مين نازل !..
يعجبني التعارف العابر بين البسطاء غير أنه شهي ومحفّز للكلام ، فهو يأخذ أشكالاً متعددة بفتح الحديث ومحاولات التقريب بين البيئتين، كما يعجبني أكثر ذلك «الفضول» البرىء الذي ينكش بالتفاصيل كل التفاصيل… في السرفيس، على بكم خضرة ،في سوق الحلال، بالحراج،في المركز الصحي ، في الأحوال المدنية ، على طاولة مشتركة في صالة أفراح..يميل أحدهم ويسألك» أبو ايش الله يخليه»؟؟ «أبو فيصل» ..فيرد السائل اللهم صلي على سيدنا محمد…شو بيشتغل فيصل ؟ قاعد…آه قاعد..اللهم صلي على سيدنا محمد…قاري اشي فيصل؟؟..لا والله ولا اشي…ولا اشي آه..اللهم صلي على سيدنا محمد…متجوز فيصل؟؟؟ لا والله بعده…بعده آه ..اللهم صلي على سيدنا محمد ..طيب جوزه….تا يشتغل فيصل …تا يشتغل آه…اللهم صلي على سيدنا محمد ، ما رح يشتغل غير تا يتجوز…طبعاً هو يريد أن يعرف عنك كل شيء دون ان تسأله أنت عن أي شيء .
– «ان شاء الله ما في شي» ..
-لا والله مسمار لحم!!..
– بسيطة ..مسمار لحم برجلك؟؟
– لأ بخمشي؟؟ طبعاً برجلي…
هذه المعلومات التي يجمعها السائل في المركز الصحي أو في رحلة الباص أو في سوق الحلال لن تفيده شيئاً في محياه ولا في مماته الا أنها «دخان» الكلام الذي يملأ به رئتيه ويكسر من خلاله صور الطريق الطويلة أو ساعات انتظار المراجعة..
الاحظ في الآونة الأخيرة دخول سؤال ثالث على قائمة أسئلة التعارف والتعرّف بقوة حيث أصبح الأكثر تداولاً بين الأسئلة … فبعد «منين الله محييك»…»وأبو أيش الله» يخليه»؟؟ وبعد أن يضمن اسم المنطقة والعشيرة..لا بد من صفنة قصيرة ثم…يطلقها: مين نازل عندكو؟.. قبل يومين لم يترك «ختيار» متقاعد – بانتظار موافقة من الإدارة الرئيسية- شخصاً من بين مراجعي بنك القاهرة عمان الا وسأله «مين نازل عندكو»؟؟..حتى طال سؤاله «سيرلانكية» مسكينة تنوي إرسال راتبها إلى عائلتها…فلم تفهم عليه..وعاد لسؤالي…»مين نازل عندكو»؟…أجبته: اللي نازلين أكثر من ركاب باص حجازي بمجمع عمان!!! ثم سألته: أنت بدك تنتخب.؟ قال : لأ..بس بحب اتنوّر..
حماس المواطن الأردني للانتخابات ..زي الزبون تالي النهار..يحب «يساعر» بس ما بده «يشتري»!!