نزوح جماعي في غزة وسط تصاعد الهجمات والتهديدات الأمنية
وكالة الناس – اسامة الاطلسي – غزة – تشهد مدينة غزة موجة نزوح جماعي غير مسبوقة، حيث يفرّ مئات السكان من منازلهم متوجهين نحو المناطق الإنسانية في وسط وجنوب قطاع غزة، في ظل تصاعد الهجمات والتهديدات المباشرة التي تواجه المدنيين.
وأفاد شهود عيان أن شوارع المدينة ممتلئة بالعائلات التي تحمل أمتعتها وتسعى لإيجاد مأوى آمن، وسط ازدحام شديد على نقاط التفتيش وطرق الإجلاء. وقالت إحدى النساء اللواتي أجبرتهن الأوضاع على ترك منازلهن: “تركنا كل شيء خلفنا، حتى أثمن ممتلكاتنا لم نتمكن من أخذها. الأطفال خائفون، ونحن نأمل فقط في الأمان والمأوى”.
الضغط على الملاجئ الإنسانية
وقد خصصت السلطات المحلية، بالتعاون مع المنظمات الإنسانية الدولية، عدداً من الملاجئ في مناطق وسط وجنوب القطاع، لتقديم الحماية والخدمات الأساسية للنازحين. ومع ذلك، فإن العدد المتزايد للعائلات الفارة يزيد الضغط على الموارد المتاحة، خاصة المياه والطعام والإمدادات الطبية الأساسية. وتعمل فرق الإغاثة بشكل مستمر لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال والنساء وكبار السن الذين يمثلون نسبة كبيرة من النازحين.
تصاعد العنف وتأثيره على المدنيين
شهدت الأيام الأخيرة تصاعداً ملحوظاً في الهجمات الجوية والاشتباكات البرية، ما أدى إلى تدمير بعض المنازل والبنية التحتية الحيوية، مثل المستشفيات والمدارس وشبكات الكهرباء والمياه. وحذر مسؤولو الصحة في غزة من أن استمرار النزوح والعنف يهدد بتفشي الأمراض ونقص الرعاية الصحية، خاصة مع ارتفاع عدد المصابين والمرضى في ظل الإمكانيات المحدودة للمستشفيات المحلية.
الجهود الدولية والمجتمع المدني
وقد دعت المنظمات الإنسانية الدولية، بما في ذلك الصليب الأحمر والأمم المتحدة، إلى دعم عاجل لتلبية احتياجات النازحين، مؤكدة على ضرورة توفير الغذاء والمياه النظيفة والرعاية الطبية والنفسية. وفي الوقت نفسه، أعرب المجتمع الدولي عن قلقه البالغ إزاء الوضع الإنساني المتدهور، مطالباً الأطراف المتصارعة بضمان حماية المدنيين والسماح بالوصول الآمن للمساعدات الإنسانية.
دعوات للالتزام بالمسارات الآمنة
وناشدت السلطات المحلية سكان غزة الالتزام بمسارات الإجلاء المحددة وتجنب المناطق التي تشهد اشتباكات، محذرة من مخاطر البقاء في الأحياء المهددة بالهجمات. كما أكدت على أهمية تنسيق الجهود مع المنظمات الإنسانية لتسهيل وصول الدعم إلى أكبر عدد ممكن من العائلات المتضررة.
خاتمة
مع استمرار تصاعد الهجمات والتهديدات، يواجه سكان غزة مأساة إنسانية كبيرة، حيث تزداد أعداد النازحين يومياً. وتبرز الأزمة الحالية الحاجة الماسة إلى تدخل عاجل ودعم مستدام لتوفير الحماية والمساعدات الأساسية للمدنيين، خصوصاً الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يمثلون الجزء الأكبر من الفئات الأكثر ضعفاً في ظل الصراع المستمر.