الأميرُ الحَسنُ يرعى حفلَ تخريجِ سابلةِ الحَسَن للشّباب 2025 في الجامعةِ الأردنيّةِ ( صور )
وكالة الناس -رعى سموُّ الأمير الحسنِ بن طلال، رئيسُ منتدى الفكر العربي، اليومَ حفلَ تخريج طلّاب برنامج “سابلة الحسن 2025” الذي نظَّمته جائزةُ الحسن تحت شعار “إنماء وانتماء”، في الجامعة الأردنية، واستمع سموُّه إلى شروحٍ عن مشاريعَ متميِّزة لِستِّ طالبات.
ودعا سموُّه إلى تعزيز فلسفة الحوار بين الشّباب ونبذِ العنف والتطرف بكل أشكاله، مُبيِّنًا ضرورةَ التفاعل الإنسانيّ في بناء القناعات المشتركة، ومؤكّدًا أنَّ خير الأمور أوسطُها.
وحثَّ سموُّه الشّباب إلى البعد عن الأنا الضيّقة، والتَّحلي بروح “النَّحنويّة” في التعاون والتكافل والوسطيّة لقيادة حوارٍ وطني بناء، بهدفِ ترتيب البيت الداخليّ، وبَلورةِ ميثاقِ شرفٍ وطنيّ للتصدي للتحديات التي تشهدها المنطقة.
وأشادَ سموُّه بالمستوى الفكريّ التفاعليّ لدى شباب السابلة في نسختها لهذا العام، مؤكّدًا أهميةَ استذكار الهويّة العربيّة المشرقيّة والتاريخ المشترك، داعيًا إلى تعزيز التكافل بين الفئات المختلفة نحو نهضةٍ شموليّةٍ وتنميةٍ مستدامةٍ.
وأكَّدَ سموُّه ضرورةَ تعزيز المواطنة الفاعلة، وتقديرِ كرامة الإنسان، والاعتراف بالآخر مواطنًا شريكًا، مُبيِّنًا أنَّ “الشٌَجاعة تولد من الإرادة، والمبادرة خير من الاستكانة”.
كما أشارَ سموُّه إلى التّعدديّة الثقافيّة الحضاريّة في الأردن بكونها جزءًا من النسيج العربيّ المشرقيّ، داعيًا إلى ضرورة استمرارها بين مكونات الشعب الأردنيّ المختلفة.
ونبَّه سموُّه إلى ضرورة إدراك التاريخ والتحديات المشتركة في الماضي؛ لاستشرافِ مستقبلٍ أكثر أمنًا واستقرارًا وإنماءً، مُشيرًا إلى أهمية تشكيل “فهرس للمزارعين” لحصرِ حاجياتهم واهتماماتهم، ثمَّ البحث في سبل دعمهم.
وأشارَ إلى ترابطِ منظوماتِ التنمية المستدامة ضمن متلازمة المياه والغذاء والطاقة والأنظمة البيئيّة، داعيًا إلى ضرورة أنسنة العمل البيئيّ في الحفاظ على الطبيعة واحترام موارد الأرض، إلى جانب ربط ذلك بالإيمان الواحد وكرامة الإنسان.
كما أشار سموُّه إلى أنَّ تنمية الذات هي مفتاح الانتماء والاستقرار، مؤكِّدًا أهميةَ الانتقال من التَّنظير إلى العمل الفعليّ، وضرورةَ أن يكون الشبابُ هم من يصنعون التغيير.
من جانبه، قال رئيسُ الجامعة الأردنيّة الدكتور نذير عبيدات: إنَّ سابلة الحسن فجَّرت طاقاتِ الشباب، حيث تزدهر أحلامُهم على أرض الأردن المِعطاء، مُشيدًا باللقاء الذي يجمع الجامعة مع السابلة.
ونبَّه عبيدات إلى أن السابلةَ والجامعةَ الأردنية تلتقيان في جوهر واحد: المحبة والعطاء، والإبداع والاكتشاف، والبحثُ عن الجمال في عالم يحتاج إلى قيم الأخلاق والإنسانيّة.
وأوضح عبيدات أنَّ غايةَ الأمير الحسن للشّباب ليست مجرد دعم، بل هي رؤيةٌ تُنير الدرب، ورحلةٌ تدعو إلى اكتشاف الذات والوطن والإنسان، مؤكِّدًا أنَّ نظامًا مثل سابلة الحَسن تتسعُ فيه الفرصة لتعلِّم أنظمةٍ بيئيّة غنيّة، وعلاقاتٍ قوامها المعرفة والمحبة، وفرصٍ للنموّ والتطور مع احترام ما يميز كل إنسان.
وأكَّدَ رئيسُ الجامعة أنه “رغم كل الأمل، يبقى في القلب جرح مفتوح اسمه غزة”، مؤكِّدًا أنَّ “الإنسانية ليست مجرد كلمات، بل مواقف وأفعال حقيقيّة، وأنَّ الصمت على الظّلم يعدُّ خذلانا للقيم”.
بدورها، قدَّمت مديرةُ جائزة الحسن للشباب الدكتورة خولة الحسن، نبذةً عن الجائزة التي تأسست عام 1991 بهدف تمكين الشباب وتعزيز دورهم القياديّ، مبيِّنة أنَّ نسخةَ هذا العام تميّزت بمشاركة 61 طالبا وطالبة من 14 جامعة، إضافةً إلى مشاركين من العراق، وفلسطين، وسوريا، ما جعلها ملتقًى عربيًّا يعزز أواصر الأخوة في المشرق.
وبيَّنت الحَسن أنَّ البرنامج شمل تدريباتٍ عمليّةٍ مثل التدريب العسكري، واللياقة البدنيّة، وتسلق قمة جبل أم الدامي، إضافةً إلى محاضرات حول قضايا مهمة، مثل المياه ومكافحة المخدرات، وأنشطة ميدانيَّة لزيارة مواقع أثريّة ودينيّة، لافتةً إلى أنَّ المشاركين قاموا بعمل تطوعيّ تمثَّلَ في تجهيز المساعدات الإنسانيّة لأهل غزة بالتعاون مع الهيئة الخيريّة الأردنيّة الهاشميّة.
بدوره، أكَّدَ قائدُ المعسكر النقيب أسامة الجنايدة، أهميةَ المبادرة ودورَها المحوريّ في تنمية الشباب، عادًّا إياها مدرسةً حقيقيّة في التضحية والانضباط، وتمكين الشباب من تجسيد قيم المسؤوليّة والولاء للوطن.
وحضر الحفلَ عددٌ من الأساتذة مِن نواب الرئيس، وجَمعٌ من المسؤولين والمستشارين والأكاديميّين والقادة العسكريين الحاليين والسابقين، ومُمثِّلين عن مختلف الوزارات والمؤسَّسات الحكوميّة وغير الحكوميّة، المحليّة منها والدوليّة.