غزة تستقبل العائدين: انطلاق المرحلة الأولى من الاتفاق وفتح معبر رفح

وكالة الناس-بوجوه أنهكتها الحرب، عاد الغزيون إلى مدنهم التي نزفت طويلًا تحت النار والحصار، امتزجت دموع الفرح بدموع الفقد، فيما كانت الأمهات يلوحن بالأيدي لبيوت تهدمت لكنها لم تمت. انسحاب قوات الاحتلال من أجزاء من القطاع فتح الباب لعودة طال انتظارها، عودة تحمل بين الركام بذور الأمل، وتعيد للبحر صوته وللسماء لونها، وللقلب الفلسطيني حقه في التنفس من جديد.

 

فبعد وقت قصير من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي ظهر أن قواته تمركزت على خطوط الانسحاب، فيما تم توثيق آلاف من سكان غزة على الطريق الساحلي للرشيد، عائدين شمالاً إلى مدينة غزة

 

ودعا جيش الاحتلال الإسرائيلي سكان قطاع غزة إلى عدم الاقتراب من بيت حانون وبيت لاهيا وحي الشجاعية في غزة، وغيرها من المناطق التي تنتشر فيها قواته. كما حذّر الجيش سكان غزة من دخول البحر للسباحة أو الغوص أو صيد الأسماك.

 

وأعلن المبعوث الخاص للرئيس ترامب لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، اليوم (الجمعة)انطلاق المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي والانتظار الآن لإطلاق سراح الأسرى من قبل حماس.

 

في إطار الاتفاق بين إسرائيل وحماس، وُضعت أيضًا خطة إنسانية، سيتم في إطارها فتح معبر رفح، ولأول مرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، سيتسنى أيضًا عودة سكان غزة إلى قطاع غزة. ولم يُتفق بعد مع الجانب المصري على آلية عودة السكان، ولكن تقرر أن تتم أي عودة بعد موافقة إسرائيلية.

 

كما سيُتاح خروج السكان عبر معبر رفح بالتنسيق مع مصر، بعد موافقة أمنية إسرائيلية، وتحت إشراف وفد من الاتحاد الأوروبي، على غرار الآلية المتفق عليها في يناير/كانون الثاني من هذا العام.

 

يتضمن الإطار الإنساني في الاتفاق أيضًا دخول 600 شاحنة مساعدات يوميًا إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والدول المانحة والقطاع الخاص.

 

وتحتوي الشاحنات على مواد غذائية ومعدات طبية ومعدات إيواء ووقود لتشغيل المرافق الأساسية كالمستشفيات، بالإضافة إلى غاز الطهي.

 

كما سيسمح بدخول معدات لمعالجة البنية التحتية الأساسية، كخطوط المياه والصرف الصحي والمخابز. وستتمكن الشاحنات من التحرك من الشمال إلى الجنوب، على المحور الساحلي (الرشيد) ومحور صلاح الدين، الذي يعبر القطاع من شماله إلى جنوبه الشرقي.

 

حتى الآن، لم يُتفق على أي شيء بخصوص صندوق المساعدات الأمريكي (GHF)، الذي يُشغّل مراكز توزيع في أنحاء قطاع غزة. يُشار إلى أن إنجاز إسرائيل يتمثل في الحفاظ على بنود الاتفاق كما هو مُطبّق في صفقة الأسرى السابقة في يناير/كانون الثاني 2025.

 

أفادت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، التابعة لحزب الله، نقلاً عن مصادر مصرية، بأنه تم التوصل إلى اتفاق لفتح معبر رفح جزئياً. وأشار التقرير إلى أن ذلك سيسمح باستئناف حركة المرور في كلا الاتجاهين. ومن المتوقع أن يستأنف المعبر عمله بعد استكمال الاستعدادات اللوجستية. وسيتم تحديد أسماء المارين عبر معبر رفح في “إطار أوسع من التنسيق الأمني”.