عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

جهاز كشف المتفجرات .. كذبة!

اخذت احدى وكالات الأنباء وقتها في دراسة جهاز اسمه العلمي ADE-65 وهو مخصص لكشف المتفجرات سواء في السيارات او حول جسم الانتحاريين. والحقيقة ان هذا الجهاز يختصر الحالة الموجعة للفساد والموت في شوارع بغداد وبقية المدن العراقية، منذ لجنة التحقيق التي قررها المالكي عام 2010 حتى قرار خليفته العبادي قبل اسبوعين بوقفها نهائياً.

هذا الجهاز هواكبر كذبة في التاريخ العربي، فهو لا علاقة له بكشف المتفجرات، وقيل انه شاع في ملاعب الجولف الانجليزية للبحث عن الطابات الضائعة بين الشجيرات والاعشاب.

بعد عامين من شراء هذا الجهاز – الكذبة الذي كلف 60 مليون دولار، تقول المصادر الحكومية العراقية ان جهاد الجبري قائد وحدة المتفجرات في وزارة الداخلية ادين بالرشوة من صانع بريطاني باعه هذا الجهاز. ومع ذلك فقد بقي رجال الداخلية يوقفون السيارات أمام نقاط التفتيش ويدورون حولها بهذا الجهاز الذي يشبه هوائيه كهوائي الراديو النقال. حتى اكتُشف ان باص الفولكس فاجن الذي انفجر في حي الكرادة، وادى الى 300 قتيل ومئات الجرحى، قد قدم من ديالى حاملا 250 كيلوغراما من المتفجرات ومرَّ على عشرات نقاط التفتيش وكلها مدججة بالكاشف – الكذبة.

الرئيس عبادي لاحظ ايضا ان استمرار الداخلية في استعمال كاشفة المتفجرات لها خلفية سياسية الى جانب ارتباطه بحلقات الفساد. فوزير الداخلية والمسؤول عن امن بغداد ينتميان الى فريق شيعي غير الفريق الشيعي في وزارة الدفاع وقيادة أمن العاصمة في الجيش، وهما يتشاحنان على الصلاحيات.. لكنهما لا يختلفان على استعمال جهاز كشف المتفجرات المزيف. مع ان العراق حصل على اجهزة كشف متطورة جداً.. مخزنة في وزارة الداخلية وعدّد بالضبط سبعين جهازاً.

وبالصدفة فاننا في الاردن حصلنا على اكثر من جهاز.. موضوع على احدى نقاط التفتيش.

العبادي، طرد المسؤول الآخر عن المتفجرات في الداخلية، وطلب من الوزير الاستقالة فاستقال. لكن الغريب ان مشاهدي التلفزيونات العراقية لاحظوا ان مراقبات البصرة ما تزال تستعمل الجهاز – الكذبة في الشوارع، وامام مؤسسات الدولة الهامة. وما زال رجال الأمن المساكين يدورون بها حول السيارات.. واكثرها مفخخ.. وينتظرون موعد تسلم الرواتب آخر الشهر