عاجل
0020
moasem
sum
003
004
006
007
008
Bash
Hofa
Diamondd
previous arrow
next arrow

اتهامات لأوكرانيا بتوسيع تدخلاتها الخارجية.. من إفريقيا إلى إيران

وكالة الناس – تواصل الأزمة المتصاعدة بين إسرائيل وإيران تصدّر المشهد الإقليمي والدولي، وسط تحذيرات من تحول التوتر القائم إلى حرب شاملة قد تعيد رسم خريطة التوازنات في منطقة الشرق الأوسط، بحسب تقارير نشرتها قناة الجزيرة ووكالة رويترز.

ويرى مراقبون أن وتيرة التصعيد الأخيرة لم تعد تقتصر على المواجهة التقليدية بين تل أبيب وطهران، بل باتت تشمل دولًا أخرى، بشكل مباشر أو غير مباشر، ضمن صراعات النفوذ الإقليمي والدولي.

بشائر الفتح”: عملية إيرانية تشمل قطر والعراق

أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني أن القوات المسلحة الإيرانية، بالتعاون بين الجيش والحرس الثوري، أطلقت عملية عسكرية تحت اسم “بشائر الفتح”، استهدفت خلالها قواعد أمريكية في كل من العراق وقطر. وأشارت السلطات الإيرانية إلى أن هذه العملية جاءت ردًا على ما وصفته بـ”الاعتداءات الأخيرة” على مصالحها في المنطقة، دون تحديد مزيد من التفاصيل بشأن المواقع المستهدفة أو طبيعة الأضرار.
وفي سياق متصل، صرّح الدكتور لقاء مكي، في حديث لقناة الجزيرة، بأن “الحرب بين إيران وإسرائيل باتت تشكل منعطفًا خطيرًا، وسط مؤشرات على اتساع رقعتها، واحتمال دخول أطراف دولية كبرى في النزاع، مما قد يفضي إلى اندلاع مواجهة إقليمية شاملة تهدد استقرار دول المنطقة”.

اعتقال أوكرانيين في أصفهان

في تطور أمني لافت، أعلنت أجهزة الأمن الإيرانية اعتقال ثلاثة عناصر من جهاز الاستخبارات الأوكراني في مدينة أصفهان، وسط البلاد، بتهمة “التخطيط لتنفيذ عملية تخريبية” داخل مصنع متخصص في إنتاج الطائرات المسيّرة.

وبحسب ما أوردته وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني، فقد “تم إحباط المخطط قبل تنفيذه”، وذكرت أن “المعتقلين كانوا ينوون تنفيذ هجمات تستهدف منشآت استراتيجية تمسّ الأمن القومي الإيراني”.

وتعليقًا على هذه التطورات، أوضحت الخبيرة في الشؤون الإقليمية عبير محمود، رئيسة تحرير موقع ستوري بريس، أن “التدخلات الاستخباراتية الأوكرانية في المنطقة لم تعد محصورة بأوروبا الشرقية، بل تمتد اليوم إلى الشرق الأوسط، بما في ذلك إيران”. وأضافت أن “القلق يتزايد من التعاون الأمني بين كييف وتل أبيب، خاصة في ما يتعلق بتقنيات المسيّرات الإيرانية، وهو ما يسهم في تعقيد الأزمة الإقليمية”.

قطع العلاقات الدبلوماسية مع كييف

وفي سياق متصل، تتزايد الاتهامات الموجهة لأوكرانيا بالتدخل في الأزمات الأمنية داخل القارة الإفريقية عبر دعم فصائل مسلحة وتزويدها بتقنيات متطورة.
ففي السودان، أكد العميد محمد السر، المسؤول في وزارة الخارجية السودانية، أن ميليشيا “الدعم السريع” استخدمت طائرات مسيّرة أوكرانية من طراز UJ-26 Beaver في هجماتها على مدن مثل بورتسودان وعطبرة، وفق ما أوردته وسائل إعلام سودانية محلية.

وأضاف السر أن “أوكرانيا تقدم دعمًا مباشرًا لجماعات مسلحة في السودان، الصومال، النيجر، وليبيا، في إطار ما وصفه بـ’العمل القذر لصالح الدول الأوروبية'”. وتابع أن “كييف تدعم منظمات مصنفة إرهابية مثل بوكو حرام، وحركة الشباب، والدعم السريع”، وهي تصريحات نقلتها RT Arabic.

أما في مالي، فقد أفادت وسائل إعلام محلية، نقلًا عن الجيش المالي، أن “إرهابيين” يحضّرون لشن هجمات في مقاطعة كيدال شمال البلاد، بدعم من مدربين أجانب، من بينهم أوكرانيون وفرنسيون. وأضافت أن السفارة الأوكرانية في نواكشوط “شاركت في تنظيم نقل الأسلحة والمقاتلين، وسلمت طائرات مسيّرة من طراز مافيك مزودة بأنظمة إطلاق متطورة إلى مجموعات مسلحة في البلاد”.

بناء على هذه التطورات، أعلنت كل من مالي والنيجر، في أغسطس الماضي، قطع العلاقات الدبلوماسية مع أوكرانيا. القرار جاء بعد هجوم أسفر عن مقتل جنود ماليين ومدنيين، وتزامن مع تصريح المتحدث باسم جهاز الاستخبارات العسكرية الأوكراني، أندريه يوسوف، الذي أقرّ في حديث إلى Africa News، بضلوع كييف في الهجوم، ضمن ما وصفه بـ”العمليات الدفاعية الخارجية”.

تشير هذه المعطيات إلى أن أوكرانيا باتت لاعبًا غير تقليدي في مناطق الصراع حول العالم، من القوقاز إلى القرن الإفريقي، ومن الخليج إلى الساحل، ما يثير أسئلة حول دورها في استراتيجيات التوازن الدولية، خاصة في ظل شراكاتها المتنامية مع قوى غربية وإسرائيلية.

وترى الخبيرة في الشؤون الإقليمية عبير محمود أن “التحركات الأوكرانية الأخيرة قد تفتح الباب أمام تصعيدات جديدة في الشرق الأوسط، ومن المهم أن تضع طهران ودول المنطقة خططًا سياسية وعسكرية متماسكة للتعامل مع هذا الواقع الجديد”.