الأوضاع الصحية تتدهور بسرعة في الفاشر… أطباء السودان يدقون ناقوس الخطر
اطلقت شبكة أطباء السودان نداء استغاثة عاجلا بشأن الأوضاع المتردية في الفاشر، عاصمة شمال دارفور، التي سيطرت عليها مؤخرا قوات الدعم السريع.
محمد فيصل الشيخ، المتحدث الرسمي للشبكة، كشف عن تطورات مروعة على الصعيد الصحي، مؤكدا تعطلا شبه كامل أصاب المستشفيات والمرافق العلاجية داخل المدينة، التي كانت تمثل متنفسا أساسيا للمصابين والمدنيين الهاربين من وطيس المعارك.
الأزمة دخلت مرحلة التعدي المنظم
هذا واكدت شهادات على وقوع اعتداءات جسيمة طالت المرضى والكوادر الطبية على حد سواء لاسيما التحديات الهائلة التي تواجهها الفرق العلاجية القليلة المتبقية، التي تكافح لإنقاذ الأرواح في بيئة صراع متفاقم، ما يضع آلاف الأهالي العالقين في خطر وجودي.
وتتفق هذه التحذيرات مع التقارير الأممية التي نبهت مرارا من تحول الفاشر إلى “بؤرة للفظائع”، مشيرة إلى عجز المنظمات الإغاثية عن الوصول بسبب الحصار.
موجة اللجوء تتسارع والحكومة تستنفر لمواجهة الطوارئ
في الجانب الإنساني، ومع تسارع وتيرة الهروب من الفاشر والمناطق المتاخمة بدارفور وكردفان، تحولت محلية الدبة بالولاية الشمالية إلى الملاذ الرئيسي للفارين.
هذا التحول يأتي عقب سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، الأمر الذي غير موازين الصراع على الأرض.
الولاية الشمالية تستعد لمرحلة الاستجابة الواسعة
من جانبها، أوضحت منال مكاوي، وزيرة الشؤون الاجتماعية السودانية المكلفة بالولاية الشمالية، أن الولاية دخلت طورا جديدا يتطلب استجابة سريعة لأعداد المهجرين الفارين من العنف المتصاعد في غرب ووسط البلاد.
ولفتت مكاوي إلى أن الدبة، بحكم موقعها الجغرافي، أصبحت الآن الوجهة الأكثر أمانا التي يتجه إليها الفارون من دارفور وكردفان، وهما مسرح أعنف الاشتباكات.
وتعمل الجهات المختصة بالتعاون مع هيئات الإغاثة الدولية على توسيع القدرة الاستيعابية لمخيمات الاستقبال القائمة، في وقت تشير فيه البيانات إلى استضافة الولاية بالفعل لآلاف الفارين، مع العمل على إنشاء مراكز إضافية لمواجهة الأعداد المتوقعة في ظل استمرار الاضطرابات في الفاشر، الأمر الذي يزيد من مخاوف المجتمع الدولي من تكرار المآسي الإنسانية.
تتجسد الأزمة المتفاقمة في الفاشر في انهيار المنظومة الصحية والتجاوزات ضد الكوادر الطبية، يقابلها سعي محلي محموم في الدبة والولاية الشمالية للتخفيف من آلام الهاربين وتأمين متطلبات العيش الأساسية.
وتبقى التحديات جسيمة، خاصة فيما يتعلق بضمان وصول المعونات عبر ممرات إنسانية آمنة إلى أولئك المحاصرين داخل الفاشر نفسها.