نكتة إيرانية سمجة
يُكتب للرئيس المصري أنور السادات أنه أدخل الى مفهوم العقوبات العربي تهمة جديدة هي “ الغباء السياسي “ ولكنه لم ينجح بإدخالها في قانون العقوبات المصري أولا والعربي ثانيا بحكم قوامة مصر وعلو كعبها القانوني , ولو أكمل الرجل مشروعه لصارت التهمة مدرجة في القوانين الدولية وتم التعامل معها في المحاكم الجنائية الدولية .
التهمة مفصّلة بالمقاس على تصريح رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني “ علاء بروجوردي “ والذي يقول فيه ان مقاتلات إسرائيلية تربض في مطارات اردنية لضرب سوريا , فالمستشار لا يعرف في الجغرافيا ولم يسبق له ان فتح أطلسا او حضر حصة جغرافيا , لأن المسافة من قواعد الكيان العبري اقرب الى حدود الجولان من الحدود الاردنية السورية والكيان العبري لا يوجد لديه نفط فائض كما إيران كي ينفقه ولا يتوافر له رفاه الوقت لإضاعته في زرقة السماء , وسبق له ان ضرب اهدافا سورية وعراقية من حدود الجولان .
الهدف من التصريحات اثارة الشارع الاردني الرافض لكل اشكال العدوان الأجنبي على الدول العربية , والشعب الأردني مجرّب في مواقفه القومية وسبق له أن دفع اثمانا باهظة مقابل مواقفه القومية وكان لإيران دور بارز في معاقبة الشعب الاردني على قوميته ورفضه لغزو العراق , على عكس إيران التي تعاملت مع حلف الشيطان لتصفية الدولة العراقية او حارسة البوابة الشرقية , التي نحتفل بذكرى ميلاد احد ابرز فرسانها الشهيد صدام حسين .
مستشار الأمن القومي لم يسبق له ان خاض حربا واحدة ضد الشيطان الأكبر بل قام بعقد تسويات وصفقات معه منذ ايران غيت الى دخول العراق , وظلت ثقافته مربوطة بالحقد على العروبة والعراق , ويريد الآن ساحة لتصفية احقاده او تنفيذ سياسات الملالي , التي تدير حربا طائفية في العراق من أجل تصفية المشهد العروبي في بلاد الرافدين , ومستعدة من اجل برنامجها الايراني ان تسبح في بحر الدماء العربية للوصول الى غايتها .
المستشار القومي لا يعرف او يتقصد عدم المعرفة في طبيعة الطيران الإسرائيلي الذي يعتمد الغارة السريعة والخاطفة والتي تتحقق من خلال حدود الجولان وليس عن الحدود الاردنية , ولكنها ثقافة السواد التي انعكست على العقول الإيرانية في زرع الفرقة والفتنة بين الشعوب العربية , فالشعب الاردني يقف مع الدولة السورية ويرفض العدوان عليها وهو مجرب في ذلك ولا يحتاج لرأي المستشار الفصيح .
العالم العربي مفتوح الآن لكل الابواق الداخلية والخارجية بعد ان فقد العقل العربي سيطرته على الذات وانحاز الى عصر ما قبل الدولة بل ما قبل الحضارة في التعامل مع مجريات ربيعه القومي , وباتت عقول كثيرين مسكونة بالشائعة وقابلة لها رغم هشاشة منطقها , ناهيك عن تورط بعض العقول في البرنامج المضاد للربيع القومي بسوء نية ومقابل ثمن بخس .
الدولة السورية عمقنا القومي والاستراتيجي وشريان دمها موصول مع شريان دمنا , ولا نريد نصائح من دولة ومستشار ساوم على الدم العراقي والسوري والعربي عموما , بل ولغ في الدم العربي حتى سال الدم من اخمص قدميه , واذا كانت مصلحته النويية والملالية تفرض عليه الوقوف مع دمشق , فإن وقفتنا مع دمشق وحرصنا عليها نابع من عروبتنا ومن ترابط دمنا وليس لمصلحة او منفعة.
تصريحات مستشار الامن الايراني , لا تفتقر للعلم فقط بل تفتقر للذكاء وتحمل كل اركان جريمة الغباء السياسي -وللأسف- لا محاكم تدين مثل هذه الجرائم إلا وعي الشارع الأردني وفيه الكفاية .