0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

أزمة إنسانية خانقة في غزة: شحّ المياه وتدهور الصرف الصحي يفاقمان معاناة السكان

وكالة الناس – أسامة الأطلسي – غزة – يواجه سكان قطاع غزة واحدة من أشد الأزمات الإنسانية منذ اندلاع الحرب الأخيرة، حيث تعاني معظم مناطق القطاع من نقص حاد في المياه النظيفة وتدهور كبير في خدمات الصرف الصحي. ووفق تقارير محلية ودولية حديثة، فإن أكثر من 85% من البنية التحتية للمياه والصرف الصحي في القطاع لم تعد تعمل بشكل سليم، ما يجعل حياة مئات الآلاف من المدنيين أكثر صعوبة يوماً بعد يوم.
معاناة الأهالي تتجلى في تفاصيل الحياة اليومية. فالحصول على مياه صالحة للشرب بات تحدياً كبيراً، حيث تضطر عائلات بأكملها إلى الانتظار ساعات طويلة أمام نقاط التوزيع، أو الاعتماد على صهاريج متنقلة بأسعار تفوق قدرتها المالية. أما شبكات الصرف الصحي المتوقفة فقد تسببت بانتشار الروائح الكريهة وتزايد المخاطر الصحية، خاصة في المناطق المكتظة بالسكان ومراكز الإيواء.
ويقول بعض السكان إن جزءاً من الأزمة يعود إلى استهداف متكرر لمنشآت المياه ومحطات الضخ، والتي تحولت إلى أهداف عسكرية خلال جولات التصعيد. ويتهم مواطنون فصائل المقاومة، وعلى رأسها حركة حماس، باستخدام بعض المرافق المدنية لأغراض عسكرية، وهو ما جعلها عرضة للهجمات الإسرائيلية. ويضيف هؤلاء أن “السكان العاديين هم من يدفعون الثمن”، حيث تتضاعف المعاناة اليومية دون وجود بدائل حقيقية.
في المقابل، يرى آخرون أن المسؤولية الأوسع تقع على الاحتلال الإسرائيلي بسبب القصف المتواصل والحصار الممتد منذ سنوات، والذي منع دخول قطع الغيار والوقود اللازمة لتشغيل هذه المرافق الحيوية. وبين تبادل الاتهامات، تبقى الحقيقة الأوضح أن المدنيين هم من يواجهون النتائج الكارثية.
منظمات إنسانية حذرت مؤخراً من تفشي الأمراض المنقولة عبر المياه إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لإصلاح الشبكات وضمان وصول المياه النظيفة. كما طالبت بفتح ممرات إنسانية لإدخال المواد والمعدات اللازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية المدمرة.
وبينما تتواصل الحرب ويستمر الدمار، يعبّر الغزيون عن قلقهم العميق من أن تتحول أزمة المياه والصرف الصحي إلى كارثة طويلة الأمد، تضيف طبقة جديدة من المعاناة إلى واقعهم القاسي.