عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

الملك لـ”بي بي سي”: فقدنا الثقة بنتنياهو.. والسلام هو السبيل الوحيد للاستقرار

وكالة الناس-حذّر جلالة الملك عبدالله الثاني من أن الشرق الأوسط سيكون في خطر كبير ما لم يتم التوصل إلى عملية سلام تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية.

 

وجاءت تصريحات جلالته في مقابلة حصرية مع برنامج “بانوراما” على قناة BBC، قبل مشاركته في قمة شرم الشيخ في مصر، التي تناقش خطة السلام المكونة من 20 نقطة التي طرحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل تحقيق الاستقرار في المنطقة.

 

وعقدت القمة في اليوم الذي أفرجت فيه حركة حماس عن آخر الأسرى الإسرائيليين الأحياء المحتجزين في غزة، مقابل إطلاق إسرائيل سراح مجموعة من الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.

 

وقال الملك “إذا لم نحل هذه المشكلة، وإذا لم نجد مستقبلًا للإسرائيليين والفلسطينيين، وعلاقة بين العالمين العربي والإسلامي من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، فإننا محكومون بالهلاك”.

 

وأضاف أن المنطقة شهدت محاولات سلام كثيرة فاشلة، وأن حل الدولتين – أي إنشاء دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جانب إسرائيل – هو الحل الوحيد الممكن.

 

وأوضح قائلاً “آمل أن نعيد الأمور إلى مسارها، ولكن ضمن أفق سياسي واضح، لأن عدم حل هذه المشكلة سيجعلنا نعود إلى نقطة الصفر مرة أخرى”.

 

في المقابل، ترفض الحكومة الإسرائيلية الحالية فكرة حل الدولتين. وخلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفضه القاطع لذلك قائلاً: “لقد كان لديهم فعليًا دولة في غزة، فماذا فعلوا بها؟ هل اختاروا السلام أو التعايش؟ لا، لقد هاجمونا مرارًا، وأطلقوا الصواريخ على مدننا، وقتلوا أطفالنا، وحوّلوا غزة إلى قاعدة إرهابية نفذوا منها مجزرة 7 أكتوبر.”

 

وفي نفس الجمعية العامة، دعا الرئيس ترامب الملك عبدالله وعددًا من القادة الإقليميين لاجتماع عرض فيه خطته للسلام.

 

وقال الملك عبدالله “رسالته لنا كانت: يجب أن يتوقف هذا الآن. وقلنا له: سيدي الرئيس، إذا كان أحد قادرًا على تحقيق ذلك، فهو أنت.”

 

وفي حديثه عن العنف المستمر خلال العامين الماضيين – بما في ذلك الحرب بين إسرائيل وإيران، والهجوم الإسرائيلي الأخير على قادة حماس في قطر – تساءل الملك: “إلى أي مدى اقتربنا من اندلاع حرب إقليمية واسعة قد تشمل العالم بأسره؟”

 

وتحدث الملك عبدالله عن نتنياهو قائلاً إنه لا يثق “بأي كلمة يقولها”، لكنه أكد وجود إسرائيليين يمكن للعرب التعاون معهم لبناء السلام.

 

أما عن حماس وموافقتها على تسليم إدارة غزة لهيئة فلسطينية مستقلة وفق اتفاق الهدنة، فقال الملك إنه تلقى تطمينات من قطر ومصر اللتين تتعاملان بشكل مباشر مع الحركة، بأنهما متفائلتان جداً بالتزام حماس بالاتفاق.

 

لكنه حذر من أن “الشيطان يكمن في التفاصيل”، مشددًا على أهمية أن يظل الرئيس ترامب منخرطًا في متابعة تنفيذ الاتفاق بعد تحقيق الهدنة في غزة.

 

وقال “في نقاشاتنا مع الرئيس ترامب، يدرك أن المسألة لا تتعلق فقط بغزة أو بمسار سياسي معين، بل بتحقيق السلام في المنطقة كلها، وهذا لن يحدث ما لم يكن للفلسطينيين مستقبل واضح”.

 

وقّعت الأردن اتفاقية سلام مع إسرائيل عام 1994 رغم معارضة الكثيرين داخل البلاد، إذ يشكل الفلسطينيون أكثر من نصف سكان الأردن. ويتعاون البلدان في بعض القضايا الأمنية.

 

كان السلام قد وُقّع بين الملك الراحل الحسين بن طلال ورئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين الذي اغتاله متطرف يهودي بعد عام واحد فقط.

 

وعندما سُئل الملك عبدالله عمّا إذا كان يعتقد أنه سيرى اتفاق سلام نهائي يشمل إقامة دولة فلسطينية خلال حياته، أجاب: “يجب أن أؤمن بذلك، لأن البديل يعني نهاية المنطقة. أذكر أن والدي قال في أواخر حياته: أريد السلام لأطفالي وأحفادي. وأنا الآن لدي حفيدان، وهما يستحقان أن يعيشا هذا السلام. كم سيكون الأمر مؤلمًا لو كبرا ليقولا نفس الكلمات التي قالها جدي قبل عقود؟”

 

وأضاف “لهذا السبب، نحن في المنطقة نؤمن أن السلام هو الخيار الوحيد، لأن غيابه يعني أن الغرب، وخاصة أمريكا، سيُجرّون مرة أخرى إلى هذا الصراع. لقد مرّ أكثر من 80 عامًا، وحان الوقت لنقول جميعًا: كفى.”

 

وبحسب وزارة الصحة في غزة، قُتل أكثر من 67 ألف شخص في القطاع منذ 7 أكتوبر 2023 نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية.ورغم عتمة المشهد، يعتقد الملك عبدالله أن هذه اللحظة قد تكون فرصة حقيقية لتحقيق السلام.