهند اكبر ديمقراطية على وجه الارض تأخذ شكلها المتواضع بملايين الناس الذين لا يتكلمون لغة واحدة، ولا تجمعهم اصول واحدة، ولا ثقافات واحدة يصطفون امام مراكز الاقتراع ويقبلون بالنتائج مهما كان تطرّف الفائزين.

فالهند الامة: تجمعها الديمقراطية مع الاحترام للقاعدة القومية العربية في تعريفها للامة بانها اللغة والتاريخ (والدين احياناً) والآمال والتقاليد الواحدة، فهذا التعريف لم يكن عمليا ابداً، رغم انه نسخة مطابقة لكتاب غاريبالدي (البعث) فيلسوف الوحدة الايطالية.

لم يكن البعث الهندي كما تصوّره المهندس غاندي، وقاده جواهر لال نهرو إلا عبر الديمقراطية التي استوعبت كل الطوائف واللغات والمواطن والاديان، وقد كاد المهاتما غاندي يموت في صيامه الاخير احتجاجا على صدامات الهندوس والمسلمين، وتمزّق الهند القارة لتكون باكستان من مسلمي باكستان الغربية وباكستان الشرقية (بنغلاديش بعد انفصالها) امام هند موحدة تضم الان مسلمين اكثر من مسلمي باكستان.

الديمقراطية قد لا تكون خلاصة الرقي الحضاري وإنما يمكن ان تكون صانعة له.