طفـل «الركبان»: مسرحية استخبارية!
كان على بعض الذين إنضموا إلى «أوركسترا» مسرحية: «طفل الركبان» وألصقوا بالأردن أوصافاً جائرة وتُهماً شائنة وإفتراءات ما أنزل الله بها من سلطان أن يتريثوا قليلاً، هذا إنْ كانت نواياهم حسنة ولا هُمْ من أتباع فيلق الولي الفقيه الالكتروني الإعلامي ولا من مجندي المخابرات السورية وحزب نصر الله، وأن يدققوا في الأمور جيداً وأنْ يتأكدوا من صحة هذه الحكاية «الإفتراء» وأنه ليس لهذا الطفل الوهمي لا إسماً ولا عنواناً وأنهم إنساقوا مع مؤامرة إستخبارية هدفها أولاً: إبعاد الأنظار عمّا يجري في حلب من مذابح وتدمير بربري لم يفعل حتى النازيون مثله في الحرب العالمية الثانية وثانياً: تشويه دولة فتحت ذراعيها للأشقاء السوريين وبدون أي «مِنَّة» لأن هذا هو واجب الشقيق على شقيقه وبخاصة عندما تكون أوضاع هؤلاء الأشقاء في غاية الصعوبة والكارثية.
والمشكلة أنَّه حتى بعض الذين يحسبون أنفسهم على المعارضة السورية قد إنساقوا مع هذه الحملة ولم يوفروا بلداً شقيقاً بات يحتضن أكثر من مليون ونصف مليون من أبناء شعب عظيم، هو في حقيقة الأمر شعبنا، على الرغم من ظروفه الصعبة وأوضاعه الإقتصادية غير المريحة.. وهنا فإننا ندرك إنَّ أغلب الظن هو أن فيلق الولي الفقيه الإعلامي الالكتروني هو الذي قوَّل هؤلاء المعارضين ما لم يقولوه وهو الذي نفخ في هذه الكذبة.. إلى أن صدقها حتى بعض الطيبين وعلى طريقة وزير إعلام أدولف هيتلر الذي كان شعاره:»إكذب ثم إكذب واستمر بالكذب فسيصدقك الناس في النهاية».
لقد كان على بعض الطيبين الذين أنطلت عليهم هذه الحكاية «المفبركة» أن ينتظروا ما قاله الناطق بإسم القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي الذي قال وهو صادق في كل حرفٍ قاله: إنه لم يُطْلب من قوات حرس الحدود معالجة أي حالة وإن كل ما أشيع عن منع هذا الطفل من الدخول (إلى الأردن) هو عارٍ عن الصحة وهذا علاوة على أنه لم يتم التأكد من أنَّ الصور (التي تداولتها بعض مواقع التواصل الإجتماعي) تعود إلى هذا الطفل (المزعوم).. لأنه ليس هناك ما يشير إلى ذلك.
وهكذا فإنه كان على بعض الذين وظفوا أنفسهم كمروجين لحكاية «فبركها» فيلق الولي الفقيه الإعلامي الالكتروني، ومعه بالطبع المخابرات السورية، أن يتريثوا قليلاً ليعرفوا حقيقة هذه اللعبة الإستخبارية المشكوفة وليدركوا أنَّ هدف هذه الإثارة العاطفية هو إبعاد الأنظار والآذان عن المجازر التي يرتكبها نظام بشار الأسد ومعه أولياء أمره الإيرانيون والروس ضد أطفال حلب.. وبخاصة أطفال منطقة الفردوس الذين وصل بكاء وصراخ من بقي منهم أحياءً رغم جراحهم المرعبة إلى غيوم السماء.
إنها مجرد لعبة مخابراتية إستطاع تمريرها فيلق الولي الفقيه الألكتروني الإعلامي على السذَّج وعلى بعض الطيبين وتلقفها «المُتذيِّلون» لنظام بشار الأسد الذي واصل وعلى مدى خمس سنوات وأكثر إرتكاب المجازر الهمجية ضد أبناء الشعب السوري وتمزيق أجساد أطفال هذا الشعب بالقنابل العنقودية.. والواضح أن الهدف بالإضافة إلى التغطية على ما يجري في حلب هو إجبار الأردن على فتح أبوابه لنزلاء مخيم «الركبان» الذين ثبت بالأدلة القاطعة أنه تم «دسُّ» المئات، إن ليس الألوف، بينهم من إرهابيي «داعش» ومن حراس الثورة وحزب نصر الله وبعض الشراذم الطائفية التي تم إستقدامها من كل حدب وصوب .