الحسابات ليست في سوريا!
قد يكون الشيخ نصر الله هو الوحيد الذي جعل من معركة حلب المعركة الحاسمة. بمعنى أن المنتصر فيها هو المنتصر في سوريا.
ولعل النتيجة التي انتهت إليها معركة حلب، لم تكن في كل حالاتها معركة حاسمة. فلا شيء يبرر هذه النتيجة، طالما أن مدن سوريا تُفرغ من سكانها، وطالما انها تتحول إلى خنادق وسواتر ترابية..
وبيوت مهدمة. لماذا يتم حسم المعركة في حلب أو في حمص أو تدمر أو داريا في الغوطة، أو في مخيم الفلسطينيين في اليرموك؟. هذا كله حكي خبراء «العلك المصدّي» في الفضائيات. فالحروب الأهلية تنتهي حين يتفق أصحاب المصلحة من القوى الإقليمية والعظمى. فلا نظام الأسد ولا تركيا ولا إيران، ولا العاملون في نصرتهم ولا داعش ولا النصرة هي التي تحسم هنا أو هناك. في حلب أو غيرها.
لقد تابعنا «الحكي الكبير» لجنرالية إيران عن العواصم العربية الأربعة التي صارت بيدهم. واكتشفنا أن المتوسط صار الحد الغربي لإيران وليس جبال زغروس.
وكنا بحاجة الى وقت قصير لنتعرف الى ان «الكلام الكبير» ليس إلا بالونات المقصود من نفخها وفرقعتها مشاكل داخلية، فالديكتاتوريات تبحث، كلما ضعفت، عن معارك خارجية لالهاء شعوبها عن تعاستها، وحياتها المزرية، وعن انتصارات وهمية خارجية لترسيخ معركتها الحقيقية.. مع شعبها.
من غير المستبعد ان تسقط حلب اليوم في يد مسلحي المعارضة، لكن طبيعة الحرب الاهلية لن تتغير، طالما ان هذه المعارضة تتكون من 85 جماعة لها اتصالها الاقليمي او الدولي، ولها كما يقول الشيخ نصرالله رواتبها، ومصروفاتها، ونفقات اعالة وتسليح عناصرها من.. ايران، ولا تبحثوا عن حسابات لحزب الله في البنوك اللبنانية.
قبل اسبوع تراجع زخم اندفاعة المعارضة المسلحة في حارات حلب، وصار من السهل قراءة تصريحات من سوريا ومن واشنطن عن تراجع تزويد هذه المعارضة بصواريخ «تاو» الاميركية والسعودية، ويظهر ان التزويد وصل يوم الجمعة.. فشهدنا التقدم في مدرسة المدفعية، والتموين، وبقية الطريق الى منفذ خط دمشق–حلب من المنطقة الشرقية.
كل شيء محسوب بدقة لكن ليس داخل سوريا، هذا يجب ان نفهمه بوضوح، فالمسؤول الامني الاردني يلاحظ ان هناك أطفالا لاجئين سوريين وصلوا دون اهلهم، وصار علينا ان نحسب جيداً كلفة اقامتهم واطعامهم وكسائهم ومدارسهم، وإلا فنحن امام جيل من.. الخارجين على القانون والمجتمع، نحن فقط علينا ان نحسب.